الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - بَابُ إِدْخَالِ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا
(1)
1629 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ المديني قالا: لما أهديت فاطمة إلى علي بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ: أَنْ لَا تَقْرَبْ أَهْلَكَ حَتَّى آتيك، قالت: فجاء النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِمَاءٍ، فَقَالَ: فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ نَضَحَ الْمَاءُ (2) عَلَى صَدْرِ عَلِيٍّ وَوَجْهِهِ، ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَقَامَتْ تَعْثُرُ فِي ثَوْبِهَا من الحياء فنضح عَلَيْهَا أَيْضًا، ثُمَّ نَظَرَ فَإِذَا سَوَادٌ وَرَاءَ الْبَيْتِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: أَنَا، فقال: أسماء بنت عميس، فقالت: نعم، قال: أجئت مَعَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ كَرَامَةً لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَا لِي بِدُعَاءٍ إِنَّهُ لَأَوْلَى عَمَلِي عِنْدِي، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أَنْكَحْتُ أَحَبَّ أَهْلِي إلىَّ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: دُونَكَ أَهْلَكَ ثُمَّ وَلَّى إِلَى حُجْرَةٍ فَمَا زَالَ يَدْعُو لَهُمَا حَتَّى دَخَلَ حُجْرَةً.
قُلْتُ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ فِي هَذَا الْوَقْتِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرٍ، لَا خِلَافَ فِي ذَلِكَ، فَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ لِأُخْتِهَا سَلْمَى بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَهِيَ امْرَأَةُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (3).
(1) هذا الباب والحديث زيادة من (ك)، و (بر).
(2)
في (بر): "بالماء".
(3)
ووافق الحافظ في هذا الذهبي في تلخيص الحاكم (3/ 160)، وأخرجه إسحاق (5/ 39: 2142)، وقال بعضهم: إن امرأة حمزة هي أسماء. انظر الإصابة (4/ 324)، وسيأتي تخريجه مفصلًا برقم (3930). [سعد].
1630 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَان -هُوَ ابْنُ فَرّوْخ- ثنا مُبارك بْنُ فُضَالة، عَنْ عَاصِمِ بن بَهْدَلَة، عمن حدثه عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: إن رجلا أتى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ امرأة قد أعجبتني لا تلد، أفأتزوّجها؟ قال صلى الله عليه وسلم:"لا"، فأعرضَ عنها ثم تَبِعَتْها نفسُه، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْجَبَتْنِي هَذِهِ المرأةُ وَنَحْوها، أعجبني دَلُّها ونحوها، فأتزوجها؟ قال: "لا، امرأة سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إليَّ مِنْهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَجِيءُ ذَرَاري الْمُسْلِمِينَ آخِذِينَ بحَقْوي آبَائِهِمْ فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، حَتَّى أَرَى السَّقْط [مُحْبَنْطِئًا](1) مُتَقَاعِسًا، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وأبوي؟ فيقول الله عز وجل: (ادخل أنت الجنة وأبواك الجنة)
(1) وقع تحريف في هذه الكلمة في كل النسخ، والذي في الأصل:"مختبطًا"، والصواب ما أثبته.
ومعنى المحبنطىء -بالهمز وتركه- المتغصِّب المُسْتَبْطِىء للشيء، وقيل: هو الممتنع امتناع طَلِبَةٍ، لا امتناع إباء. النهاية (1/ 331).
1630 -
تخريجه:
الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى.
وذكره أيضًا في المجردة (2/ 197/ ب)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أجده في مسند أبي موسى من مسند أبي يعلى، فلعله في الكبير.
ولم أجده عن أبي موسى لغير أبي يعلى.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (6/ 60: 10344) بنحوه مقطوعًا.
قال: عن معمر، عن عبد الملك بن عمير، وعاصم بن بهدلة إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ابنة عم لي ذات مِيسم ومال، وهي عاقر، أفأتزوجها؟ فنهاه عنها، مرتين أو ثلاثًا، ثم قَالَ: "لامرأةٌ سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إلىَّ مِنْهَا، أما علمت أني مكاثر =
= بكم الأمم، وإن أطفال الأمم المسلمين يقال لهم يوم القيامة: ادخلوا الجنة فيتعلَّقون بأحقاء آبائهم وأمهاتهم، فيقولون: ربنا آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم وأمهاتكم، قال: ثم يجيء السقط فيقال له: ادخل الجنة، قال: فيظل محبنطئًا -أي متقعسًا- فيقول: أي ربّ أبي وأمي حتى يلحق به أبوه ". اهـ.
وهذه هي نفس القصّة، وكأنّ السياق هنا لعبد الملك بن عمير، وإنّما سقته لأجل الاختلاف بين هذا اللفظ ولفظ عاصم الذي تقدم في حديث الباب.
الحكم عليه:
حديث الباب ضعيف لأمرين:
تدليس مبارك بن فضالة، وقد عنعن.
وفيه راوٍ مبهم ولم يسمَّ، قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي. اهـ.
وللحديث شواهد توصله إلى الحسن لغيره.
وستأتي في الحديث الآتي.
1631 -
وقال أبو يعلى أيضًا: حدثنا عَمرو بن الحُصين (1)، عن حَسَّان بْنُ [سِيَاه](2)، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَروا الحسْناء العَقِيم، وَعَلَيْكُمْ بالسَّوْدَاء الوَلُوْد، فَإِنِّي مُكَاثر بكم الأُمَمَ، حَتَّى السِّقط يَظَلُّ [مُحْبَنْطِئًا] (3) بِبَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ له: ادخل الجنة، فيقول: حتى يدخل والديَّ معي".
(1) في (مح):"الحسين"، والتصويب من (سد).
