الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1121 -
عنْ أنَس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الطَّاعُونُ شَهَادَة لِكُلِّ مُسْلِم ".
973 - " بَابُ الرُّقْيةِ مِنَ الْعَيْنِ
"
1122 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
" أَمرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ ".
ــ
على سلامة الآخرين، وقد روى أبو داود أن فروة بن مُسَيْك قال: يا رسول الله أرض عندنا هي أرض ريفنا وميرتنا وإنها وبيئة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها عنك، فإن من القرف التلف (1)، والقرف كما قال ابن قتيبة، مداناة الوباء والمرض، ومعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم منعه من دخولها، لأن في الاقتراب من الوباء ما يؤدي إلى العدوى بذلك المرض الخبيث الذي ربما كان سبباً في التلف والموت. والمطابقة: في قوله: " إذا سمعتم به -أي بالطاعون- بأرض فلا تقدموا عليها ".
1121 -
معنى الحديث: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطاعون شهادة لكل مسلم " أي أن في الإصابة بالطاعون ثواب عظيم يضاهي ثواب الشهادة، وأجرها لكل من يصاب به من المسلمين إذا صبر واحتسب ومكث في بلده. الحديث: أخرجه الشيخان.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على عظم أجر من ابتلي بالطاعون فصبر واحتسب ورضي بقضاء الله، ولم يخرج إلى بلد أخرى فله أجر الشهادة سواء مات به، أو سلم منه. والمطابقة: في قوله: " الطاعون شهادة ".
973 -
" باب الرقية من العين "
1122 -
معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: "أمر النبي
(1) وإسناده ضعيف. (ع).
- صلى الله عليه وسلم أن يسترقى من العين" أي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نطلب الرقية ممن يعرفها لمعالجة العين من الرمد وسائر أمراض العين الأخرى، أو يكون المراد به النفس الخبيثة (1)، والعين بهذا المعنى: قوة سميّة تنبعث من عين العائن فتصيب المعين بإذن الله، فتضره وتؤذيه، وقد تهلكه كما تنبعث من الأفعى تلك المادة السامة التي تهلك من أصابته.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن تأثير العين وإصابتها للمعين -بإذن الله تعالى- حق لا شك فيه، وسببها استحسان الناظر للشيء. ثانياًً: مشروعية رقية المصاب بالعين بالآيات والأذكار والأدعية المأثورة، ومن ذلك قراءة المعوّذات، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والتعاويذ النبوية يقول:" بسم الله، اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها " أخرجه النسائي والحاكم في " المستدرك " والوصب بفتح الواو والصاد: دوام الوجع ولزومه، ثم يقول بعد هذه الرقية: قم بإذن الله. وإن كانت دابة نفث في منخرها الأيمن، وفي الأيسر ثلاثاً وقال: لا بأس أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلاّ أنت. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه. ومن رأى شيئاً فاستحسنه، وخاف أن يصاب منه بالعين، وأراد أن يقيه من شر عينه فليدع له بالبركة، لحديث حزام بن حكيم بن حزام (2) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه قال: " اللهم بارك فيه ولا تضره " أخرجه ابن السني، أو فليقل: ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله، فقد روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنعم الله على عبد نعمة من
(1) التي تسمى بالنفس وقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم من هذه النفس الخبيثة بقوله: " بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك .. ".
(2)
الذي في ابن السني: حزام بن حكيم بن حزام، وهو تابعي مجهول، فهو مرسل وفي الأذكار للنووي عن ابن السني: عن سعيد بن حكيم، وهو من صغار التابعين، ولم يثبت له لقي بأحد من الصحابة، فيكون على هذا معضلاً. (ع).
أهل أو مال أو ولد فيقول: ما شاء الله، لا قوة إلاّ بالله، فيرى فيه آفة دون الموت" أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي (1)، وفي رواية عن أنس: " من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله لم يضره " أخرجه ابن السني (2). والحاصل: أنه من خاف على نفسه قال: ما شاء الله، لا قوة إلاّ بالله، اللهم بارك " لي في كذا، ويذكر اسم الشيء الذي خاف عليه، وإن خاف على غيره قال: ما شاء الله، لا قوة إلاّ بالله، اللهم بارك له في كذا ويذكر اسم الشيء الذي يخاف عليه. ثالثاً: دل هذا الحديث على مشروعية رقية العين المريضة، لقولها رضي الله عنها: " أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسترقي من العين " فإنه يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أمر أمته برقية العين المصابة بالرمد، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لامرأته زينب، وقد اشتكت عينها: " لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيراً لك تنضحين في عينك الماء ثم تقولين: أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلاّ شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً " أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قولها رضي الله عنها: " أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسترقي من العين ".
…
(1) والبيهقي في " شعب الإيمان " والطبراني في الأوسط والصغير، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "(10/ 140) وفي سنده عبد الملك بن زوارة، وهو ضعيف. (ع).
(2)
ورواه أيضاً البزار والديلمي من رواية ابن بكر الهندلي وهو ضعيف جداً، كما قال الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " (5/ 109) قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، كما جاء ذلك في كتاب الله تعالى (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إِلا بالله). (ع).