الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - بَابُ المُحَلِّل
1693 -
قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عبد الله بن شَرِيك قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ يُحَللُها قَالَ: هُمَا زَانيان وَإِنْ مَكَثا عَشْرَ سِنِينَ أَوْ عِشرين سنة، إذا أَنّه تَزوَّجَها لذلك.
1693 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 86/ أ)، بسند مسدد.
وأخرجه الحاكم (2/ 199)، والبيهقي (7/ 208)، بلفظ آخر من طريق عمر بن نافع، عن أبيه أنه قال: جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما، فسأله عن رجل طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجها أخ له من غير مؤامرة منه ليحلّها لأخيه، هل تحلّ له؟ قال: لا، إلَّا نكاح رغبة، كنّا نعد هذا سفاحًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 267): رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح. اهـ. وصححه الألباني في الإرواء (1898).
الحكم عليه:
الأثر حسن بهذا الإسناد، بسبب عبد الله بن شريك، فإنّه صدوق؛ لكن قول ابن عمر في الرواية الأخرى (أنّه سِفَاح)، يجعل منها متابعة قوية لأثر الباب، فيرتقي إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.
18 -
بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّلَاعُبِ بِالطَّلَاقِ وَالْحَضِّ (1) عَلَى الطَّلَاقِ بِمَا يُوَافِقُ السُنّة لِمَنْ أَرَادَهُ
1694 -
[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْب، عن يزيد الدَّالانِي، عن [أبي] الْعَلَاءِ (2)، عَنْ حُميد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَري قال: بَلغ أبا موسى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَيْهِمْ، فَأَتَاهُ فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ:(يَقُولُ أحدُكم قَدْ تَزَوَّجْتُ، قَدْ طلّقتُ، وَلَيْسَ كَذَا عِدة الْمُسْلِمِينَ، طَلق المرأةَ فِي قُبُل عِدَّتِهَا).
[2]
وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زُهير، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي بُرْدَة (3) رضي الله عنه قال: كَانَ رَجُلٌ يَقُولُ: قَدْ طَلَّقتُكِ، قَدْ رَاجَعْتُكِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا بالُ رِجَالٍ يَلْعَبُونَ بحدودِ اللَّهِ تعالى".
(1) في (سد): "والحث".
(2)
في جميع النسخ والإتحاف: "العلاء"، والصواب:"أبو العلاء"، كما في المصنف (5/ 2) وكتب التراجم.
(3)
هكذا في جميع النسخ، والإتحاف، والنسخة المخطوطة من مسند الطيالسي (68/ ب)، والبيهقي في السنن (7/ 223). أما في مسند الطيالسي المطبوع (71: 527)، وتبعه الساعاتي في ترتيبه (1/ 313)، فقد جاء هكذا:(عن أبي بردة، عن أبي موسي، مرفوعًا).
1694 -
تخريجه:
هذا الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 106/ ب)، بسند ابن أبي شيبة والطيالسي.
وفي المجردة (2/ 24/ أ)، وحديث ابن أبي شيبة في مصنّفه (5/ 2)، وأخرجه الطبري في تفسيره (5/ 145)، والطبراني في الأوسط (1/ 235/ ب)، وعزاه في المجمع (4/ 336) للطبراني في الكبير.
وحديث الطيالسي في مسنده (71: 527).
وهذا الحديث مختلف في إسناده بين الوصل والإرسال:
1 -
فرواه زهير بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بردة، موقوفًا عليه.
أخرجه الطيالسي -كما هو هنا-، والبيهقي (7/ 322)، من طريق الطيالسي، وقال البيهقي: هذا مرسل.
2 -
وخالفه أبو حنيفة الإِمام:
فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبيه مرفوعًا، كما في مسند أبي حنيفة (2/ 139).
تابعه سفيان الثوري:
أخرجه ابن ماجه (1/ 650: 2017)، وابن حبّان كما في الإحسان (10/ 82: 4265)، وأبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الخلدي الشيباني في الجزء الرابع من الخلديات (270/ ب)، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (191).
كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: إسناده حسن، مؤمل بن إسماعيل اختلف فيه، فقيل: ثقة، وقيل: كثير الخطأ، وقيل: منكر الحديث. اهـ.
إلَّا أن الحافظ قال في الفتح (9/ 238): مؤمل بن إسماعيل في حديثه عن =
= الثوري ضعف. اهـ.
وهذا الحديث من رواية مؤمل عن الثوري؛ ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه أبو حُذيفة موسى بن مسعود، عن الثوري، به.
أخرجه البيهقي (7/ 322).
قال الحافظ في التقريب (554): موسى بن مسعود النهدي، صدوق سيِّىء الحفظ، وكان يصحّف. اهـ.
وذُكر عند الإِمام أحمد: موسى بن مسعود وقَبيصة، فقال الإِمام: قبيصة أثبت منه في حديث سفيان، وموسى شبه لا شيء. وقال أبو حاتم في موسى بن مسعود:
صدوق؛ لكنه يصحّف، وروى عن الثوري بضعة عشر ألف حديث، وفي بعضها شيء. انظر: الجرح (8/ 163)، والتهذيب (10/ 370).
إذًا، فرواية موسى عن الثوري ضعيفة.
وعليه، فالحديث من طريق الثوري ضعيف بسبب الرواة عنه، والمتابعة التي قبله -أي التي عن أبي حنيفة- فيها أبو حنيفة نفسه، على أن الحديث مرويّ من وجه آخر يتابع الرواية الأخيرة المرفوعة.
من طريق يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن أبي الْعَلَاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قال: بلغ أبا موسى
…
الحديث.
أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده -كما هو هنا، وفي الإِتحاف- وتقدَّم تخريجه.
الحكم عليه:
رواية ابن أبي شيبة ضعيفة، وذلك بسبب يزيد الدّالاني، فهو يخطئ كثيرًا، ويدلِّس، وقد عنعن.
وأما الرواية الثانية -رواية الطيالسي-، فهي ضعيفة كذلك، لأمرين:
1 -
الإرسال.
= 2 - أن سماع زهير بن معاوية من أبي إسحاق بعد اختلاطه، كما في الكواكب النيرات (350).
أمّا الرواية المتصلة -التي في التخريج-، فهي من رواية أبي حنيفة، وقد حسّنَها البوصيري، كما سبق.
ورواية الثوري ضعفها يسير -من رواية موسى بن مسعود-.
فإذا ضُمَّت هذه الروايات تبين أن الحديث -متصلًا- حسن لغيره، والله أعلم.
وله شاهد عن عبادة بن الصامت سيأتي برقم (1705 - 1706)، وهناك ترى شواهد كثيرة لحديث الباب.
1695 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنا هِشام -هُوَ ابْنُ حَسّان-، عَنْ مُحَمَّدٍ -هُوَ ابن سيرين-، عن عَبِيدَة، عن علي رضي الله عنه قَالَ: مَا طَلَّق الرَّجُلُ طَلَاق السُنَّة فَنَدِمَ أبدًا.
* هذا إسناده (1) صحيح.
(1) في (حس): "إسناد".
1695 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 107/ أ)، بسند ابن منيع.
وفي المجردة (2/ 24/ أ).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 3)، والبيهقي في سننه (7/ 325)، وعزاه ابن قدامة في المغني (7/ 99) للأثرم.
الحكم عليه:
هذا الإسناد صحَّحه الحافظ هنا، والبوصيري في الإتحاف، ولا مِرْيَة في صحته.