الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
935 - " بَابُ الْعَجْوَةِ
"
1082 -
عَن سَعْدِ بْنِ أبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْم سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَوْمِ سَمٌّ وَلا سِحْرٌ ".
ــ
في باب إصلاح المواد بعضها ببعض، وهو أصل من أصول الطب قديماً وحديثاً، وذلك أن الأطباء يرون أن غالب المواد تحتوي على مضار ومنافع، وأنه ينبغي عند استعمالها إصلاح بعضها ببعض، وينصحون لمن تناول طعاماً بارداً بطيء الهضم أن يصلحه بطعام حار هاضم ليزيل ضرر هذا بهذا، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن القيم:" القثاء بارد ورطب في الدرجة الثانية مطفىء لحرارة المعدة الملتهبة، نافع من وجع المثانة، وهو بطيء الانحدار من المعدة، وبرده مضر ببعضها، فينبغي أن يستعمل معه ما يصلحه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ أكله بالرطب، فإنه إذا أكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله ". اهـ. وقال في " المعتمد ": وهو (1) يبرد ويرطب ويضر المبرودين، ويدفع ضرره بالعسل والزبيب، أي بالمواد السكرية، ومنها التمر. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود، والترمذي وابن ماجة. والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " يأكل الرطب بالقثاء ".
935 -
" باب فضل العجوة "
1082 -
معنى الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوةٍ " بالجر فيهما على التمييز (2) أو " تمراتٍ عجوةً " أي من أكل كل يوم صباحاً سبع تمرات من التمر المعروف بالعجوة أو
(1) أي القثاء.
(2)
بالجر على التمييز، وفي نسخة تمرات عجوة بإضافة تمرات لتاليه. اهـ. كما أفاده الشرقاوي في " فتح المبدي ".
من عجوة المدينة خاصة " لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر " أي لا يضره شىء من المواد السامة والسحرية، ويُحفظ من جميع الأشياء الضارة جسمياً أو نفسياً.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على فضل عجوة المدينة وفائدتها الطبية في مقاومة السموم والسحر ودفع تأثيرهما والوقاية من أذاهما وضررهما جسمياً ونفسياً، فإنها سلاح قوي ضد الإِصابة بالسم أو بالسحر يقضي عليهما، ويبطل مفعولهما، فإذا تناول المرء كل يوم صباحاً سبع تمرات من عجوة المدينة بالذات، لم يضره شيء من السم أو السحر كما قال صلى الله عليه وسلم. والتحقيق أن هذه الفائدة الطبية المذكورة في حديث الباب لا توجد إلاّ في عجوة المدينة، لما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها " أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن في عجوة العالية: شفاءً أو إنها ترياق أول البكرة " أخرجه (1) مسلم، وفي رواية " في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم " أخرجه أحمد في " مسنده ": قال ابن القيم: ونفع هذا العدد من هذا التمر من هذا البلد من هذه البقعة بعينها من السم والسحر بحيث يمنع إصابته من الخواص التي لو قالها أبقراط وجالينوس وغيرهما من الأطباء لتلقاها عنهم الأطباء بالقبول والإِذعان والانقياد، مع أن القائل إنما معه الحدس والتخمين والظن، فمن كلامه كله يقين وقطع أولى أن تتلقى أقواله بالقبول والتسليم وقال في موضع آخر: " ولكن من شروط انتفاع العليل بالدواء، قبوله واعتقاد النفع فيه، فتقبله الطبيعة فتستعين به على دفع العلة. حتى إن كثيراً من العلاجات تنفع بالاعتقاد وحسن القبول، وكمال التلقي. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي. والمطابقة: في كون الحديث يدل على فائدة العجوة والله أعلم.
(1) وفي رواية أخرى عن عائشة " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في عجوة العالية شفاءً أو إنها ترياق أول البكرة " أخرجه مسلم.