(2)
في جميع النسخ: "شاه"، والتصويب من كتب التراجم.
(3)
وقع تحريف في هذه الكلمة في كل النسخ، والذي في الأصل:"مختبطًا"، والصواب ما أثبته.
1631 -
تخريجه:
الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ أ) بسند أبي يعلى.
وذكره في المجردة (2/ 197/ ب)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أجده في مسند أبي يعلى، فلعله في الكبير.
وهذا الحديث من طريق عاصم بن بهدلة، وقد اختلف عليه فيه:
فرواه حَسَّانُ بْنُ سِيَاهْ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
أخرجه أبو يعلى، كما هو هنا.
وعنه ابن عدي في الكامل (2/ 780)، وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن غير حسان بن سياه. اهـ.
ورواه أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن رجل لم يسمّه، عن عبد الله.
ذكر هذه الرواية الدارقطني في العلل (5/ 73)، ولم أجد من أخرجها.
وبهذا يتبين عدم صحة قول ابن عدي: لا يرويه عن عاصم غير حسان.
قال الدارقطني: والصحيح قول أبي بكر بن عيّاش.
الحكم عليه:
حديث الباب ضعيف جدًّا، وذلك لأن عمرو بن الحصين، وحسان بن سياه =
= ضعيفان جدًّا، بل إن الأول متروك.
وللحديث طريق أخرى ذكرها الدارقطني، ولكنها ضعيفة بسبب الإبهام في أحد رواته.
والحديث ورد عن غير ابن مسعود:
1 -
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلَّا أنها لا تلد، أفأتزوَّجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك، ثم أتاه الثالثة فقال له:"تزوَّجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم".
أخرجه أبو داود في سننه (2/ 542).
والنسائي في سننه (6/ 65).
والحاكم في مستدركه (2/ 161).
كلهم من طريق منصور بن زاذان، عن معاوية بن قرّة، عن معقل.
وهذا الإسناد رجاله ثقات، وإسناد أبي داود إلى منصور ثقات عدا مستلم بن سعيد الثقفي فهو صدوق.
2 -
عن شرحبيل بن شفعة، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنّة، قال: فيقولون: يا ربّ حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيأتون، قال: فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم محبنطئين ادخلوا الجنّة، قال: فيقولون: يا رب آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم".
أخرجه الإِمام أحمد (4/ 105)، قال: ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز، قال: ثنا شرحبيل بن شفعة.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 383): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شرحبيل وهو ثقة. اهـ. وهو كما قال، إلّا أن الحافظ ابن حجر قال في التقريب عن =
= شرحبيل: إنه صدوق.
3 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه -أو قال أبويه- فيأخذ بثوبه -أو قال بيده- كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة".
أخرجه مسلم (4/ 2029: 2635)، كتاب البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه.
وأخرجه الإمام أحمد (2/ 488 و510).
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (47: 145)، مقتصرًا على أوله.
4 -
عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، وإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، حتى بالسقط محبنطئًا على باب الجنة يقال لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَأَبَوَايَ؟ فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك".
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 416: 1004).
ذكره صاحب كنز العمال (19/ 274).
وذكره الألباني في ضعيف الجامع (3291)، وقال: ضعيف.
5 -
عن محمد بن سيرين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دعوا الحسناء العاقر، وتزوَّجوا السوداء الولود، فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة، حتى السقط يظل محبنطئًا -أي متغضّبًا- فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: حَتَّى يَدْخُلَ أبواي، فيقال: ادخل أنت وأبواك".
أخرجه عبد الرزاق في مصتفه (6/ 160)، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين. وهذا إسناد صحيح، إلا أنه مرسل.
فهذه الأحاديث بعضها صحيح، وبعضها حسن، وبعضها ضعيف ينجبر وفيها غنية عن حديث الباب. =
= ومن الآثار الموقوفة:
6 -
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (والله ما أفاد امرؤ فائدة بعد إيمان بالله عز وجل خير من امرأة حسنة الخلق ولود، ولا خسر عبد بعد كفر بالله شر من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان).
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 308) قال: ثنا ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر.
وهذا إسناد صحيح رواته ثقات.
وأخرجه هنّاد في الزهد (1267).
والبيهقي في السنن (7/ 82).
1632 -
حَدَّثَنَا (1) حُسين بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ السَّري بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَعْبي، عَنْ كَعْب بْنِ عُجْرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إلا أُخبركم بنسائِكم مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: الْوَدُودُ الْوَلُودُ الَّتِي إِذَا ظَلَمت أَوْ ظُلِمت قَالَتْ: لَا أذوق غَمْضًا حتى ترضى".
(1) القائل هو أبو يعلى.
1632 -
تخريجه:
الحديث ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى.
وذكره أيضًا في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أجد في مسند أبي يعلى المطبوع مسندًا لكعب بن عجرة، فلعله في الكبير.
وهذا الحديث قد أورده البوصيري بزيادة في أوّله، واقتصر الحافظ هنا على نصفه الأخير الذي فيه الشاهد، وأورد نصفه الأول في كتاب الأدب، باب زيارة الأخوان (2618)، ولفظه هناك: عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ النبي في الجنة، والصديق من أهل الجنّة، والشهيد من أهل الجنة، والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في الله في جانب العصر في الجنة
…
" الحديث.
وأخرجه تامًّا الطبراني في الكبير (9/ 140)، من طريق السري بن إسماعيل.
وعزاه الهيثمي في المجمع (4/ 312) للمعجم الأوسط. من هذه الطريق أيضًا.
الحكم عليه:
هذا الإسناد ضعيف جدًّا، وذلك لأجل السري بن إسماعيل وهو متروك، وبذلك ضعّفه البوصيري والهيثمي. =
= والحديث قد جاء عن غيركعب:
1 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ الْوَدُودُ، الولود، العَؤُود على زوجها، التي إذا آذت، أو أُوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى".
