الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - بَابُ الْمَرْأَةِ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الْآخِرَةِ
1718 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ القرشي، نبا أبو المليح، عن مَيمون بن مَهْران قال: خطبَ معاويةُ أمَّ الدوداء (1) رضي الله عنهما، فَأَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا"، ولستُ أريدُ بأبي الدرداء بدلًا.
(1) هي أمّ الدرداء الصغرى.
1718 -
تخريجه:
أورده البوصيري في الإتحاف. (3/ 88/ أ).
وذكر الألباني في الصحيحة (1281) أنه أخرجه أبو علي الحرّاني القشيري في تاريخ الرقة (3/ 39/ب)، قال: حدثنا العباس بن صالح بن مسافر الحرّاني، ثنا أبو عبد الله العسكري، به.
وأخرجه أبو الشيخ في التاريخ (270)، قال: ثنا أحمد بن إسحاق الجوهري، ثنا إسماعيل بن زرارة قال: ثنا أبو المليح الرقي، به .. مقتصرًا على المرفوع فقط.
قلت: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة مشترك مع السكري في اسمه واسم أبيه، وقد وقع التخليط بينهما لكبار الأئمة كابن عساكر في معجمه، فلا أدري هل قوله (ابن زرارة)، مبنية على يقين -ولا إخالُها-، على أنَّ أبا يعلى ذكره في معجمه (155) =
= منسوبًا هكذا: إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي.
وبناءً عليه، فإنّ في إسناد أبي الشيخ وهمًا، وهو قوله: إسماعيل بن زرارة، والصواب إسماعيل بن عبد الله القرشي، والله أعلم.
والحديث أخرجه البغوي في: حديث عيسى بن سالم (103/ أ) ، عن أبي بكر بن أبي مريم، قال: حدثني عطية بن قيس أن معاوية بن أبي سفيان خطب أمّ الدرداء
…
الحديث موقوفًا على أبي الدرداء.
وقد رواه مرفوعًا عنه الطبراني بلفظ: (أيّما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها).
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 175)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عطية بن قيس الكلاعي قال: خطب معاوية بن أبي سفيان بعد وفاة أبي الدرداء، فقالت أمّ الدرداء: سمعت أبا الدرداء يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
…
فذكره. قالت: وما كنت لأختار على أبي الدرداء، فكتب إليها معاوية: فعليك بالصوم فإنّه محسمة.
قال الهيثمي في المجمع (4/ 270): فيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط. اهـ.
أي مع أنّه ضعيف فقد اختلط.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا أبو بكر الكلاباذي في مفتاح المعاني (181/ ب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 281/ ب).
قال الألباني عن إسناد الطبراني: وهذا سند ضعيف من أجل أبي بكر بن أبي مريم كان اختلط. اهـ.
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى رواته ثقات، عدا إسماعيل السكري فإنه صدوق، فلأجله يكون الحديث حسنًا بهذا الإسناد. =
= وقد روي المرفوع عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"المرأة لآخر أزواجها".
أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 228).
وفي إسناده: حمزة بن أبي حمزة النصيبي متروك متهم بالوضع. التقريب (179) .. فهو لا يصلح شاهدًا أبدًا.
لكن حديث الباب له شاهدان:
1 -
أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديدًا عليها، فأتت أباها فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري فإنّ المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 193/ أ)، من طريق كثير بن هشام، عن عبد الكريم، عن عكرمة، به .. وتقدم برقم (1671).
قال الألباني في الصحيحة (3/ 276): ورجاله ثقات إلَّا أن فيه إرسالًا ، لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر، إلَّا أن يكون تلقّاه عن أسماء بنت أبي بكر. اهـ.
2 -
عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته: إن شئتِ أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي، فإنّ المرأة في الجنّة لآخر أزواجها في الدنيا، فلذلك حرّم الله عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة.
أخرجه البيهقي في سننه (7/ 69)، من طريق أبي إسحاق الشيعي.
وهو ثقة، إلَّا أنه اختلط، التقريب (423)، وبقية إسناده ثقات، كما قال الألباني.
فهذان شاهدان لحديث الباب فيرتقي بهما إلى الصحيح لغير، والله أعلم.