الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا اشتبه الأمر في المنقول عن إمام، وجب الرجوع إلى المنقول عن غيره، وقد ذكرت في "الطليعة" توثيق الأئمة المؤمل (1)، وبذلك يرجح رجحانًا ظاهرًا أن ابن معين لم يضعفه (2)، والله المستعان. اهـ.
[765] مهنأ بن يحيى أبو عبد الله شامي الأصل، من كبار أصحاب الإمام أحمد ابن حنبل:
"التنكيل" رقم (255) قال الكوثري: "قال أبو الفتح الأزدي .. منكر الحديث، وتابعه الخطيب".
فقال الشيخ المعلمي: "الأزدي نفسه متكلم فيه، حتى رُمي بالوضع، وقد ردّ ابن حجر في مواضع من: "مقدمة الفتح" جرْحهُ وبيّن أنه لا يُعتد به.
وقول الكوثري: "وتابعه الخطيب" باطل، فقد روى ابن الآبنوسي عن الخطيب:"كل من ذكرت فيه أقاويل الناس من جرح أو تعديل فالتعويل على ما أخّرْتُ". كما في "تذكرة الحفاظ"(ج 3 ص 315).
وهاهنا بدأ الخطيب في ترجمة مهنأ بحكاية قول الأزدي، ثم أتبعها برواية السلمي عن الدارقطني:"ثقة نبيل"، ثم ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه، فعلم بذلك أن التعويل عنده على التوثيق.
وبهذا يعلم ما في عبارة ابن الجوزي في "المنتظم"(ج 8 ص 368) في تجنياته على الخطيب: "ذكر مهنأ بن يحيى وكان من كبار أصحاب أحمد وذكر عن الدارقطني أنه قال: مهنأ ثقة نبيل، وحكى بعد (!) ذلك عن أبي الفتح الأزدي .. وهو يعلم أن
(1) قال أبو حاتم: "صدوق" وقال النسائي: "لا بأس به" وقال مرة: "ثقة"، وقال مسلمة بن قاسم:"ثقة صدوق". "الطليعة"(ص 46).
(2)
يعني ضعفًا مطلقًا، ولا يعارض هذا حمل كلمة ابن الجنيد على التليين الهيِّن، والله تعالى أعلم.
الأزدي مطعون فيه عند الكُلّ .. فلا يستحي الخطيب أن يقابل قول الدارقطني في مهنأ بقول هذا ثم لايتكلم عليه؟ ".
أقول: عفا الله عنك يا أبا الفرج، ما أرى الباعث لك على التجني على الخطيب إلا ما قدمته في ترجمته (1).
وعليك في كلامك هذا مؤاخذات.
الأولى: أن الموجود في "تاريخ الخطيب" تعقيب كلمة الأزدي بحكاية السلمي عن الدراقطني كما مرّ.
الثانية: أن هذا مع ذكر مكانة مهنأ عند أحمد وثناء أصحابه عليه في قوة الردّ على كلمة الأزدي كما مرّ.
الثالثة: أنك إذْ ذكرت ما قيل في الأزدي كان ينبغي أن تذكر ما قيل في السلمي حاكي التوثيق عن الدارقطني، وقد ذكرت ترجمته في "المنتظم" (ج 8 ص 6) وفيها قول محمد بن يوسف القطان:"كان أبو عبد الرحمن غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيِّع حدث عن الأصم بـ "تاريخ يحيى بن معين" وبأشياء كثيرة سواها، وكان يضع للصوفية الأحاديث". ولم تتعقبْ هذا ولا ذكرت ما يخالفه (2).
الرابعة: أن الأزدي ذكر متمسكه، فلا يسوغ ردّ قوله إلا ببيان سقوط حجته.
أما متمسك الأزدي فهو أن مهنأ روى عن زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن جابر حديثًا في الجمعة.
(1) يعني ترجمة الخطيب، وراجع ترجمة ابن الجوزي من كتابنا هذا في قسم تراجم الأئمة والمصنفين.
(2)
راجع ترجمة محمد بن الحسين السلمي من كتابنا هذا.