الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
سُورَةُ التَّحْرِيمِ
"
889 - " بَابُ قَولِهِ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ)
"
1035 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْش ويَمْكُثُ عِنْدَهَا، فوَاطَأتُ أنا وَحَفْصَةُ عَنْ أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ: أكَلْتَ
ــ
وجل، لأن إدراك الصفات فرع عن إدراك الذات، قال في " فتح المجيد "(1) وهي تدل على إثبات الصفات له على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وعليه سلف الأمة. ثانياً: انفراد الله سبحانه بالملك في ذلك اليوم حيث تفنى جميع الملوك ولا يبقى سوى الملك الحق، كما قال صلى الله عليه وسلم:" ثم يقول: أنا الملك أنا الديان " وهو مصداق قوله تعالى: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) والله أعلم. الحديث: أخرجه البخاري. والمطابقة: في قوله: " ويطوي السموات بيمينه ".
889 -
" باب تفسير قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) "
1035 -
معنى الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل، وكانت زينب بنت جحش قد أهدِيَ إليها بعض العسل من أقاربها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتردد عليها، فتسقيه من ذلك العسل، فغارت منها عائشة، وأوعزت إلى حفصة أن تقول للنبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها: إني أشم منك أو معك ريح مغافير، وهو صمغ كريه الرائحة، واتفقت معها على أنه إذا دخل على أي واحدة
(1)" فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ص 622 تحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط.
مَغَافِيرَ، إِنِّي أجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، قَالَ: لا، وَلَكِنِّي كُنْتُ أشْرَبُ عَسَلاً عِندَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَلَنْ أعودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ لا تُخْبِري بذلك أحَداً".
ــ
منهما تقول له ذلك، وهو معنى قولها:" فواطأت أنا وحفصة " أي اتَّفقنا معاً " على أيتنا دخل عليها فلتقل له أكلتَ مغافير، إني أجد منك ريح مغافير " أي أشم منك رائحة هذا، الصمغ الكريه الرائحة " قال: لا " أي فلما دخل عليها، وقالت له: أكلت مغافير، قال: لا، لم آكل مغافير " ولكنني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود إليه، وقد حلفت " على أن لا أشربه " لا تخبري بذلك أحداً " أي فلا تخبري بهذا السر أحداً، وقد اختلفت الروايات فيمن شرب عندها، ففي بعضها أنها حفصة، ولكن الأرجح أنها زينب، لأن نساء النبي كن حزبين عائشة وحفصة وسودة وصفية في حزب، وزينب بنت جحش وأم سلمة والباقيات في حزب، وهذا يرجح أن زينب هي صاحبة العسل، لأنها المنافسة لها. قال المفسرون: فلما حلف النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشرب عسلاً ولا يعود إليه إرضاءً لعائشة وحفصة، أنزل الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ومعناها: أن الله تعالى عاتبه على تحريم ما أحل الله له، فقال عز وجل لم تمتنع عن شرب العسل الذي أحله الله لك، تريد من وراء ذلك إرضاء عائشة وحفصة ثم ختم الآية بقوله: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) تعظيماً لشأن النبي صلى الله عليه وسلم وتنبيهاً على علو مكانته حيث جعل ترك الأولى بالنسبة إلى مقامه الكريم يعد كالذنب، وإن لم يكن في نفسه ذنباً. " قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم " أي شرع لكم كفارة اليمين لتتحللوا وتتخلصوا منها بها، فافعل ما حرمته على نفسك، وكفّر عن يمينك