الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب كراهة الدُّخُولِ إِلَى الْوَلِيمَةِ بِغَيْرِ دَعْوَةٍ
1663 -
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا اليمانُ أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: مَنْ دخل على طعام ولم يُدْعَ إليه دخل فاسقًا، وأكل حرامًا.
1663 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي داود (306: 2332)، وفيه زيادة، وهي قوله:"وشرّ الطعام طعام الوليمة، يُدعى الأغنياء، ويُترك الفقراء، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله عزّوجلّ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ". اهـ. وقد أورد الحافظ هنا الزائد فقط.
وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 106/ ب).
وهذا الحديث قد اختُلف في وصله ووقفه.
ومداره على طلحة بن أبي عثمان.
رواه عنه اليمان أبو حذيفة، رواه موقوفًا من كلام أبي هريرة.
أخرجه الطيالسي. كما هو هنا.
وتابعه روح بن القاسم.
فرواه عن طلحة. به موقوفًا.
ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل (8/ 157).
ورفعه الأرغياني محمد بن المسيب، عن أزهر بن جميل، عن محمد بن مسور، عن روح به مرفوعًا. =
= ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل، ثم قال الدارقطني: والصواب موقوف. اهـ.
وللحديث طريق أخرى موقوفة تشهد للطريق الأولى:
أخرجه الخطيب في التطفيل (87)، من طريق الحارث بن أبي أسامة: قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن المقري، أنبأنا حيوة وابن لهيعة قالا: أنبأنا عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي هريرة قال: من دخل وليمة لم يدع إليها فقد دخل فاسقًا، وأكل سحتًا.
وهذه متابعة لإسناد الباب، ورجالها كلهم ثقات -من طريق حيوة بن شريح- وعُقيل هو ابن خالد الأيلي.
إلَّا أنَّ رواية ابن شهاب عن أبي هريرة مرسلة، كما ذكره العلائي في جامعه (33).
الحكم عليه:
إسناد الطيالسي ضعيف لحال اليمان أبي حذيفة. وطلحةُ بن أبي عثمان لم أجد له ترجمة.
ولليمان متابع وهو: روح بن القاسم العنبري في إحدى طريقيه وهي الموقوفة، وهو ثقة حافظ. لكن بقيتْ الجهالة بطلحة.
وبوجود الطريق الثانية التي رواها الخطيب - من غير طريق طلحة- يرتقي الحديث ويصبح صالحًا للاعتبار، وذلك لأن رواية الخطيب مع ثقة رجالها إلَّا أن فيها انقطاعًا بين الزهري وأبي هريرة.
وللحديث شواهد، منها:
1 -
عن ابن عمر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من دخل على غير دعوة دخل سارقًا، وخرج مغيرًا".
أخرجه أبو داود في سننه (3/ 341).
= والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (2/ 77).
والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 314).
والبيهقي في السنن (7/ 265)، وشعب الإِيمان (3/ 273).
والخطيب البغدادي في التطفيل (75).
كلهم من طريق درست بن زياد، عن أبان بن طارق، عن نافع، عن ابن عمر به.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلَّا من هذا الوجه، وأبان لا نعلم أسند عن نافع غير هذا ، ولا رواه عنه إلَّا درست وهو بصري لم يكن به بأس. اهـ.
ولكن درست لم ينفرد به، بل له متابعة:
فقد أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 380)، من طريق خالد بن الحارث، عن أبان بن طارق، به.
لكن مدار هذه الأسانيد على أبان بن طارق وهو مجهول الحال، كما في التقريب (87).
والحديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 144)، وقال: رواه أبو داود ولم يضعّفه عن درست -والجمهور على تضعيفه، ووهّاه أبو زرعة- عن أبان بن طارق وهو مجهول قاله أبو زرعة وغيره. اهـ.
وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 55) وقال: رواه البزار وفيه أبان بن طارق وهو ضعيف. اهـ.
وعلى ما سبق فإن هذا الحديث ضعيف بسبب جهالة أبان بن طارق، وضعف درست بن زياد -في الطريق الأولى- والله أعلم.
2 -
عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من دخل على قوم لطعام لم يُدع له، دخل فاسقًا، وأكل حرامًا".
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 77).
والدولابي في الكنى (1/ 180). =
= والطبراني في الأوسط (2/ 223/ أ).
وابن عدي في الكامل (7/ 2704).
والبيهقي في السنن (7/ 265).
والخطيب في التطفيل (77).
كلهم من طريق بقية، عن يحيى بن خالد أبي زكريا، عن روح بن القاسم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عروة بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
قال الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، إلَّا من هذا الوجه، ويحيى بن خالد لا نعلم روى عنه إلَّا بقية. اهـ.
وقال الطبراني: لم يروه عن روح إلَّا يحيى، تفرد به بقية. اهـ.
وقال البيهقي بأن يحيى بن خالد مجهول، وكذا أعلّ الهيثمي الحديث في المجمع (4/ 55).
وسبقهما ابن عديّ وأنكر حديث يحيى.
وقال الذهبي في الميزان (4/ 372) يحيى بن خالد، عن روح بن القاسم بخبر باطل، مجهول من مشيخة بقيّة. اهـ.
وعليه فالحديث ضعيف، والعلم عند ذي القوة المتين.