أخرجه النسائي في عشرة النساء (219: 257)، قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: نا أبي، قال: نا خلف -وهو ابن خليفة-، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات:
فهلال بن العلاء صدوق، وأبوه فيه لين، وخلف صدوق؛ إلَّا أنه اختلط، ولا ندري هل حدث به قبل الاختلاط أو بعد. وبقية السند ثقات.
وللحديث طريق أخرى عن أبي هاشم الرُّماني:
أخرجه الطبراني في الكبير من طريق عمرو بن خالد، عن أبي هاشم، به.
ولكنها متابعة تالفة بسبب عمرو بن خالد الواسطي، قال الهيثمي (4/ 313): هو كذاب.
2 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: كل ودود، ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 441: 1764)، وفي الصغير (1/ 46)، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن الجعد الوشّاء، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن أبي حازم، عن أنس بن مالك.
قال الطبراني: لم يروه عن أبي حازم إلَّا إبراهيم هذا، ولا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. اهـ.
قال المنذري في الترغيب (3/ 57): رواه الطبراني، ورواته محتجّ بهم في =
= الصحيح إلَّا إبراهيم بن زياد القرشي، فإنني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل. اهـ.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 312): رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن زياد القرشي، قال البخاري: لا يصح حديثه، فإن أراد تضعيفه فلا كلام، وإن أراد حديثًا مخصوصًا فلم يذكره، وأمّا بقية رجاله فهم رجال الصحيح. اهـ.
وقال الإِمام الدمياطي في المتجر الرابح (649): رواه الطبراني، وإسناده جيد إن شاء الله، وله شواهد. اهـ.
وعلى ذلك فهو حديث صالح في الشواهد، والله أعلم.
وفي الباب أحاديث تحثُّ على طاعة الزوجة لزوجها، وسوف تأتي في باب خاصّ إن شاء الله تعالى.
1633 -
حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ البَخْتَري الواسِطِي -أبو عبد الله المكفوف-، أنبأ يزيد بن هارون أنبأ عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من تزوج فقد أُعْطِيَ ضِعْفَ (2) العبادة".
(1) الحديث من مسند أبي يعلى.
(2)
في مسند أبي يعلى، والإتحاف:"نصف".
1633 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي يعلى (7/ 310: 4349).
وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى.
وذكره أيضًا في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 252)، وعزاه لأبي يعلى.
وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس.
وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (5/ 1920)، من طريق شيخ أبي يعلى محمد بن إسماعيل.
ولم ينفرد العمّي بروايته بل تابعه:
1 -
يزيد الرقاشي، عن أنس، به، وزاد في آخره:(فليتق الله فيما بقي).
وله عنه طرق من أحسنها ما أخرجه الخطيب في موضح الأوهام (2/ 84)، من طريق يعقوب بن إسحاق، عن الخليل بن مرة، عن يزيد، به.
وهذا إسناد صالح للمتابعة إن شاء الله.
فيعقوب بن إسحاق صدوق.
والخليل بن مرّة، ويزيد ضعيفان في الجملة.
قال ابن عدي (7/ 2712) في ترجمة يزيد: وله أحاديث صالحة عن أنس =
= وغيره، ونرجو أنه لا بأس به برواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين. اهـ.
وقال ابن عدي أيضًا (3/ 930) في ترجمة الخليل بن مرّة: هو شيخ بصري وقد حدّث عنه الليث -غير ما ذكرته- وأهل الفضل، ولم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحدّ، وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك الحديث. اهـ.
وعلى ذلك فلا مانع من إيراد الحديث في المتابعات.
وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أخرى قال عنها الهيثمي (4/ 252): فيها يزيد الرقاشي، وجابر الجعفي، وكلاهما ضعيف وقد وثّق. اهـ.
وأخرجه ابن الجوزي في العلل (2/ 122)، من طريق خالد الحذّاء عن يزيد.
وأعلّها ابن الجوزي بيزيد الرقاشي، وملك بن سليمان وقد قدحوا فيه.
وخالد بن مهران الحذّاء قال عنه الحافظ: ثقة، يرسل، من الخامسة، أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغيّر لما قدم من الشام. وهو بصري.
2 -
عبد الرحمن بن زيد بن عقبة الأزرق، عن أنس؛ ولفظه:(من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه الله على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني).
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 522: 976).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 161)، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الشعب.
كلاهما من طريق عمرو بن أبي سلمة التنيسي، عن زهير بن محمد الخراساني، عن عبد الرحمن، به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق، مدني ثقة مأمون.
قال الذهبي: صحيح، وعبد الرحمن هو ابن زيد بن عقبة ثقة.
لكن قال المناوي في فيض القدير (6/ 137): قال الحاكم: صحيح. فتعقبه الذهبي بأن زهيرًا وثق لكن له مناكير. اهـ. =
= وكأنّ نسخة المناوي من تلخيص المستدرك هي الصواب وذلك لأن الذهبي نقل في الميزان (2/ 84) قول ابن معين في زهير: ليس به بأس، عند عمرو بن أبى سلمة عنه مناكير. اهـ.
وهذا الحديث أورده المنذري في الترغيب (2/ 42)، والعراقي في تخريج الأحياء (1281)، وذكرا تصحيح الحاكم وسكتا عليه. وأورده أيضًا الهيثمي في المجمع (4/ 275) وعزاه للطبراني. ولم يعرف إسناده.
قال الحافظ في التقريب في ترجمة زهير بن محمد: رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعّف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر! وقال أبو حاتم: حدّث بالشام من حفظه فكثر غلطه. اهـ.
