الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1191 -
عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:
سَمِعْت النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أحْيَاءٌ ".
1041 - " بَاب تكُونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فِيهَا خيْرٌ مِنَ القَائِمِ
"
1192 -
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ القَاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِنَ القَائِم،
ــ
1191 -
معنى الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من شرار الناس " أي من أسوأ الناس عقيدة وعملاً " من تدركهم الساعة وهم أحياء " أي الذين يعيشون في آخر الزمان فتقوم الساعة وهم على قيد الحياة فلا يبقى عند قيام الساعة إلّا شرار الخلق من الكفار والمنافقين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من الإِيمان إلاّ قبضته " أخرجه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله " أخرجه مسلم وأحمد والترمذي هذا حديث حسن (1).
فقه الحديث: دل هذا الحديث على انقراض أهل الدين والخير والإِيمان في آخر الزمان، حتى لا يبقى عند قيام الساعة إلاّ الأشرار فقط من الكفار والمنافقين والفاسقين. الحديث: أخرجه البخاري. والمطابقة: في كون الحديث يدل على قيام الساعة على أشرار الناس وهذا من أعظم الفتن.
1041 -
" باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم "
1192 -
معنى الحديث: أن نبينا صلى الله عليه وسلم يخبرنا في حديثه هذا وهو
(1) وفي رواية عند أحمد في المسند " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله ومسندها صحيح. (ع).
وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْر مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْر مِنَ السَّاعِي، مَن تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلجأ أوْ مَعَاذاً فَلْيَعُذْ بِهِ".
ــ
الصادق المصدوق أنها ستقع بين المسلمين فتن دموية عظيمة، تنشب فيها الحروب، من أجل خلافات سياسية منشؤها (1) التنازع على السلطة والتنافس على الوصول إلى مراكز النفوذ والسلطان. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من التورط في هذه الفتن، والمشاركة بالقتال فيها، وبَيَّنَ أنَّ الناس تجاهها أربعة أقسام، قاعد عنها لا يشترك في حروبها ولا يساهم بالقتال فيها، وإنما ينظر إليها من بعد وقائم بها مشارك في حروبها ومعاركها يقاتل فيها بنفسه وماله، وداعٍ إليها ومتسبب في وجودها وإثارتها وهم الحكام والرؤساء الذين هم السبب الرئيسي فيها، فالقسم الأول: وهو القاعد عنها هو وحده الذي يسلم من شرورها وآثامها، أما بقية الأقسام الثلاثة فإنّها قد تورطت في شر هذه الفتن، ووقعت في معصية الله. وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" والقائم فيها خير من الماشي " أي المشارك بالقتال فيها فقط أخف إثماً من الداعي لها القائم بأسبابها، والداعي لها عاص شديد العصيان، ولكنه أخف معصية من زعيمها ورئيسها المتسبب في وجودها، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" والماشي فيها خير من الساعي " أي والداعي لها أخف إثماً من المتسبب الرئيس في إثارتها وإيجادها: قال ابن التين: " يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سبباً لإثارتها، ثم من يكون قائماً بأسبابها، وهو الماشي، ثم من يكون مباشراً لها، وهو القائم، ثم من يكون من النظارة ولا يقاتل وهو القاعد. اهـ. ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التورط فيها فقال: " من تشرّف لها تستشرفه " بالجزم أي من
(1) أي ليس فيها طرف ظالم وطرف مظلوم، وإنما هي بين طائفتين ظالمتين كما سيأتي في كلام النووي رحمه الله، سنذكره في فقه الحديث.