الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[530] علي بن سعيد بن بشير بن مهران الرازي الحافظ أبو الحسن نزيل مصر ومحدثها:
"الفوائد"(ص 246): "مجروح، ترى ترجمته في "اللسان" (4/ 231) ".
وفي (ص 357): "مع الأسف: حافظ، لكنه فاجر له ترجمة في "اللسان" وفيها عن الحافظ الثقة حمزة بن يوسف السهمي "سألت الدارقطني عنه فقال: ليس في حديثه بذلك، وسمعت بمصر أنه كان والي قرية وكان يطالبهم بالخراج فما يعطونه فيجمع الخنازير في المسجد. فقلت: كيف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ثم قال: في نفسي منه وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر وأشار بيده وقال: هو كذا وكذا -ونفض يده- يقول: ليس بثقة".
[531] علي بن صالح بن صالح بن حيّ الهمداني أبو محمد الكوفي، أخو الحسن بن صالح:
"التنكيل"(2/ 120): "ثقة".
[532] علي بن صدقة:
"التنكيل" رقم (161) قال الكوثري: "كثير الإغراب". فقال الشيخ المعلمي: "ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يغرب". وابن حبان قد يقول مثل هذا لمن يستغرب له حديثًا واحدًا أو زيادة في حديث، فقول الأستاذ: "كثير الإغراب" من تصرفاته". اهـ.
[533] عليّ بن أبي طلحة -سالم- مولى بني العباس، سكن حمص:
"التنكيل"(2/ 310): "أجمع الحفاظ كما في "الإتقان" عن الخليلي على أنه لم يسمع من ابن عباس، وقال بعضهم: إنما يروي عنه بواسطة مجاهد أو سعيد بن جبير، ولا دليل على أنه لا يروي عنه بواسطة غيرهما"(1). اهـ.
(1) قال فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في تعليقه على هذا الموضع من "التنكيل": =
. . . . . . . . . . . . . . .
= أما رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فأقصى ما يكون من أمرها أن يكون أخذها عن مجاهد وابن جبير، وهما من خيار ثقات أصحاب ابن عباس، فاستندت إلى أقوى ركنين من أركان الرواة عن ابن عباس، فزادت قوة بما يظن أنه يوهنها، ولذلك اعتمدها أئمة التفسير بالمأثور كابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما. اهـ.
فتعقبه فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بقوله: ما ذكر فضيلته في رواية علي عن ابن عباس وجيه إن ثبت أن بينهما مجاهد وسعيد، ولكن أَيْنَ السند بذلك؟. وما ذكره من اعتماد ابن جرير وابن أبي حاتم لروايته عن ابن عباس فيه نظرة فإن مجرد الاعتماد على الرواية لا يدلُّ عَلَى ثبوت إسنادها؛ لجواز أن يكون هناك ما يشهد لها من سياق أو سبب نزول أو غير ذلك مما يسوغ به الاعتماد على الرواية مع كون إسنادها في نفسه ضعيفًا.
على أنه ليس من السهل إثبات أن الإمامين المذكورين اعتمدا هذه الرواية في كل متونها، اللهم إن كان المقصود بالاعتماد المذكور إنما هو إخراجهما لها، وعدم الطعن فيها، وحينئذٍ فلا حجة في ذلك لثبوت إخراجهما لكثير من الروايات بالأسانيد الضعيفة. اهـ.
أقول:
قد أطلق المتقدمون أن عليّا أرسل عن ابن عباس ولم يسمع منه، وممن قال ذلك: ابن معين، ودحيم، وأبو حاتم الرازي، وابن حبان، وأبو أحمد الحاكم، ونقل الخليلي في "الإرشاد"(1/ 394) إجماع الحفاظ على ذلك.
ولم يذكر أحدٌ ممن أسلفنا ذكره ولا غيرهم أن عليا إنما حمل تفسير ابن عباس عن مجاهد أو سعيد ابن جبير.
بل قال يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه: سئل -يعني صالح بن محمد (جزرة) - عن علي بن أي طلحة: ممن سمع التفسير؟ قال: مِنْ لا أَحَدَ، وروى عنه الثقات، مثل بديل بن ميسرة، والحكم ابن عتيبة، وداود بن أبي هند، ومعاوية بن صالح، وسفيان الثوري. فلا أدري هو كوفي، أو شامي أو بصري، لأنه روى عنه الكوفيون والشاميون وغيرهم اهـ. "تاريخ بغداد"(11/ 428 - 429).