والراوي عنه هنا هو عمرو بن أبي سلمة التنيسي وهو شامي.
ولذلك فالإسناد ضعيف، ولكنّه يتقوّى بالطريق الأولى.
وأشار البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) إلى أن رواية الحاكم هي من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه، واستدرك على الحاكم تصحيحه. والصواب أنها من رواية عبد الرحمن بن زيد بن عقبة، فكأن في نسخته من المستدرك تحريف، والله أعلم.
الحكم عليه:
حديث الباب بهذا الإسناد ضعيف جدًّا وذلك لأن فيه عبد الرحيم بن زيد الحواري وهو متروك، وبهذا ضعّف الحديث الهيثمي، والبوصيري.
وأيضًا والده ضعيف، وروايته عن أنس مرسلة كما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 560)، بل قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها. اهـ.
وضعف الحافظ الحديث يزيد في تلخيص الحبير (3/ 117).
ولكن الحديث قد روي من طريقين يشد بعضها بعضًا حتى يصل إلى الحسن لغيره، فيستغنى عن إسناد الباب هنا، فنحن في غنية عنه. =
= وقد أورده الألباني في صحيح الجامع وذكر أنه حسن، وهو في الصحيحة عنده (625). ولم أجد له شاهدًا.
وذكر الشيخ ملّا علي القاري في كتاب رفع الجناح بأربعين حديثًا في النكاح (35: 2) أن البيهقي أخرج الحديث عن عائشة في شعب الإيمان. والذي في شعب الإيمان إنما هو عن أنس فقط، ولم يشر أحد من الحفاظ إلى حديث عائشة هذا، فكأنه سبق قلم، والله أعلم.
1634 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الحَكَم بْنُ مُوسَى، ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا ابن جريج، حدثني أبو المغلس، قال: سمعت أبا نُجَيْح (1) السلمي رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قَدرَ أن يَنكِحَ فلم ينكِح فليس منّا".
(1) في (مح) و (حس): "أبا سحيم"، والتصويب من:(سد) وغيرها.
1634 -
تخريجه:
الحديث في بغية الباحث (3/ 611: 471)، باب الترغيب في النكاح.
وأورده أيضًا البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ ب) بسند الحارث.
وأورده البوصيري في المجردة (2/ 197/ ب)، وعزاه للحارث.
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال (3/ 1401)، من طريق شيخ الحارث: الحكم بن موسى.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه (6/ 168).
وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 126).
والدارمي في سننه (2/ 132)، وأبو داود في المراسيل (140).
والبغوي في معجم الصحابة، كما في تلخيص الحبير (3/ 117).
والطبراني في الكبير (22/ 366)، والأوسط (1/ 528: 993).
والبيهقي في السنن (7/ 78).
كلهم من طريق ابن جريج، به. ولفظه عندهم عدا الدارمي:(من كان موسرًا لأن ينكح، ثم لم ينكح فليس منّي). وأمّا لفظ الدارمي فمثل الحارث.
- أبو نجيح السلمي:
هناك ثلاثة رجال في الصحابة:
1 -
العرباض بن سارية السُّلمي، ويكنى بأبي نجيح.
2 -
عمرو بن عَبَسَه بن عامر بن خالد السّلمي، ويكنى بأبي نجيح. =
= 3 - أبو نجيح السلمي. هكذا بغير اسم.
فمن هو الراوي لهذا الحديث؟
قال ابن الأثير: هو عمرو بن عبسة.
وقال أبو أحمد الحاكم: العرباض بن سارية. ووافقه الذهبي.
أمّا الثالث الذي بغير اسم فقال الحافظ في التقريب في ترجمة ميمون أبو المغلّس قال: أبو نجيح ليس صحابيًا. اهـ. كذا قال.
أمّا في الإِصابة فقد ترجم له في القسم الأول فقال: أبو نجيح السلمي روى حديثه ابن جريج عن ميمون أبي المغلس عنه. اهـ. وهذا اضطراب ولا شك.
قلت: وهذا الأخير هو الراجح وذلك لأمور:
1 -
أن ابن حبان لما ترجم لميمون أبي المغلس في الثقات قال: يروي عن أبي نجيح وله صحبة. اهـ. وفي بعض النسخ: ابن أبي نجيح.
ولم أر الحافظ تعرض لكلام ابن حبان هذا، فلعله لم يستحضره وقتئذٍ ، لأن ابن حبان لم يفرده بالترجَمة بل ذكره ضمن رجل آخر. ومن المعلوم أن المثبِت مقدم على النافي.
2 -
أن أبا نجيح هذا قال في حديثه الذي عند الحارث بن أبي أسامة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحديث. وانظر بغية الباحث (3/ 611: 471)، وما دام وأنه قد قال كذلك فهو صحابي، وهذا دليل قوي يستدل به الحافظ أحيانًا في الإِصابة على صحبة الرجل وانظر مثلًا (2/ 444).
3 -
أن الحافظ ابن حجر انتهى من تأليف التقريب في عام سبع وعشرين وثمانمائة سوى ما أضافه من إضافات بعد ذلك، أما الإصابة فقد انتهى منها في عام سبع وأربعين وثمانمائة. وكان قد بذل في تأليفها غاية التحري والإِتقان إذ كان قد سوّدها ثلاث مرَّات. وانظر آخر التقريب (765) وآخر الأسماء في الإصابة (3/ 686). فعلى ذلك فكلامه في الإصابة هو الأخير، فيكون هو المعتمد، أضف إلى =
= ذلك إلى أنّ الحافظ لو بقي على قوله الذي في التقريب لألزمناه بأن يترجم له في القسم الرابع من الإصابة، ولكنه لم يفعل ذلك فعُلم أن ذلك هو الصواب.
