الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
"
كتابُ الأدَبِ
"
982 - " بَابُ مَنْ أحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ
"
1131 -
عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
جَاءَ رَجُل إلى رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهَ مَنْ أحَقُّ النَّاسِ
ــ
" كتاب الأَدَبِ "
الأدب نوعان: أدب فني، وأدب نفسي؛ فالأدب الفني أو الدراسي هو الأخذ من كل فن بطرف أو الإِجادة في فني النظم والنثر. والأدب النفسي الأخلاقي هو الأخذ بالسلوك الفاضل، والالتزام بمكارم الأخلاق، واجتناب مساوئها وفق تعاليم الشريعة الإِسلامية، فإن المقصود بقوله "
كتاب الأدب " الأخذ بكل ما يتلاءم مع السلوك الحسن من الأقوال والأفعال حسب تعاليم الشريعة، سواء في ذلك ما يتعلق بمعاملة الأبوين والأقارب والأطفال والجيران والخدم والأصدقاء والإِخوان، أو بمحاسن الأفعال من الإِحسان إلى الناس، والشفاعة لهم، وحفظ اللسان، والنصيحة لهم، والصدقة على فقرائهم، وتشميت العاطس، أو يتعلق بالصفات الحميدة، كالرحمة، والرفق، والصدق، والحلم، والحياء، والتواضع، والصبر، ولين الجانب، وضبط النفس عند الغضب، إلى غير ذلك من الآداب، وفي صحيح البخاري نماذج عليا لأخلاقيات الإِسلام وآداب السلوك في شريعة نبيّنا عليه الصلاة والسلام.
982 -
" باب من أحق الناس بحسن الصحبة "
1131 -
معنى الحديث: يقول أبو هريرة رضي الله عنه "جاء رجل
بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: " أمُّكَ " قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أمُّكَ " قَال: ثُمَ مَنْ؟ قَالَ: " أمُّكَ " قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أبوكَ ".
ــ
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" ويحتمل أن يكون هذا الرجل هو معاوية بن حيدة لما جاء في حديث يحيى بن سعيد عن بهز بن حكيم قال: حدثني أبي عن جدّي - يعني معاوية بن حيدة قال: قلت: يا رسول الله من أبَرُّ؟ قال: أمك، إلخ الحديث، والمعنى واحد، إلَّا أنه قال هنا: " فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ " أي منْ أولى الناس بالإحسان إليه والبر به في مصاحبتي له " قال: أمك " أي أولى الناس بحسن المعاملة وطيب المعاشرة الأم " قال: ثم من؟ قال: أمُّك، قال: ثم مَنْ؟ قَال: أمُّك " وهكذا أوصاه بالأم وأكد حقها في حسن المعاملة ثلاث مرات بياناً لفضلها على سائر الأقارب دون استثناء " قال: ثم من؟ قال: أبوك " فكرر حق الأم ثلالاً، وذكر حق الأب مرة واحدة. الحديث: أخرجه الشيخان وابن ماجة.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على أن من أعظم الحقوق الاجتماعية بِرُّ الوالدين، فإنه يأتي في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله تعالى، ولهذا جمع الله تعالى بين الأمر بالتوحيد وبر الوالدين، في آية واحدة، فقال تعالى:(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) لأن الله هو السبب الحقيقي لوجود الإنسان، والأبوان هما السبب الظاهري لوجوده، لكن حق الأم أعظم من حق الأب كثيراً، لكثرة أفضالها على ولدها، وكثرة ما تحملته من المتاعب الجسمية والنفسية أثناء حملها به، ووضعها وإرضاعها له، وخدمتها وشفقتها عليه كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) لهذا كرر النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بها ثلاث مرات، وذكر حق الأب مرة واحدة، لأن الجزاء من جنس العمل، فالتثليث في مقابلة ثلاثة