الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - بَابُ القَسْم وَالتَّرْهِيبِ مِنْ حَبْسِ حَقِّ الْمَرْأَةِ
1578 -
الحارث: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفيه: من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله تعالى زان، ويقول الله تعالى لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:(عَبْدِي زَوَّجْتُكَ (1) عَلَى عَهْدِي فلم تعرف بعهدي فيتولى الله تعالى طَلَبَ حَقِّهَا فَيَسْتَوْعِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا، فَمَا بَقِيَ مِنْهُ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا فِي الْقَسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، مائلًا شقه حتى يدخل النار) (2).
(1) ساقطة من الأصل، وموجودة في بقية النسخ.
(2)
الحديث موضوع. وقد مضى الحكم عليه في الحديث رقم (1561).
1579 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحمل (1) إلى نسائه وهو مريض فيعدل بينهن في القَسْم.
(1) ساقطة من (حس).
1579 -
تخريجه:
أورده البوصيري في الإِتحاف (3/ 104/ أ) كتاب القسم والنشوز، باب القسم بين الزوجات حتى في المرض. بسند مسدد.
وذكره أيضًا في المجرّدة (2/ 23/ ب) وقال: رواه مسدد مرسلًا.
قال سراج الدين ابن الملقن في البدر المنير (5/ 174/ ب 175/ أ): ذكره الشافعي في المختصرة بلاغًا فقال: وبلغنا أنه كان يطاف به محمولًا في مرضه على نسائه. وأسند ابن الجوزي في كتاب الوفاء من حديث الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: ثنا محمد بن سعيد، ثنا أنس بن عياض، عن محمد بن جعفر، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كان يُحمل في ثوب يطاف به على نسائه وهو مريض يقسم بينهن.
هذا إسناد كل رجاله ثقات لكنه ليس بمتصل.
وراجعت كتاب الوفاء بأحوال المصطفى لابن الجوزي (2/ 510) فوجدت الحديث؛ لكنه بدون إسناد، بل قال: عن جعفر بن محمد، عن أبيه. فذكره.
وأورده الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 138) وعزاه المسند الحارث بن أبي أسامة. وأورده بسنده ومتنه السابق.
- يحيى: هو ابن سعيد القطان.
- جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالصادق.
الحكم عليه:
قال البوصيري في الإتحاف والمختصرة: هذا إسناد مرسل، ورجاله ثقات. =
= ومضى قول ابن الملقِّن في البدر المنير، وقال في خلاصة البدر (2/ 177) هذا ليس بمتصل.
وقال الحافظ في التلخيص (3/ 139) رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع.
فالجميع متفقون على أن رجاله ثقات، ولكنه ليس بصحيح.
وللحديث شواهد منها:
ما أخرجه البخاري في كتاب الهبة، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها (5/ 216: 2588)، بسنده عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض، فأذن له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 298) كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في قوله عز وجل:{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} . من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء".
فكان في بيت عائشة رضي الله عنها، حتى مات عندها صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أبو داود في سننه (2/ 243) كتاب النكاح، باب في القسم بين النساء ومن طريقه البيهقي في السنن (7/ 298).
عن مسدد، ثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، حدثني أبو عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعث إلى النساء -تعني في مرضه- فاجتمعن فقال:"إني لا أستطيع أن أدور بينكن، فإذا رأيتن أن تأذَنَّ لي فأكون عند عائشة فعلتن" فأذِنّ له. =
= ورواته كلهم ثقات إلَّا يزيد بن بابنوس فهو مقبول. كما في تراجمهم في التقريب.
ويمكن حمل هذا الحديث على مرض موته، والأحاديث المتقدمة على غيره، أو أن هذا الحديث حين اشتد به المرض وبلغ به مبلغه، والأحاديث السابقة في أول المرض. والله أعلم.
فهذه الأحاديث المرفوعة تقوِّي حديث الباب المرسل.
1580 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَصَابَتِ القُرعة عَائِشَةَ رضي الله عنها، في غزوة بني المصطلق.
