الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني كيفية الجواب عن قادح منع وجود الوصف في الأصل
المعترض إذا منع وجود الوصف في الأصل، فإن جواب المستدل
يختلف باختلاف الحالتين السابقتين.
أما الحالة الأولى - وهي: منع المعترض وجود الوصف في الأصل
بناء على أصله هو - فإن المستدل يجيب عن هذا بأحد طريقين:
الطريق الأول: أن يفسر لفظ الوصف على نحو يسلم به
المعترض.
مثاله: قول المستدل: الوضوء عبادة يبطلها الحدث، فيشترط فيها
الترتيب قياسا على الصلاة.
فيقول المعترض: أنا أمنع وجود الوصف في الأصل، فالصلاة لا
يبطلها الحدث الذي لم يتعمد عندي.
فيجيب المستدل بقوله: أردت بقولي: " يبطلها الحدث ": أن
الحدث يمنع من إتمامها، وهذا مسلم به.
الطريق الثاني: أن يأتي المستدل بدليل يثبت فيه وجود الوصف في
الأصل.
مثاله: قول المستدل: الكلب حيوان يغسل الإناء من ولوغه سبعا
فلم يطهر جلده بالدباغ، قياسا على الخنزير.
فيقول المعترض: أنا أمنع الوصف في الأصل، وهو غسل الإناء
سبعاً من ولوغ الخنزير.
فيستدل المستدل - وهو القائس - على وجود الوصف في الأصل
بقوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا "،
فإذا وجب الغسل سبعا في الكلب وهو أدنى من الخنزير، فأولى أن
يجب الغسل من ولوغ الخنزير.
أما الحالة الثانية - وهي: منع المعترض وجود الوصف في الأصل
بناء على أصل المستدل - فإن المستدل يجيب عن هذا: بأن يفسر
المستدل لفظ الوصف بما يسلم به المعترض.
مثاله: قول المستدل: الطلاق معنى تتعلق صحته بالقول، فلم
يصح تعليقه على الشعر؛ قياسا على البيع.
فيقول المعترض: الوصف الذي ذكرته في الأصل غير موجود فيه؛
بناء على مذهبك؛ لأن البيع يصح عندك بالكتابة، ولا يتعين القول.
فيجيب المستدل بقوله: أنا أردت بقولي: " تتعلق صحته بالقول "
أي: أنه يصح بالقول، لا أني أريد أنه لا يصح إلا بالقول،
فصحته بالقول لا تنفي صحته بغيره، وهي الكتابة.