الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
965 - " بَابُ ما رُخِّصَ لِلمَريضِ أنْ يَقُولَ: إِنِّي وَجِعٌ، أوْ وَارَأسَاهُ
"
1113 -
عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أَنَّهَا قَالَتْ: وَارَأْسَاهُ، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَاكَ لَوْ كَانَ وَأنا حَيٌّ فأسْتَغْفِرُ لَكِ، وأدْعُو لَكِ " فَقَالَتْ: عَائِشَةُ: "وَاثُكْلَيَاهُ، وَاللهِ إِنِّي لأظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّساً بِبَعْضِ
ــ
أخرجه أيضاً الترمذي. والمطابقة: في كون الحديث يدل على أن من فقد بصره عوض بالجنة، وهو ما ترجم له البخاري.
965 -
" باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع أو وارأساه "
1113 -
معنى الحديث: تحدثنا عائشة رضي الله عنها " أنها قالت: وارأساه " يعني أنّها أحست بصداع أصابها في رأسها، فشكت من ذلك الألم الذي تحسه منه قائلة: وارأساه، قال القسطلاني: وهو تفجّع على الرأس من شدة صداعه، " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ممازحاً ومداعباً لها:" ذاك لو كان أنا حيٌّ فأستغفر لك، وأدعو لك " أي لو أصابك الموت في حياتي لَفُزْتَ باستغفاري ودعائي لك، وفي رواية عبد الله بن عبد الله بن عتبة قال:" ما ضرك لو مِتِّ قبلي وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك "" فقالت عائشة: واثكلياه " بضم المثلثة، وسكون الكاف، وفتح اللام، وأصل الثكل أن يفقد الشخص من يعزّ عليه، ثم صار يجري هذا اللفظ على ألسنتهم عند حصول المصيبة أو توقعها " والله إني لأظن أنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرساً " أي لو وقع موتي وأظن أنّك تتمناه لا يأتي آخر النهار إلاّ وأنت متزوج بامرأة أخرى " فقال صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه " أي لست أنت التي تشتكين من رأسك،
أزْوَاجِكَ، فقالَ: النبي صلى الله عليه وسلم بَلْ أنَا وَارَأسَاهُ لَقَدْ هَمَمْتُ أو أردْتُ أَنْ أرْسِلَ إلَى أبي بَكْرٍ وَابْنِهِ وأعْهدَ أنْ يَقُولَ القَائِلُونَ، أو يَتَمَنَّى المُتَمَنُّونَ، ثم قُلْتُ: يأبَى اللهُ وَيَدْفَعُ المُؤْمِنُونَ، أوْ يَدْفَعُ اللهُ وَيَأبَى المُؤْمِنُونَ".
ــ
بل أنا الذي أشتكي من هذا الصداع الشديد الذي أصابني " لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد " أي أوصي بالخلافة من بعدي لصاحبها الذي أراد الله أن يتولاها " أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون " أي أوصي بالخلافة إلى أبي بكر كراهة أن يقول القائلون: الخلافة لفلان أو لفلان، أو يتمنّى المتمنون الخلافة، " ثم قلت: يأبى الله، ويدفع المؤمنون " أي ثم قلت: أترك أمر الخلافة لله، ولرأي المسلمين، لأنه يأبى الله إلاّ خلافة أبي أبكر، ويدفع المؤمنون خلافة غيره.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: جواز الشكوى من المرض، وأنه لا ينافي الرضا بقضاء الله، ولا يعارض الصبر، وقد شكا النبي صلى الله عليه وسلم رأسه بقوله:" بل أنا وارأساه " وهو سيد الصابرين. ثانياًً: في الحديث إشارة صريحة إلى خلافة الصديق رضى الله عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد ". ثالثاً: دل الحديث على شدة غيرة المرأة على زوجها، حيث كرهت عائشة رضي الله عنها أن تكون له صلى الله عليه وسلم زوجة ولو بعد وفاتها. الحديث: أخرجه البخاري. والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " بل أنا وارأساه ".
***