الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متهم.
فإن كان بشر استنكر الرؤية فقد كان حقهم أن يبينوا له النصوص في إثباتها، فإذا أقر تبين أنه كان معذورًا فيما فرط منه، وإن أصرّ هجروه عن بيِّنةٍ. اهـ.
وقال في ترجمته عن هذه القضية أيضًا: أما التجهم فقال ابن معين في بشر: "رأيته يستقبل البيت يدعوا على قوم يرمونه برأي يهم ويقول: معاذ الله أن أكون جهميًا". اهـ.
وقال عن حاله في الحديث: ثبته عبد الرحمن بن مهدي جدًّا (1). وقال أحمد: "حدثنا بشر بن السرى وكان متقنًا للحديث عجبًا". ووثقه ابن معين وغيره، واحتج به الشيخان في "الصحيحين" وبقية الستة.
ثم قال المعلمي: "على أن الإجماع انعقد بعد ذلك على عذره والاحتجاج بروايته". اهـ.
[124] بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي:
في "الفوائد"(ص 165) حديث: "فضل البنفسج على الأزهار كفضل الإسلام على سائر الأديان .. "
قال المعلمي: الخبر رواه الكديمي "ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف ثنا عمر بن حفص المازني عن بشر بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن أبيه - إلخ".
ورواه الطبراني "ثنا أحمد بن داود المكي ثنا حفص بن عمر المازني ثنا أرطاة بن الأشعث العدوي ثنا بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي عن محمد بن علي بن الحسن - إلخ"
(1) الذي ثبته هو أبو حاتم كما في الجرح (2/ 258)، والعلل (2074).
فالطريقان يجتمعان في بشر، وهو مجهول، في "لسان "الميزان" (1) أن الطوسي ذكره في رجال الشيعة، وأنه يروي عن جعفر وأبيه، فقد يكون بلاء هذا الخبر منه، افْتراهُ تارة على الباقر وتارة على الصادق، وقد يكون ممن بعده، ففي السند الأول: الكديمي، وفي الثاني: أرطاة بن الأشعث، وكلاهما هالك، فأما المازني فلم أعرفه سواء أكان عمر بن حفص أم حفص بن عمر، والذي حرّق الإمام أحمد حديثه يقال له "العبدي" له ترجمة مبسوطة في "اللسان"، والظاهر أنه غير المازني. اهـ.
[125]
بشر بن عبيد (2) أبو عليّ الدارسي البصري:
"الفوائد"(ص 80): "تالف"(3). وينظر (ص 61، 273).
(1)(2/ 24 - 25)، وراجع أيضًا (1/ 337 - 338) ترجمة أرطاة بن الأشعث.
(2)
هو كذلك في "الجرح"(2/ 362)، و"الكامل"(2/ 15)، و"الأنساب": الدارسي، و"الميزان"(1/ 320)، و"اللسان"(2/ 26)، وجاء في "الفوائد":"ابن عبيد الله" وهو موافق لما في الأصلين المطبوع عنهما كتاب "الثقات" لابن حبان (8/ 141) وأظنه خطئًا فأثبتُّ الأكثر.
(3)
ذكره ابن أبي حاتم بغير جرح أو تعديل، وقال: سمع منه أبي بالبصرة في الرحلة الثانية أيام أبي الوليد وسليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق".
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عن حماد بن سلمة والبصريين، وعنه يعقوب ابن سفيان الفارسي.
وقال الذهبي: كذبه الأزدي.
وذكره ابن عديّ في "الكامل" وقال: "منكر الحديث عن الأئمة". وأورد له مناكير ثم قال: وبشر هذا هو بيّن الضعف أيضًا، ولم أجد للمتكلمين [كذا ولعلها: للمتقدمين] كلام [كذا والجادة: كلامًا] ومع ضعفه أقل جُرمًا من بشر بن إبراهيم الأنصاري، لأن بشر بن إبراهيم روى عن ثقات الأئمة أحاديث موضوعة يضعها عليهم، وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله أو مجهول أو محتمل أو يروي عمن يرويه عن أمثالهم". اهـ.
قلت: فالظاهر أن أبا حاتم سمع منه أحاديث محتملة، ثم ظهرت لبشر تلك المناكير التى حدث بها بعد ذلك، فكذبه لأجلها الأزدي -وهو مسرف في الجرح- وضعَّفه بها ابن عديّ، ففي الجملة هو ضعيف لا يعتبر به، والله أعلم.