الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1040 - " بَابُ ظُهُورِ الفِتَنِ
"
1190 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ العِلْمُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الْهَرْجُ " قَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ أيمَا هُوَ؟ قَالَ: " القَتْلُ القَتْلُ ".
ــ
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، إلاّ أجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها " قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كانت الفتن من الأمور الداخلة في مقدور العبد فإنه يكون مسؤولاً عنها ومن ذلك: 1 - ارتكاب المعاصي، فإنها فتنة يعاقب عليها العبد، بل قد تتعدى العقوبة فيها من الفرد إلى الجماعة في الدنيا. ولو كان فيهم الصالحون، ففي الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمّهم الله بعذاب من عنده " رواه أحمد.
1040 -
" باب ظهور الفتن "
1190 -
معنى الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: وهو يتحدث عن أشراط الساعة وعلامات آخر الزمان الدالة على إدبار الدنيا وانتهاء هذه الحياة " يتقارب الزمان " أي من علامات الساعة أن يتقارب الزمان فتقصر السِّنون والأعوام والشهور والليالي والأيام فتصبح السنة كالشهر " وينقص العلم " بموت العلماء أو يرفع العلم النافع المقترن بالعمل الصالح " ويلقى الشح " أي ينتشر البخل الشديد على اختلاف أنواعه، ويتمكن من قلوب الناس حتى يبخل الغني بماله،
ويبخل العالم بعلمه، ويبخل الصانع بصناعته، " وتظهر الفتن " أي تتكاثر الأمور الكريهة التي تضر الناس في دينهم ودنياهم من الخيانة والظلم والحرائق والزلازل وانتشار المعاصي " ويكثر الهرج " أي ويكثر قتل الناس بعضهم لبعض ظلماً وعدواناً لمجرد هوى النفس وإشباع رغباتها الخبيثة، أو استجابة لبعض الأفكار والآراء الهدامة التي تخدم أعداءهم وهم لا يشعرون.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن من علامات الساعة كثرة ظهور الفتن والأمور الكريهة، ومن ذلك أن يتمكن الشح من نفوس الأغنياء فيكفوا أيديهم عن البذل والعطاء والإِنفاق على غيرهم من المعوزين، فيزول التعاطف والتضامن، وترتفع المحبة، وتحل مكانها العداوة والبغضاء، وتشتد حتى يتدابر الناس، ويتطاعنون، ويتقاتلون، ويكثر القتل وسفك الدماء، كما قال:" ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج ". ثانياًً: أن الأمة الإِسلامية متى فقدت العلم الشرعي النافع انتشر فيها الشح، وظهرت الفتن، وكثر القتل. فالشح يظهر فيها بسبب جهلها بدينها، وعدم العمل به، ومتى ظهر فيها الشح كثر فيها القتل، لأنه نتيجة حتمية لحرص الناس على المال، وبخلهم به عن الفقراء وتنافسهم عليه كما في الحديث عن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم " متفق عليه فإن هذا الحديث يشير كما أفاده القاري إلى أن الأمم السابقة إنما هلكت بسبب انتزاع الرحمة من قلوب الأغنياء، وقسوتهم على الفقراء، فبخلوا بأموالهم عليهم، فحقد عليهم الفقراء، وانتشرت بينهم العداوة والبغضاء، حتى أدى بهم ذلك إلى القتال وسفك الدماء فهلكوا. الحديث: أخرجه الشيخان وابن ماجة. والمطابقة: في قوله: " وتظهر الفتن ".