الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - كتاب الوليمة
1 - باب من ترك الإِجابة لِغَيْرِ وَلِيمَةِ الْعُرْسِ
1655 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حيان (1) بْنُ بِشْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: دُعِيَ عثمانُ ابن أَبِي الْعَاصِ إِلَى خِتَان، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا نأتي الخِتَان ولا نُدعى إليه (3).
(1) في الأصل: "حبان" -بالموحدة-، وهو خطأ، والتصويب من (سد) وغيرها.
(2)
في الأصل: "مسلمة"، وهو خطأ، والتصويب من (سد) وغيرها.
(3)
في (سد): "له".
1655 -
تخريجه:
الحديث ذكره البوصيري في الاتحاف (3/ 103/ ب).
وفي المجردة (2/ 23/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى.
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 217)، قال: ثنا محمد بن سلمة الحرّاني، عن ابن إسحاق، عن عبيد الله أو عبد لله بن طلحة بن كريز، عن الحسن، به.
ومن طريق أحمد أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 149)، والطبراني في الكبير (9/ 57: 8381). =
= وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 715)، في ترجمة الحسن بن دينار، قال: ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا موسى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ محمد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري، أن عثمان بن أبي العاص
…
فذكره. قال ابن عدي: وهذا مشهور عن الحسن البصري، عن عثمان، والأصل في هذا الحديث رواية ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن الحسن.
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 57: 8382)، قال: حدثنا عبد الله بن الصقر السكري، ثنا بكر بن خلف، ثنا عمر بن سهل المازني، عن أبي حمزة العطار، عن الحسن، قال: دعي عثمان بن أبي العاص
…
فذكره بنحوه.
وهذان الطريقان الأخيران متابعان متابعة قويّة لإسناد الباب:
ففي رواية ابن عدي متابعة الحسن بن دينار لعبيد الله بن طلحة، والحسن بن دينار، قال عنه ابن عدي (2/ 717): وقد أجمع من تكلم في الرجال على ضعفه، على أني لم أر له حديثًا قد جاوز الحدّ في الإنكار، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. اهـ.
وأمّا رواية الطبراني الثانية فهي متابعة للسند كلّه، قال عنها الهيثمي في المجمع (4/ 60): فيها أبو حمزة العَطّار، وثقه أبو حاتم وضعّفه غيره. اهـ.
قلت: أبو حمزة هو: إسحاق بن الربيع البصري، قال ابن حجر: صدوق تُكلم فيه للقدر. اهـ.
وتلميذه: عمر بن سهل المازني، صدوق يخطئ. وتلميذه: بكر بن خلف البصري، وتلميذه: عبد الله بن الصقر السكري.
قال الخطيب في التاريخ (9/ 482): كان ثقة، وقال الدارقطني: صدوق.
فهذه الرواية من قبيل الحسن.
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وبهذا أعلّه الهيثمي في =
= المجمع (4/ 60)، والبوصيري في المجرّدة (2/ 23/ أ)، وأيضًا فإن شيخه ابن طلحة مقبول، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 146).
وقد تابع ابن إسحاق عمر بن سهل المازني، عن أبي حمزة العطار، عن الحسن.
وهذا الإسناد حسن، وهو متابع لإسناد الباب الذي فيه ابن إسحاق ويرتقي به إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
تنبيهان:
1 -
هذا الحديث أخرجه الإِمام أحمد في المسند -كما سبق في التخريج-، فهو إذًا ليس على شرط الحافظ في هذا الكتاب.
2 -
قال المزي في تهذيب الكمال (1/ 256): في ترجمة الحسن البصري: روى عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، وقيل: لم يسمع منه. اهـ.
لكن قال الحافظ في التهذيب (7/ 128): في ترجمة عثمان بن أبي العاص، قال: قال ابن حيّان في الصحابة: أقام على الطائف إلى أيام عمر، ومات في ولاية معاوية بالبصرة، انتقل إليها في أواخر أمره، وأعقب بها. اهـ.
وقال ابن سعد في الطبقات (7/ 40) في ترجمة عثمان: فلمّا كان زمن عمر بن الخطاب وخط البصرة ونزلها من نزلها من المسلمين أراد أن يستعمل عليها رجلًا له عقل وقوام وكفاية، فقيل له: عليك بعثمان بن أبي العاص، فقال: ذلك أمير أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فما كنت لأنزعه. قالوا له: اكتب له يستخلف أخاه الحكم بن أبي العاص الثقفي على الطائف. وأقبل إلى عمر فوجّهه إلى البصرة، فابتنى بها دارًا. اهـ.
وبناءًا على ذلك فإن الحسن يمكنه أن يسمع من عثمان بن أبي العاص، لأن عُمْرَ الحسن حين وفاة عثمان قرابة الأربعين سنة، وهو معه في البصرة، فالسماع ممكن جدًّا، والله أعلم.
1656 -
وَحَدَّثَنَا (1) جُبَارة بْنُ المُغَلِّس، ثنا عَلِيُّ بْنُ غُراب، ثنا أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ ابن أبي العاص رضي الله عنه (2)، أَنَّهُ دُعي إِلَى طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: خِتَان جَارِيَةٍ. فَقَامَ وَلَمْ يأكل، وقال: هذا شيء ما دعينا له فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1) القائل هو أبو يعلى.
(2)
في (سد): "قال".
1656 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 103/ب).
وفي المجردة (2/ 23/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى.
وأخرجه الإِمام أحمد عن الحسن، قَالَ: دُعي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ إِلَى ختان فأبى أن يجيب، فقيل له، فقال: إنّا كنّا لا نأتي الختان عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا ندعى له.
وإسناده كلهم ثقات، إلَّا ابن إسحاق، وقد عنعن هنا.
ولا تعكّر هذه الرواية على جعله في الزوائد، فإن بين النصَّيْن اختلافًا: ففي الباب أن عثمان أتى الختان وهو لا يعلم به أنه ختان، فلما عَلِم عاد. وعند أحمد في المسند أنه لم يأت للدعوة أصلًا.
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى ضعيف، فيه جبارة بن المغلس، وأشعث بن سوار وهما ضعيفان، وبهذا ضعفه البوصيري في المجردة (2/ 23/ أ).
وأمّا تدليس علي بن غراب فإنه قد صرّح هنا بالتحديث فلا يضرّ.
وهذا الحديث يرتقي بالحديث الذي قبله وبشاهده الذي تقدم في التخريج، فيكون حسنًا لغيره، والله أعلم.