فحينئذ يكون هذا صحابي آخر ليس بالعرباض بن سارية، ولا عمرو بن عبسة، وإنما اسمه كنيته.
ولا يعكّر على هذا ما قاله ابن معين في تاريخه (2/ 599) من أن أبا نجيح هو: أبو عبد الله بن أبي نجيح. اهـ.
وكذا رواية أبي داود في مراسيله (145) هذا الحديث عن أبي عبد الله بن أبي نجيح.
فإن أبا عبد الله بن أبي نجيح تابعي ثقة ولكنه ثقفي واسمه: يسار أبو نجيح الثقفي مولى الأخنس بن شريق المكي، قال الذهبي في السير (6/ 125) لم يتزوج قط. اهـ.
فلذلك لا يتصوّر أن يروي هذا الحديث ثم يترك الزواج، اللهم إلا لعذر قاهر.
أما الصحابي فإنّه سُلمى كما تقدم، والله العليم سبحانه.
الثقات (5/ 419)، أسد الغابة (6/ 312)، تجريد أسماء الصحابة (2/ 208)، الإصابة (4/ 196).
الحكم عليه:
حديث الباب رواته كلّهم ثقات، وهو متصل فكل رواته صرّح بالتحديث، وبذلك تنتفي تهمة التدليس من الوليد بن مسلم، وابن جريج.
وإسناد الطبراني حسن، مرسل، قاله المنذري في الترغيب (3/ 43)، والهيثمي في المجمع (4/ 251)، والبوصيري في الإتحاف (3/ 59/ ب).
وقال الحافظ في تلخيص الحبير (3/ 117): رواه البيهقي وقال: هو مرسل، وكذا جزم به أبو داود، والدولابي وغيرهما. اهـ.
قلت: في قول الحافظ: وكذا جزم به
…
إيماء إلى أنه متعجب من ذلك، =
= فلعله لم يقتنع بذلك.
وقد تقدم أن الراوي له صحابي وليس بتابعي -حتى يقال مرسل- كما درج على ذلك الكثير، وأن الصحابي الذي هنا سلمي بالاتفاق، أمّا التابعي الذي ينسبون الحديث إليه فهو مكي. وعلى ذلك فقول من قال أنه مرسل، قول مرجوح. فهو إذًا موصول. والله أعلم.
وللحديث شواهد تأتي في الحديث الآتي.
وجاء في إسناد الطبراني في الأوسط اسم شيخ ابن جريج: عمير بن المغلس، بينما أجمعت بقية المصادر على أنه ميمون أبو المغلس وذكروا في ترجمة ميمون أنه روى حديثًا واحدًا فقط هو هذا. وأما عمير فقد روى أيضًا حديثًا واحدًا فقط رواه عن حريز بن عثمان.
والسبب في هذا الخطأ أحد أمرين:
إما خطأُ من الناسخ إذ لا توجد من الأوسط إلَّا نسخة واحدة هي التي حقق عليها الدكتور محمود الطحان.
وإما أن ذلك من أخطاء زهير بن محمد الخرساني فقد حدث في الشام من حفظه فأكثر خطأه فرواية الشاميين عنه غير مستقيمة، والراوي عنه هنا هو عبد الله بن صدقة السمين، شامي ضعيف. والعجيب أن الشيخ الألباني قد اعتمد على الأوسط -فيما يظهر- فضعَّف الحديث لأجل عمير أبي المغلس ولو أمعن النظر في المصادر التي خرّج منها لوجد أنه عند ابن أبي شيبة والبيهقي ميمون أبو المغلس. ثم إن عميرًا المغلس متأخر عن هذه الطبقة وهو يروي عن حريز بن عثمان المتوفَّى سنة 163 هـ، وجُعل الراوي عن عمير هو ابن جريج المتوفَّى سنة 150هـ، فلا ريب أنه خطأ.
1635 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا سُفْيَانُ بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن [عبيد بن سعد] (2) يَبْلُغُ بِهِ (3) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَمِنْ سُنَّتِي النكاح".
(1) في (ك) أخر هذا الحديث وما بعده من أحاديث الباب، فأدرجت في باب الترغيب في النكاح بعد حديث رقم (1635).
(2)
جاء هذا الاسم في جميع النسخ: (عبد الله بن سعيد)، عدا نسخة برنستون ففيها:(عبيد الله بن سعيد)، والتصويب من: مسند أبي يعلى، والإتحاف، والإصابة.
(3)
هذه اللفظة لها حكم المرفوع صراحة عند أهل العلم. وانظر مقدمة ابن الصلاح (50).
1635 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي يعلى (5/ 133: 4748).
وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى.
وأورده أيضًا في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 138: 487)، عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (6/ 169: 10378).
وأبو يعلى في المفاريد كما في الإصابة (2/ 444).
والبيهقي (7/ 78).
ثلاثتهم من طريق ابن جريج، عن إبراهيم، به.
ولم أجد هذا الحديث في المفاريد المطبوع، وقد ذكر المحقق أنّه اعتمد في تحقيقه على نسخة مبتورة، فالله المستعان.
الحكم عليه:
حديث الباب رواته كلّهم ثقات، إلَّا أنّه مرسل.
قال البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب): رجاله رجال الصحيح إلَّا أنه مرسل. اهـ.
وقال الهيثمي في المجمع (4/ 252): رجاله ثقات إن كان عبيد بن سعد =
= صحابي، وإلا فهو مرسل. اهـ.
قلت: قال الحافظ في الإصابة (2/ 444): ويغلب على الظن أنه تابعي. اهـ.
وللحديث شواهد:
1 -
عن أبي هريرة، ذكره البيهقي معلقًا:
قال البيهقي في السنن (7/ 78): ورُوي ذلك -أي حديث عبيد بن سعد- عن أبى حُرّة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وهذا إسناد ضعيف، فقد صدّره البيهقي بصيغة التمريض، وسبب ضعفه هو أبو حُرّة، واسمه واصل بن عبد الرحمن البصري، قال الحافظ في التقريب (579):
صدوق عابد، وكان يدلس عن الحسن. اهـ. وروايته هنا عن الحسن.
وقد ذكره السيوطي في الجامع الصغير وحسنه، كما في فيض القدير (6/ 32)، وكأنه حسّنه لشواهده.
وهناك شاهد آخر:
2 -
عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس منّي
…
".
أخرجه ابن ماجه (1/ 592: 1846)، قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، ثنا آدم، ثنا عيسى بن ميمون، عن القاسم، عن عائشة، به.
قال في الزوائد: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عيسى بن ميمون.
وقد أورده الألباني في سلسلته الصحيحة (2383)، وصحَّحه لشواهده.
3 -
عن أنس رضي الله عنه في قصة النفر الذين اجتمعوا وقال أحدهم: لا أتزوج النساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "
…
وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منِّي ".
أخرجه الشيخان، وسيأتي تخريجه.
4 -
أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض، فقال له =
= رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس لك فيَّ أسوة حسنة؟ فأنا آتي النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر
…
" الحديث.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 394)، عن ابن شهاب.
وجوّد إسناده الألباني في الصحيحة (4/ 445).
وعليه فإن هذه الشواهد تشهد لحديث الباب المرسل، وكذا للذي قبله، والله أعلم.
1636 -
حَدَّثَنَا (1) زَكَرِيَّا، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْر، عن طاووس قَالَ: لَا يَتمّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ.
(1) القائل هو أبو يعلى.
1636 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى.
وذكره في المجردة (2/ 298/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أقف عليه في مسند أبي يعلى، ومجمع الزوائد، فهو في المسند الكبير.
وأخرجه سعيد بن منصور (1/ 140)، باب الترغيب في النكاح.
عن سفيان، به.
الحكم عليه:
قال البوصيري في الإتحاف والمجرّدة: رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع. اهـ.
وهو كذلك إلَّا أن هشام بن حجير -الراجح فيه أنه- صدوق.
والأمر الذي يستغرب هنا هو قول البوصيري: أنه منقطع، ويقصد بذلك أنه مقطوع ، لأنه من قول التابعي، والمنقطع غير المقطوع، لكن الخطيب البغدادي حكى في الكفاية (21)، عن بعض أهل العلم بالحديث أن المنقطع: ما روي عن التابعي أو من دونه موقوفًا عليه من قوله أو فعله. اهـ.
قال الإِمام ابن الصلاح في مقدمته (59): وهذا غريب بعيد. اهـ.
وقد ذكر السخاوي في فتح المغيث (1/ 111): أن هذا اصطلاح الحافظ أحمد بن هارون البرديجي المتوفَّى سنة إحدى وثلاثمائة.
1637 -
حدثنا (1) محمد بن مرْزُوْق، نبا [زَاجِر](2) بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمير عَنْ شداد، عن أبي طَلْحَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ لَا تَزْنُوا، مَنْ سَلِم لَهُ شَبَابه دخل الجنة".
(1) القائل أبو يعلى، كما في مسنده.
(2)
في جميع النسخ: "زاهر"، والتصويب من المسند، وكتب الرجال.
1637 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي يعلى (3/ 18: 1427).
وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ 60/ ب) بسند أبي يعلى.
وذكره كذلك في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى.
وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 253)، وعزاه لأبي يعلى.
ولم أجده لغير أبي يعلى.
الحكم عليه:
رجاله موصوفون بصدوق، ولكن شداد بن سعيد -من الطبقة الثامنة- متأخر عن طبقة التابعين، فلا يمكنه السماع من الصحابة نهائيًا، وبينهم مفازة بعيدة.
وعلى ذلك ففي الحديث انقطاع بيِّن، قال الهيثمي في المجمع (4/ 253): إسناده منقطع، وفيه من لم أعرفه. اهـ.
قلت: بل هم معروفون من رجاك التهذيب.
فالحديث ضعيف بسبب الانقطاع، ولكن له ما يعضده ويشهد له:
1 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يا شباب قريش لا تزنوا، احفظوا فروجكم، ألا من حفظ فرجه، فله الجنة".
أخرجه البزار في مسنده ، كما في كشف الأستار (2/ 149).
والطبراني في الكبير (12/ 165). =
= والحاكم في المستدرك (4/ 358).
كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شداد بن سعيد، عن أبي مسعود الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قال الهيثمي في كشف الأستار: قلت: وأعاده بسنده إلَّا أنه قال: "يا معشر شباب قريش
…
" قال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ الَاّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. اهـ.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه.
وسكت عليه الذهبي في تلخيصه. وسكت عليه أيضًا المنذري في الترغيب (3/ 282).
وأورده الهيثمي في مجمع البحرين (98/ ب) وفي مجمع الزوائد (4/ 252).
وقال: رواه البزار، والطبراني في الكبير والأوسط ، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.
وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 59/ أ)، عن سند البزار: إسناده صحيح. اهـ.
قلت: لكن في الإسناد علّة وهي: أن سعيد بن إياس الجريري قد اختلط في آخر عمره، ولم نعرف هل روى عنه شداد بن سعيد قبل الاختلاط أو بعده؟ فمثل هذا يتوقف فيه حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين.
ومع هذه العلّة فهو يصلح لأن يجبر وينجبر: فهو شاهد لحديث الباب.