1580 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي يعلى (10/ 508: 6125).
وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 104/ ب)، بسند أبي يعلى.
وأورده أيضًا في المجردة (2/ 23/ ب)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي وهو في الصحيحين دون قوله: (في غزوة بني المصطلق).
وأورده الهيثمي في المقصد العلي (63/ ب) كتاب النكاح، باب القسم.
وأورده أيضًا في مجمع الزوائد (4/ 323)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني باختصار.
وهو في المعجم الكبير للطبراني (23/ 129: 165)، ولفظه:(كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ).
وأخرجه البزار في مسنده ، كما في كشف الأستار (3/ 241: 2663)، كتاب المناقب، مناقب عائشة رضي الله عنها، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن عمر -واللفظ لمحمد بن عمر- قالا: ثنا عمرو بن خليفة البكراوي، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأصاب عائشة القرعة في بني المصطلق
…
وذكر قصة الإفك. قال البزار: لا نعلمه يروي عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإسناد.
وقد ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 330) وقال: رواه البزار وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات. =
= وقال السيوطي في الدر المنثور (5/ 27) وأخرج البزار، وابن مردويه بسند حسن. وذكر الحديث.
وجاء في سند حديث الباب (عمر بن أبي خليفة) وهو هكذا في جميع نسخ المطالب وكذا في الإِتحاف، وهو أيضًا ما صوّبه محقق مسند أبي يعلى.
ولكنه جاء في كشف الأستار (عمرو بن خليفة البكراوي) وهو رجل آخر غير الأول، وهما قدْ رَويا عن محمد بن عمرو؛ ولكن جاء أن الأول روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى وغيره، أمّا البكراوي فلم يذكروا من تلاميذه سوى محمد بن معمر القيسي، وأبو قلابة الرقاشي. فكأن الذي في كشف الأستار غير صواب، والله أعلم.
والبكراوي ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما كان في روايته بعض المناكير.
وقال الحافظ في اللسان: أخرج له ابن خزيمة في صحيحه.
الثقات (7/ 229). لسان الميزان (4/ 363).
- أبو موسى: محمد بن عبيد بن قيس بن دينار العَنَزي، أبو موسى البصري، المعروف بالزَّمِن، مشهور بكنيته واسمه.
- عمر بن أبي خليفة: حجاج العبدي، أبو حفص البصري.
- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
الحكم عليه:
قال البوصيري عن حديث الباب في المجردة: إسناده حسن.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 323) فيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها ، وله عدة طرق عنها:
1 -
محمد بن إسحاق: حدثني يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير عن أبيه عن عائشة، وعبد اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عبد الرحمن، عن عائشة عن نفسها، حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا، فكل قد دخل في حديثها عن هؤلاء جميعًا =
= يحدث بعضهم ما لم يحدث صاحبه وكل كان ثقة، فكلهم حدّث عنها ما سمع.
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن معه، فخرج بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
انْظُرْ سيرة ابن هشام (2/ 297).
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في تفسيره (18/ 93).
2 -
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (8/ 348: 4935).
من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة وابن المسيب وعلقمة وعبيد الله، عن عائشة رضي الله عنها مثله.
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 63) باب حديث الإفك.
والجوزقي في المتفق، كما في تغليق العليق (4/ 123). من طريق سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن النعمان بن راشد، ومعمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزوة المريسيع، فخرج سهمي، فخرج بي، فهلك فيَّ من هلك.
وقد رواه الحافظ في التغليق من طريق البيهقي.
وأصل حديث عائشة رضي الله عنها، ثابت في الصحيحين وهو حديث الإفك المشهور؛ لكن ليس فيه تعيين اسم الغزوة. وقد قال الحافظ في الفتح (8/ 458) هي غزوة بني المصطلق.
والحديث أخرجه البخاري (8/ 452) كتاب التفسير، باب {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ} الآية.
ومسلم في صحيحه (4/ 2129: 56)، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف.