الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[290] زياد بن عبد الله بن الطفيل البكّائي العامري أبو محمد الكوفي:
قال السيوطي: "هو ثقة، روى له الشيخان، لكن عدّ هذا من مناكيره". يعني حديث بلال في تثنية الإقامة كالأذان.
قال المعلمي تعليقًا على "الفوائد"(ص 18): "زياد وثقوه في روايته لمغازي ابن إسحاق، وليس هذا منها، وفيه ضعف في غيرها، أخرج له مسلم ما ثبت من طريق غيره (1)، أما البخاري فعنده حديث في الجهاد (2) أخرجه عن عبد الأعلى، وعن زياد، كلاهما عن حميد عن أنس، وقد أخرجه في غزوة أُحد عن محمد بن طلحة عن حميد، وأخرجه مسلم عن ثابت عن أنس، وزياد في سند البخاري، قيل: إنه هذا، وتردد فيه ابن حجر (3) في الفتح (6/ 16) ". اهـ.
[291] زيد بن أسلم القرشي العدوي أبو عبد الله المدني مولى عمر بن الخطاب:
عن أنس وعنه حفص بن ميسرة.
"الفوائد"(ص 483): "ربما دلّس (4)، وأنس رضي الله عنه كان بالبصرة، وبها أصحابه
(1) له في مسلم ثلاثة أحاديث: الأول: في كتاب الصلاة (1 / ص 365 رقم 510) متابعةً، والثاني: في كتاب الصيام (2 / ص 759، رقم 1080/ 6)، والثالث: في كتاب الحج (2/ 933، رقم 271) وكلاهما في آخر الباب.
(2)
الفتح (6/ 21، رقم 2805) في صدر الباب ولكنه مقرون بعبد الأعلى، وهو السامي - بالمهملة.
(3)
قال: "لم أره منسوبًا في شيء من الروايات -يعني زيادًا- وزعم الكلاباذي ومن تبعه أنه ابن عبد الله البكائي -بفتح الموحدة وتشديد الكاف- وهو صاحب ابن إسحاق وراوي المغازي عنه، وليس له ذكر في البخاري سوى هذا الموضع". اهـ
(4)
أقول: زيد معروف بأنه يرسل عن بعض الصحابة، كأبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة وغيرهم. أما التدليس، فقد قال الحميدي "مسنده" (1/ 81 - 82): ثنا سفيان -يعني ابن عيينة- عن زيد بن أسلم بمنى: قال عبد الله بن عمر .. ، وساق حديثًا في المصلِّي يردُّ السلامَ بالإشارة، فقال سفيان: فقلتُ لرجل: سَلْهُ، أنت سمعته من ابن عمر؟ فقال: يا أبا أسامة -يعني زيدًا-: أسمعْته من ابن عمر؟ قال: أما أنا قد كلمته وكلمني - ولم يقل: سمعته منه". اهـ. =
. . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد رَوى حديث ابن عمر هذا: الدارمي (1/ 316) عن يحيى بن حسان -وهو التنيسي البكري أبو زكريا البصري: ثقة متفق عليه صاحب حديث، والنسائي (1/ 314)"الكبرى" عن محمد بن منصور المكي -ثقة- وابن ماجه (1/ 325) عن علي بن محمد الطنافسي -ثقة- جميعًا عن ابن عيينة بدون قصة السؤال.
لَكِنَّ الحميدي ثقة إمام. قال أحمد: الحميدي عندنا إمام. وقال أبو حاتم: أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة، وهو ثقة إمام.
وقال الحميدي: جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة أو نحوها.
فلا يستنكر اختصاص الحميدي بسؤال ابن عيينة هذا.
وقد تابعه عليه بنحوه إسحاق بن إسماعيل الأيلي، رواه من طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" كما سيأتي.
لكن وقع عند ابن خزيمة في "صحيحه"(888) عن عبد الجبار بن العلاء، قال سفيان:"قلت لزيد: سمعت هذا من ابن عمر؟ قال: نعم".
كذا، ولم يصرح عبد الجبار بسماعه من سفيان، ورواية الحميدي والأيلي أثبت.
وقد نقل الحافظ ابن رجب في "الفتح الباري"(9/ 360، 361) عن ابن المديني ويعقوب بن شيبة قولهما بعدم سماع زيد لهذا الحديث من ابن عمر.
