الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقدّموه في روايته عن سعيد (بن أبي عروبة)، قال الإمام أحمد:"كان عالمًا بسعيد". وسئل أبو داود عنه وعن السهمي في حديث ابن أبي عروبة؟ فقال: عبد الوهاب أقدم. فقيل له: عبد الوهاب سمع زمن الاختلاط "يعني اختلاط سعيد" فقال: من قال هذا؟! سمعت أحمد يقول: عبد الوهاب أقدم".
وقال ابن سعد: "لزم سعيد بن أبي عروبة، وعُرف بصحبته، وكتب كتبه". وقال البخاري: "يكتب حديثه. قيل له: يحتج به؟ قال: أرجو إلا أنه كان يدلس عن ثور وأقوام أحاديث مناكير"(1). وسعيد ثقة جليل إلا أنه اختلط بأخرة، وسماع عبد الوهاب منه قديم (2). اهـ.
[483] عبد الوهاب بن موسى أبو العباس الزهري
.
عن مالك بن أنس.
في "الأنوار الكاشفة"(ص 112 - 114) خبر أخرجه الخطيب عن مالك: "أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي وهى زوجته فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي -أي كعب الأحبار- يقول إنك من أبواب جهنم فقال عمر: ما شاء الله، ثم خرج فأرسل إلى كعب، فجاءه فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة، فقال عمر: ما هذا؟ مرّة في الجنة ومرّة في النار؟ قال كعب: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها، فإذا متّ اقتحموا. وقد صدقت يمينه .. فقد قتل عمر في ذي الحجة سنة (23 هـ) "(3).
(1)"تهذيب التهذيب"(6/ 453)، وفي "ضعفائه الصغير" (ت 233):"ليس بالقوي عندهم، وهو يحتمل".
(2)
وانظر ترجمة سعيد مع التعليق عليها.
(3)
قال الحافظ ابن حجر في "اللسان"(4/ 91): قد ذكر الخطيب عبد الوهاب بن موسى صاحب الترجمة في "الرواة عن مالك"، وكناه: أبو العباس، ونسبه زهريًا، وأورد له من طريق سعيد بن أبي مريم، عنه، عن مالك، عن عبد الله بن دينار أثرًا موقوفًا على عمر في قصة له مع كعب الأحبار، وقال: إنه تفرد به، ولم يذكر فيه جرحًا. =
تناول الشيخ المعلمي ما في هذه الحكاية مما يُستنكر؛ من بيان وقت موت عمر على التحديد، فقد كان عمر في شهر ذي الحجة سنة (23) حاجًا. . إلى آخر ما قال رحمه الله، ثم قال:
"وبعْدُ فسند الحكاية غير صحيح، تفرد بها عن مالك رجل يقال له "عبد الوهاب ابن موسى" لا يكاد يعرف، وليس من رجال شيء من كتب الحديث المشهورة، ولا ذكر في تاريخ البخاري ولا كتاب ابن أبي حاتم، بل قال الذهبي في "الميزان": "لا يُدرى من ذا الحيوان الكذاب" (1).
وفي مقدمة "صحيح مسلم": "الذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئًا ليس عند أصحابه قُبل منه .. "(2).
وهذا الرجل لم يمعن في المشاركة فضلًا عن أن يكون ذلك على الموافقة.
لكن هذا الشرط لا يتقيّد به بعض المتأخرين كابن حبان والدارقطني (3). ومن ثمّ -والله أعلم- وثّق الدارقطني عبد الوهاب هذا وزعم أن الخبر صحيح عن مالك.
= وأورده الدارقطني في "الغرائب" من هذا الوجه، وقال: هذا صحيح عن مالك، وعبد الوهاب ابن موسى ثقة، ومن دونه كذلك" اهـ. كلام الحافظ.
(1)
قال الذهبي في "الميزان"(2/ 684): عبد الوهاب بن موسى. عن عبد الرحمن بن أبي الزناد بحديث: إن الله أحيا لي أمي فآمنت بي" الحديث. لا يُدرى مَنْ ذا الحيوان الكذاب؛ فإن هذا الحديث كذب مخالف لما صَحَّ أنه صلى الله عليه وسلم استأذن ربه في الاستغفار لها فلم يؤذن له. اهـ.
(2)
(ص 7) من "مقدمة مسلم"، وبقيته، فأما من تراه -يعني من الرواة- يَعْمد لمثل الزهري -أو مالك كما في مثالنا- في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، وحديثه عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابه عنه حديثه على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنه -يعني ذاك الراوي- العددَ من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابه، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبولُ حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم. اهـ. بتصرف.
(3)
انظر مزيدًا من البيان: القسم الخاص بمناهج أئمة النقد والمصنِّفين، من كتابنا هذا.