الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
865 - " بَابُ مما جَاءَ في فَاتِحَةِ الْكِتَابِ
"
1011 -
عَنْ أبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قالَ:
كُنْتُ أُصَلِّي في الْمَسْجدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أجبه، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كَنْتُ أصَلي، قَالَ:" ألمْ يَقُلْ اللهُ (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ)؟ ثُمَّ قَالَ لِي: " لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أعظَمُ السُّوَرِ في الْقُرآنِ قَبْلَ أن تَخرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ " ثُمَّ أَخذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ
ــ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبد الله بن عباس وكان تفسيرهم للقرآن إما سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم أو اجتهاداً منهم والله أعلم.
865 -
" باب ما جاء في فاتحة الكتاب "
1011 -
ترجمة الراوي: وهو أبو سعيد الحارث بن المعلّي (1) الأنصاري (2). قال ابن عبد البر: لا يعرف في الصحابة إلَّا بحديثين (3)، توفي سنة 74 من الهجرة.
معنى الحديث: أنه بينما كان أبو سعيد بن المعلى يصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداه النبي صلى الله عليه وسلم -أثناء الصلاة، فلم يجبه، فلما انتهى من صلاته لامه صلى الله عليه وسلم، وسأله: أي شيء منعك عن الإِجابة، فاعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في صلاة، والمصلي لا يتكلم في صلاته، فقال له صلى الله عليه وسلم: ألم تعلم أن إجابة النبي واجبة، لأن الله أمر بإجابته قي قوله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ) ثم قال: " لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن
(1) قال العيني: أصح ما قيل والله أعلم في اسمه الحارث بن نفيع بن المعلّى الأنصاري.
(2)
وقد اختلف في اسمه، فقيل: رافع، وقيل الحارث، وقواه ابن عبد البر. (ع).
(3)
قال الحافظ في " الفتح ": وليس لأبي سعيد هذا في البخاري سوى هذا الحديث. (ع).
أنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: ْ ألمْ تَقُلْ: " لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أعْظَمُ سُورَةٍ في الْقُرآنِ " قَالَ: " (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِيَ السَّبْعُ المثَانِي والْقُرآنُ العَظِيمُ الذِي أوُتِيتُهُ ".
ــ
قبل أن تخرج من المسجد" ومعنى تعليمه إياها أنه يخبره بأنها سورة كذا " فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة
…
إلخ " أي فلما أراد الخروج ذكّرته بالوعد الذي وعدني به " قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)" يعني أن السورة التي هي أفضل سور القرآن وأعظمها شأناً، هي سورة الفاتحة " وهي السبع المثاني والقرآن العظيم " أي وهي السورة العظيمة التي قال الله تعالى فيها (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) فسماها بالسبع المثاني، لأنها سبع آيات تتكرر قراءتها في كل ركعة وفي كل صلاة، وسماها بالقرآن العظيم، لاشتمالها على وجازتها وقلة ألفاظها على أهم مقاصد القرآن الكريم من إثبات التوحيد، والنبوة، والمعاد، والعبادة المتضمنة لأركان الإِسلام.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: وجوب إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في الصلاة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد لما لم يجبه وهو في الصلاة:" ألم يقل الله تعالى (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ) " فدل ذلك على أن إجابته واجبة في جميع الأحوال، ولا تبطل صلاته عند بعض الشافعية وبعض المالكية، لأن إجابته صلى الله عليه وسلم في الصلاة حكم استثنائي خاص به. ثانياًً: أن للفاتحة أسماء كثيرة فمن أسمائها السبع المثاني والقرآن العظيم، وسورة الحمد، والشكر، والشافية، وأم القرآن وغيرها. ثالثاً: أن هذه السورة هي أفضل السور القرآنية في أهميتها، وكثرة ثوابها، وعظم نفعها، عاها الله بالسبع المثاني لأنها السورة الوحيدة التي تتكرر قراءتها في الصلوات الخمس دون غيرها، ولولا فضلها وأهميتها لما أوجب الله قراءتها في كل صلاة، وفي كل ركعة من الصلاة حيث