وقد روي هذا الحديث من طريق أخرى:
أخرجه الطيالسي في مسنده (2756)، قال: ثنا طَلْحَةَ الْأَعْمَى، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا فتيان قريش لا تزنوا، فإن من سلم له شبابه دخل الجنّة".
وطلحة الأعمى لم أقف عليه، وشيخه غير معروف، فهذه الطريق ضعيفة، لكنها تقوي الطريق التي قبلها، وبهذا يكون حديث ابن عباس حسنًا. =
= وبذلك يكون شاهدًا لحديث الباب يوصله إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
وقد جاءت أحاديث كثيرة تبين أن من حفظ فرجه من الحرام دخل دار السلام، ومنها على سبيل المثال:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من يضمن لي ما بين رجليه، وما بين لحييه أضمن له الجنّة".
أخرجه البخاري (11/ 308): والمراد بما بين لحييه: اللسان وما يتأتّى به النطق، وبما بين الرجلين: الفرج.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنّة".
أخرجه الترمذي (4/ 23) أبواب ما جاء في حفظ اللسان.
قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن حبان كما في الموارد (2546).
والحاكم (4/ 357)، وصححه ووافقه الذهبي.
ورجاله كلهم ثقات عدا أبو خالد، وابن عجلان فهما صدوقان.
والحديث حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (510).
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه". والحديث فيه قصة في أوله.
أخرجه مالك في الموطأ (2/ 987)، كتاب الكلام، باب ما جاء فيما يخاف من اللسان.
عن زيد بن أسلم، عن عطاء، وكلاهما ثقة إمام، إلَّا أنّه مرسل. وفي الباب =
= أيضًا عن أبي موسى الأشعري أخرجه الإِمام أحمد (4/ 398).
وأخرجه أبو يعلى في المسند (13/ 258: 7275).
قال الهيثمي (10/ 298): ورجال أبي يعلى ثقات، وفي رجال أحمد راوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات، والظاهر أن الراوي الذي سقط عند أحمد هو سليمان بن يسار. اهـ.
وقال الإِمام الدمياطي في المتجر الرابح (655): رجاله ثقات، وقال الحافظ في الفتح (9/ 309): إن إسناده حسن.
وعن أبي رافع رضي الله عنه أخرجه الطبراني.
وجوّد إسناده الحافظ في الفتح (9/ 309)، والهيثمي في المجمع (10/ 300)، والإِمام الدمياطي في المتجر الرابح (655).
وعن عائشة رضي الله عنها أخرجه أبو يعلى (8/ 140)، (4685).
قال الهمِثمي (10/ 300): رجاله رجال الصحيح. اهـ.
لكنّ فيه انقطاعًا، فسعيد بن أبي هلال لم يدرك ابن عباس الراوي عن عائشة، رضي الله عنهما.
وعن جابر رضي الله عنه أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 267)، وأخرجه أبو يعلى (3/ 381: 1855).
وفي إسناده: مغيرة بن سقلاب، وهو ضعيف. انظر اللسان (6/ 78).
وكل هذه الأحاديث ألفاظها بنحو حديث سهل بن سعد وأبي هريرة، رضي الله عنهما.
وهي تشهد لحديث الباب الضعيف وتقوّيه، والله أعلم.
1638 -
حَدَّثَنَا (1) أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، نبا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعاوية بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُول، عَنْ غُضَيْف بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْر قال: جاء عَطّاف بْنُ وَدَاعَة الهِلَالي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يا عطّاف أَلَكَ زَوْجَة؟ قَالَ: لَا، قَالَ: "وَلَا جَارِيَةٌ" (2) قال: لا، قال صلى الله عليه وسلم: "وأنت صحيح مُوسِر؟ " قال: نعم الحمد لله قال صلى الله عليه وسلم: فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ! إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ، فَإِنَّ من سُنتنا (3) النكاح، شِرَارُكم عزابكم، وأَرَاذِل أمواتكم (4) عُزّابكم، إِنَّ الشَّيْطَانَ مَا لَهُ فِي نَفْسِي سِلَاحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ مِنَ النساء، إلا المتزوجين، أولئك المطهّرون المُبَرَّؤون من الخَنَا، ويلك يا عطّاف إِنَّهُنَّ صواحبُ دَاوُدَ، وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ، وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ، وصواحب كرسف
…
" (5) الحديث.
"ويحك يا عطاف تزوج فإنك من المزيدين (6) "، قال: فقال عطاف: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ زَوّجْتك عَلَى اسْمِ اللَّهِ تعالى وبركته كريمة بنت كُلْثُوْم الحِمَيْرِي (7) "(8).
(1) القائل هو أبو يعلى.
(2)
في (حس): "جارته"، وهو خطأ.
(3)
في (سد): "سننا".
(4)
في (سع): "إمائكم".
(5)
وتمامه: "فقال له بشر بن عطية: ومَنْ كُرْسُفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "رَجُلٌ كَانَ يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام، يصوم النهار ويقوم الليل، ثم إنه كفر باللهِ العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان من عبادة الله عز وجل، ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه".
(6)
في (سد): "المزيد"، وفي المجردة:"المذبذبين".
(7)
لها ذكر في أسد الغابة (7/ 244)، والإصابة (4/ 396)، وتجريد أسماء الصحابة (2/ 300).
(8)
جاء في هامش الأصل طرق لهذا الحديث، وليس لها ذكر في بقية النسخ، وليست على شرط الحافظ في هذا الكتاب المختصَ بثمانية مسانيد وهذه التعليقة هي: نا مهنا بن يحيى، عن بقية، به، لكن قال: عن عطية عن عطاف.
ورواه يعقوب من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية، فلم يذكر في الإسناد غضيف.
ورواه ابن منده من رواية هشام بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، به وذكر غضيف.
قال: ورواه أشعت بن شعبة، عن معاوية، عن رجل من بجيلة، عن سليمان بن موسى، زاد رجلًا مبهمًا.
ونال ابن شاهين: نبا أحمد بن محمد بن شيبة، ثنا محمد بن بكير بن خالد النيسابوري، ثنا عبيد الله بن العاص بن الربيع الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعطّاف .. فذكره.
ابن البيلماني متروك.
وقال الطبراني في مسند الشاميين: نبا عبدان بن أحمد، ثنا جابر البصري، ثنا محمد بن عمر الرومي ثنا بن خزوب، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بسر، عن عطاف بن وداعة، فذكره بطوله.
وأخرجه العقيلي عن محمد بن خزيمة، عن محمد بن عمر، ثنا أبو صالح العمي [عن] العباس بن الفضل الأنصاري، ومسكين أبو فاطمة. كلهم عن برد، به.
وأخرجه أحمد من طريق أخرى.
1638 -
تخريجه:
الحديث في مسند أبي يعلى (12/ 260: 6856).
وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 250)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني.
وأورده البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ أ) بسند أبي يعلى.
وأورده كذلك في المجردة (2/ 198/ أ)، وعزاه لأبي يعلى والطبراني.
وهذا الحديث مداره على مكحول الدمشقي، وقد اختلف عليه فيه:
1 -
فرواه بَقِيَّةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ موسى، عن مكحول، عن غضيف عن عطية أخرجه أبو يعلى، كما هو هنا. =
= ومن طريقه أخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 3).
وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 85: 158)، وفي مسند الشاميين (2579)، من طريق عبد الجبار بن عاصم شيخ أبي يعلى.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 355)، من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية، به.
وأخرجه يعقوب بن شيبة -كما ذكره الحافظ هنا- من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية. ولم يذكر في الإسناد غضيف.
وأخرجه من طريق معاوية -أيضًا- البيهقي في شعب الإيمان.
وابن منده، وابن السكن كما في الإصابة (2/ 495)، إلَّا أنه قال: عن غضيف عن عطية، عن عكاف.
وتابعه يوسف الغساني عن سليمان بهذا الإسناد، كما في الإصابة.
قال ابن منده كما في الإصابة: ورواه أشعث بن شعبة، عن معاوية، عن رجل من بجلية، عن سليمان بن موسى. زاد رجلًا مبهمًا.
2 -
ورواه برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية، عن عكاف.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (380)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 356).
3 -
ورواه مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عن أبي ذر.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 171)، عن محمد بن راشد، قال سمعت مكحولًا يحدث عن رجل، عن أبي ذر.
وأخرجه الإِمام أحمد (5/ 163)، عن عبد الرزاق، وفيه زيادة سبقت في الحاشية.
الحكم عليه:
حديث الباب إسناده ضعيف لأن فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف، وبقية بن الوليد مدلس ولم يصرّح بالسماع. قال الهيثمي (4/ 258): فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. اهـ. =
= وذكر البوصيري في المجرّدة (2/ 198/ أ) ، أن السند ضعيف بسبب تدليس بقيّة.
وقد تابع معاوية يوسف الغساني. ولم أجد له ترجمة الآن.
وفي رواية معاوية اضطراب شديد:
فقد رواه معاوية عن سليمان، ورواه مرّة أخرى عن رجل عن سليمان فتبين أن في الإِسناد علّة.
ومرّة رواه من طريق مكحول عن غضيف عن عطية، ومرّة أخرى من طريق مكحول عن عطية، بغير ذكر غضيف.
ومرّة جعله من مسند عطية، ومرّة من مسند عكاف.
فهذا اضطراب ينبىء عن ضعف الحديث، وما أظن العلة إلَّا من معاوية هذا فإن ابن حبان قال فيه: كان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم.
وأما الطريق الثانية -وهي التي يرويها برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بسر، عن عكاف-، فهي طريق معلوله:
قال البخاري في ترجمة عطية (7/ 10): لم يقم حديثه.
وقال ابن حبان عن هذه الطريق: متن منكر، وإسناد مقلوب.
وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 356): لا يُتابع عليه يعني: عطية عن عكاف.
وأما الطريق الثالثة: ففيها رجل مجهول، وفيها مخالفة وشذوذ.
قال الحافظ في الإصابة (2/ 495): شذّ محمد بن راشد، فقال: عكاف بن بشر التميمي، وخالف في الإسناد أيضًا. اهـ.
فشذوذ محمد بن راشد في نسبة عكاف، وإلَاّ فهو عكاف بن وداعة الهلالي.
ومخالفته: في روايته له عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
وعلى ما سبق فكل هذه الطرق، كما قال الحافظ: لاتخلو من ضعف =
= واضطراب. اهـ.
وقال ابن الجوزي في العلل (2/ 119): وهذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر:
أخرجه ابن شاهين وهو الذي ذكره الحافظ هنا، وهو من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر.
ومحمد وأبوه ضعيفان، بل إن محمدًا متروك، قال الحاكم: روى عن أبيه عن ابن عمر المعضلات.
وقال ابن حبان: حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث موضوعة لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلَّا على جهة التعجّب. اهـ.
وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه. اهـ.
وانظر: المجروحين (2/ 264)، والكامل (6/ 2187)، والتهذيب (9/ 301).
إذًا فهذا الحديث لا يصلح للاستشهاد به، والله أعلم.
قال البوصيري في الإتحاف (3/ 61/ أ): الأسانيد كلها ضعيفة. اهـ.
ولبعض حديث الباب شواهد، كما سيأتي في حديث:"شراركم عزابكم"، وسبق في حديث:"من أحبّ فطرتي فليستنّ بسنتي"، والله تعالى أعلم.