وزيد قد ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه "تعريف أهل التقديس" في المرتبة الأولى من الموصوفين بالتدليس -وهم من لم يوصف بذلك إلا نادرًا- ترجمة رقم (11) وأشار إلى هذا الأثر وفيه السؤال، ثم قال: في جواب زيد إشعار بأنه لم يسمع هذا بخصوصه من ابن عمر، مع أنه مكثر عنه فيكون دَلَّسَهُ". اهـ.
ووقع في النسختين المطبوعتين من كتاب المدلسين لابن حجر: قال ابن عبيد، وهو تحريف، والصواب: قال ابن عيينة وهو سفيان كما مَرَّ.
ودفع ابن التركماني في "الجوهر النقي" ظاهر جواب زيد بقوله: "يحتمل أن يريد: كلمني بهذا الحديث، ولا ينافي ذلك قول الراوي عنه: "ولم يقل سمعته" إِذْ لا يلزم من عدم قوله: "سمعته" أن لا يكون سمعه، بل قام قوله: "كلمني" مقام قوله: "سمعته".
أقول: فَلِمَ حاد زيد عن التصريح بسماعه ذاك الحديث من ابن عمر؟ ومن المعروف أن الرواة يحرصون على إبراز السماع، لا سيما إذا سُئلوا عنه.
وفي "التمهيد" لابن عبد البر (1/ 36) تأييدٌ لهذا؛ فقد رواه من طريق أبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل الأيلي عن ابن عيينة، وفيه:
"قال سفيان بن عيينة: فقلت لرجل: سَلْ زيد بن أسلم -وفرقْتُ أن اسأله-: هل سمعتَ هذا من ابن عمر؟ فقال له: يا أبا أسامة: أسمعتَه من ابن عمر؟ قال زيد: أما أنا فقد رأيته. =
الملازمون له المكثرون عنه، فكيف يفوتهم هذا الخبر (1)، ويتفرد به زيد ابن أسلم المدني؟ ثم كيف يفوت أصحاب زيد الملازمين له المكثرين عنه ويتفرد به عنه هذا الصنعاني -حفص بن ميسرة؟ مع أن هذا الخبر مرغوب فيه كما يُعلم من كثرة الروايات الواهية له". اهـ.
- زيد بن الحُباب أبو الحسين العُكْلي الكوفي خرساني الأصل.
انظر ترجمة "عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي".
* * *
= قال أبو عمر: جواب زيد هذا جواب حيرة عما سئل عنه، وفيه دليل والله أعلم على أنه لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر، ولو سمعه منه لأجاب بأنه سمعه ولم يجب بأنه رآه، وليست الرؤية دليلا على صحة السماع". اهـ.
وفي "جامع التحصيل"(ص 178): "قال علي بن المديني: سئل سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم، فقال: ما سمع من ابن عمر إلا حديثين". اهـ.
فكأن زيدًا لمّا لم يصرح بالسماع في هذا الحديث، شك ابن عيينة في ذلك فسأل، وهذا يدل أن زيدًا ربما أَوْهَم السماع وهو لم يسمع، وإلا لما احتاج ابن عيينة إلى السؤال، ولما نصَّ على أن زيدًا إنما سمع من ابن عمر حديثين فقط، وأن الباقي غير مسموع، وهذا تدليس.
فائدة:
رواية زيد عن ابن عمر في "الصحيحين"، أما البخاري فله عنده حديثان:
الأول: رقم (5767) بصيغة (عن) لكنه كان قد أخرجه برقم (5146) بلفظ: (سمعت ابن عمر).
الثاني: رقم (5783) من طريق مالك عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم يخبرونه عن ابن عمر، فهو مقرون. وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (10/ 266) أن الإمام أحمد أخرجه من طريق معمر عن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن عمر.
وأخرج له البخاري عن أبيه عن ابن عمر في ثلاثة مواضع، أرقامها:(1805، 3687، (4901).
وأما مسلم فله عنده الحديث الثاني عند البخاري، من نفس طريق مالك، وهو رقم (2085/ 42).
يتبين من ذلك أن الشيخين لم يحتجَّا من روايته عن ابن عمر، إلا بما ثبت سماعه منه، أو تابعه عليه غيره والله تعالى أعلم.
(1)
هو خبر: "ما من معمّر يعمّر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه أنواعًا من البلاء: الجنون والجذام والبرص .. ".