الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
967 - " بَاب دُعَاءِ العَائِدِ لِلْمَرِيضِ
"
1115 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أتَى مَرِيضاً أو أُتِيَ بهِ إِلَيْهِ قَالَ: "أذْهِبِ
ــ
المعاناة من بعض الانفعالات المؤلمة كالخوف والقلق والهم واليأس أو غيره من الأحوال النفسية المزعجة القاسية، لما في ذلك من التبرم بقضاء الله، وعدم الصبر على بلائه وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أو هريرة " لا يتمنيّن أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب " أي يحس بالندم فيتوب إلى الله أما هذه الظروف السيئة والعوارض الدنيوية الكريهة، فإنها سرعان ما تزول، لأن هذا العالم حادث، وكل حادث متغير، والدنيا لا تبقى على حال واحد. والمؤمن القوي لا يقابل المكاره بالجزع، وإنما يقابلها بالصبر، ورباطة الجأش، ويواجهها باتخاذ الأسباب المشروعة لمواجهتها مع اعتقاد أن دوام الحال في الدنيا من المحال. وقد قال الشاعر:
الدَّهْرُ لَا يَبْقَى على حَالهِ
…
لَا بُدَّ أَنْ يقبِلَ أَو يُدْبِر
فإنْ أصِبتَ بمَكْرُوْهه
…
فاصْبِرْ فَإِنَّ الدَهْرَ لَا يَصْبر
ثانياً: دل الحديث على أَنه يستحب للعبد المؤمن إذا اشتدت وعليه الَكروب أن يصبر، ويلجأ إلى الصلاة والتضرع والدعاء، وأن يقول كما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إن كانت الوفاة خيراً لي "، والله أعلم. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه ".
967 -
" باب دعاء العائد للمريض "
1115 -
معنى الحديث: تحدثنا عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضاً " أي كان إذا ذهب لزيارة مريض
الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشفِ وأنتَ الشَّافِي، لا شِفَاء إلَّا شِفَاؤكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَماً".
ــ
عالجه بالدعاء الخالص، وكذلك إذا جيء به إليه وضع يده على موضع الداء منه " وقال: أذهب الباس رب الناس " بحذف حرف النداء، والبأس المرض، أي أسألك بربوبيتك للناس جميعاً أن تكشف الداء وشدة المرض عن عبدك هذا الذي لا رب له سواك، ولا شافي له غيرك، كما قلت في محكم كتابك (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) " اشف وأنت الشافي " أي أكرر الدعاء لك بشفائه، وأنت وحدك القادر عليه " لا شفاء إلا شفاؤك " لأن الدواء لا ينفع إلاّ إذا قدرت للمريض الشفاء " شفاء لا يغادر سقماً " أي شفاءً تاماً كاملاً من جميع الأمراض بحيث يصح الجسم صحةً عامةً شاملة لا تبقى معه في جسمه أي داءٍ.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أنه يستحب لمن يزور المريض أن يدعو له بهذا الدعاء المبارك المأثور، فإن ذلك علاج روحي نافع إذا اقترن باليقين والإخلاص وقوة الإيمان، وذلك بأن يضع يده على موضع الداء منه فيقول:" اذهب الباس رب الناس الخ " وهناك أدعية أخرى مأثورة يرقى بها المريض، من ذلك أن يرقيه بقوله:" بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك " أخرجه مسلم. وهي رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: " من عاد مريضاً لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلاّ عافاه الله من ذلك المرض " أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبّان، وقال الترمذي حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان وأخرجه أيضاً النسائي والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وقال الشوكاني: والحديث يقيد الشفاء بهذا الدعاء بعدكم حضور الأجل فإذا كان قد حضر، فكما قال أبو ذؤيب الهذلي:
وإذا المَنِيَّةُ أنْشَبَتْ أظْفَارَها
…
ألفَيْتَ كُلَّ تميمةٍ لا تَنْفَعُ
ثانياً: أن قوله صلى الله عليه وسلم: " لا شفاء إلاّ شفاؤك " صريح في أن جميع الأدوية أسباب عادية لا تؤثر في المريض، ولا تحقق مفعولها إلاّ بإذن الله، والله هو الشافي وحده، كما قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) فعلى المؤمن أن يتعاطى العلاجات الطبية آخذاً بالأسباب مع إيمانه ويقينه أن لا شفاء إلّا من الله والله أعلم. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في كونه صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضاً دعا له بهذا الدعاء.
***