الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني بيان أنواع المعارضة في الأصل
قادح المعارضة في الأصل يتنوع من حيث استقلال العِلَّة التي يبديها
المعترض وعدم استقلالها إلى ثلاثة أنواع.
النوع الأول: أن يكون ما أبداه المعترض مستقلاً بالتعليل.
مثاله: قول المستدل: لا يجوز بيع الفواكه متفاضلاً؛ قياساً على
البر بجامع كونهما طعاما.
فيقول المعترض: ليست العِلَّة فى الأصل كونه مطعوما، وإنما
العلَّة هي: كونه مدخراً، وهذه العلة لا توجد في الفرع الذي هو
الفَواكه؛ حيث إنها لا تدخر، وعليه: فلا يجوز قياس الفواكه على
البر.
النوع الثاني: أن يكون ما أبداه المعترض جزءا من العِلَّة.
مثاله: قول المستدل: يجب القصاص على من قتل بالمثقل؛
قياسا على من قتل بالمحدد، والعِلَّة الجامعة بينهما: القتل العمد
العدوان.
فيقول المعترض: ليست العِلَّة في الأصل هي ما ذكرت، فقط،
بل لا بد أن تزاد جزءاً وهو لفظ: " بجارح "، فتكون العِلَّة كاملة
هي: القتل العمد العدوان بجارح، وهذه لا توجد فيَ الفرع،
وهو القتل بالمثقل، وعليه: فلا يقاس على القتل بالمحدد.
النوع الثالث: أن يكون ما أبداه المعترض تقييداً لعِلة المستدل
المطلقة.
مثاله: قول المستدل: الذي يتحول من اليهودية إلى النصرانية،
أو العكس فإنه يُقتل؛ لأنه بدَّل دينه، قياسا على المرتد.
فيقول المعترض: ليست العِلَّة في الأصل على إطلاقها، بل إنا
قلنا: إن المرتد يُقتل استدلالاً بقوله صلى الله عليه وسلم:
"من بدَّل دينه فاقتلوه "؛ حيث إنه خاص بتبديل الإسلام بالكفر فقط، وليست العِلَّة هي مطلق التبديل.