والأقرب أن يكون مقصوده بقوله: "مِنْ لا أَحَدَ" أي مِنْ لا أَحَدَ معيَّن، وإنما سَمعه من هاهنا وهاهنا.
ويبعد أن يحمل كلامه على ظاهره فيكون مقصوده أنه ما سمعه من أحدٍ أصلا، وإنما رواه عن ابن عباس -يعني افتراء وكذبًا، ويؤيدُ هذا البُعْدَ قولُه: وروى عنه الثقات .. وكذلك فإنه لم يرمه أحدٌ من الأئمة بشيء من ذلك، وإن ضعفه بعضهم.
وقال أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3 / رقم (1372)، وهو كذلك في مصورة الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة (ق 77 / ب):"لم يسمع من ابن عباس شيئًا، ولا يتابع في تفسيره عن ابن عباس". وقال الذهبي في ترجمة علي بن أبي طلحة من "تاريخ الإسلام": قال أبو أحمد الحاكم: ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يُروى عن معاوية بن صالح عنه". =
. . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما قول دحيم: لم يسمع علي بن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وقد حدثنا عبد الله بن يوسف (وهو التنيسي)، عن عبد الله بن سالم (وهو الأشعري) عن علي بن أبي طلحة عن مجاهد. (ذكره ابن أبي حاتم في الجرح)، فليس في هذا السياق ما يدل على أن عليًّا إنما سمع التفسير من مجاهد، بل مراد دحيم أن عليًّا له رواية عن مجاهد، ومجاهد يروي عن ابن عباس، فلعل عليا سمع بعض ما يحدث به من تفسير ابن عباس بواسطة مجاهد، لكن ليس في هذا حصر بذلك كما هو واضح، ولو أراد الحصر لبَيَّنه؛ إذ هو في مقام الكلام عن سماع علي من ابن عباس.
أما سعيد بن جبير فإني لم أر أحدًا ذكر أن علما روى عنه أصلًا، فضلًا عن أن يكون سمع منه التفسير.
وقد قال المزي في ترجمة عليّ من "تهذيب الكمال"(20/ 490): "روى عن عبد الله بن عباس مرسل، بينهما مجاهد" اهـ. وقال الذهبي في "الميزان": "أخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد، فلم يذكر مجاهدًا، بل أرسله عن ابن عباس. . روى معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس تفسيرًا كبيرًا ممتعًا". اهـ.
ونقل السيوطي في آخر كتابه "الدر المنثور"(8/ 699) عن الحافظ ابن حجر في كتابه "العجاب في بيان الأسباب" قوله: "عليّ صدوق، ولم يلق ابن عباس، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، فلذلك كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة" اهـ.
أقول: سبق أنه لم يصرح أحدٌ من المتقدمين بأن عليًّا إنما سمع تفسير ابن عباس من مجاهد، وقول الحافظ ابن حجر "لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه" توسع غير مقبول؛ لأنهم لم يذكروا في شيوخ عليّ ممن يروي عن ابن عباس سوى مجاهد والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
والظاهر أنهم أخذوا ذلك توهمًا من قول دحيم السابق، ومن ثبوت رواية عليّ عن مجاهد -كما ذكره البخاري في التاريخ وأبو حاتم وغيرهما وأسنده دحيم بإسناد صحيح- وأن عليًّا لم يرو عن أحدٍ ممن روى عن ابن عباس سوى مجاهد والقاسم، فتحصل عندهم من ذلك أن عليًّا إنما أخذ التفسير عن مجاهد؛ لأنه لا سبيل له إلى ابن عباس -مع ثبوت عدم سماعه منه- إلا ذلك؛ وذلك أنَّ مجاهدًا معروفٌ برواية التفسير دون القاسم.
لكن يبقى أنه ليس بكافٍ في الجزم بما سبق من الحصر، لأنه قد يَسمع عليٌّ من غير مجاهد عن ابن عباس فيرسله، ولا يذكر مَنْ أخذ عنه في شيء من روايته حتى يُعرف بأنه من شيوخه، ولا يخفى احتمال ضعف بعض هؤلاء الذين سمع منهم فأسقطهم.
ثم إنَّ عليًّا في نفسه -وإن كان صدوقًا- إلا أنه ليس مِمَّنْ يُحتَج به. فالإمام أحمد وإن وثقه في روايةٍ، فقد قال مَرَّة، له أشياء مناكير. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة (2/ 457):"ضعيف الحديث منكر ليس بمحمود المذهب" وقال في موضع آخر من المعرفة أيضًا (3/ 65): "ليس هو بمتروك ولا حجة هو". وسبق قول أبي أحمد الحاكم فيه. =