الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - باب شؤم المرأة
1576 -
قال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن أبا (1) هريرة رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: في الدار والمرأة والفرس. فقالت عائشة رضي الله عنها: لم يحفظ أبو هريرة رضي الله عنه؛ لِأَنَّهُ دَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ! يَقُولُونَ: الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ. فَسَمِعَ آخِرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهُ.
رَوَى أَحْمَدُ (2) مَعْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ أَبِي حَسَّانَ عن عائشة رضي الله عنها.
(1) في الأصل: "أبي" وهو خطأ.
(2)
المسند (6/ 240، 246).
1576 -
تخريجه:
الحديث في مسند الطيالسي (215: 1537).
وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 57/ أ) باب في شوم المرأة.
بسند الطيالسي.
ولم يروه أحد من هذا الوجه وبهذا اللفظ غير الطيالسي. =
= وأخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 240، 246) من وجه آخر كما قاله الحافظ هنا.
عن روح، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج أن رجلين دخلا على عائشة فقال: إن أبا هريرة يحدث أن نبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: إنما الطيرة في المرأة، والدابة، والدار، قال: فطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم، ما هكذا كان يقول، ولكن نبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:
"كان أهل الجاهلية، يقولون: الطيرة في المرأة، والدار، والدابة" ثم قرأت عائشة: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ
…
} إلى آخر الآية.
وقد أخرجه الإِمام أحمد أيضًا عن يزيد. قال: أنا همام بن يحيى، عن قتادة، به بنحوه.
وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (169/ أ).
وأحمد بن منيع، كما ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 57/ أ).
والحاكم في مستدركه (2/ 479)، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 140).
والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 341).
كلهم من طريق قتادة به.
وعزاه الحافظ في الفتح (6/ 61): لابن خزيمة.
الحكم عليه:
بإسناد حديث الباب ضعيف، قال الحافظ في الفتح (6/ 61): مكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع. اهـ. وقال الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة (2/ 726: 993)، وإسناده حسن لولا الانقطاع بين مكحول وعائشة. اهـ.
لكنّ إنكار عائشة رضي الله عنها، على أبي هريرة رضي الله عنه، ثابت كما في الرواية التي تقدمت، ورجالها كلهم ثقات خلا أبا حسان الأعرج، قال عنه في التقريب =
= (632): صدوق رمي برأي الخوارج. اهـ. وقال الذهبي في الكاشف (3/ 286) ثقة.
قلت: توثيقه هو الصواب، وذلك لأنه منقول عن ابن معين، والعجلي، وابن سعد. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عبد البر: هو عندهم ثقة في حديثه. اهـ. وهو من رجال مسلم.
ولم أَرَ في ترجمته جرح من أحد، وانظر التهذيب (12/ 76).
إذًا فهو ثقة، وقد سبق تصحيح الحاكم لهذا السند، وموافقة الذهبي.
وقال عنه الهيثمي في المجمع (5/ 104) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وصحح إسناده شعيب الأرنؤوط في تعليقه على سير أعلام النبلاء (9/ 475).
وعليه فهذه الطريق متابع قوي، للطريق التي رواها الطيالسي هنا فيصبح الإسناد حسنًا لغيره، والله أعلم.
وأصل الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة:
1 -
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار".
أخرجه البخاري (6/ 60)، كتاب الجهاد، باب ما يذكر من شؤم الفرس، و (9/ 137)، كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة.
ولفظه (إن كان الشؤم في شيء ففي
…
).
وأخرجه مسلم (4/ 1746: 2225)، كتاب السلام، باب الطّيرة والفأل، وما يكون فيه من الشؤم، ورواه آخرون غير الشيخين.
2 -
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن".
وأخرجه البخاري، في الموضعين السابقين. =
= وكذا مسلم في الموضع السابق برقم (2226) قال: يعني الشؤم.
3 -
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن كان في شيء ففي الرَّبع، والخادم، والفرس".
أخرجه مسلم في الموضع السابق برقم (2227).
4 -
وعن عمر بن الخطاب، رواه أبو يعلى في المسند (1/ 198: 229)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 104): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن بديل بن ورقاء وهو ثقة، ولكن أبا هشام الرفاعي قال: إنه خطأ، وهو شيخ أبي يعلى فيه.
ورواه من الصحابة غير هؤلاء رضي الله عنهم.