الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتحصل من هذا أنهم لم يخرجوا عنه إيثارًا للعلو من غير طريقه، على النزول من طريقه، وراجع ترجمة إبراهيم بن شماس.
هذا وقد روى عنه الإمام أحمد وهو لا يروي إلا عن ثقة كما يأتي في ترجمة محمد بن أعين، وروى عنه أيضًا إبراهيم بن موسى وأبو حاتم وقال:"صدوق". وقال الحاكم: "ركن من أركان الحديث". اهـ
[273] رزين بن معاوية بن عمّار أبو الحسن العبْدريّ الأندلسي السّرقُسْطِيّ:
قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 49): "ولقد أدخل -يعني رزين- في كتابه الذي جمع فيه بي دواوين الإسلام بلايا وموضوعات لا تعرف، ولا يُدرى من أين جاء بها، وذلك خيانة للمسلمين، وقد أخطأ ابن الأثير خطًا بينًا بذكر ما زاده رزين في "جامع الأصول"، ولم ينبه على عدم صحته في نفسه إلا نادرًا، كقوله بعد ذكر هذه الصلاة -يعني صلاة الرغائب- ما لفظه: هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين، ولم أجده في واحد من الكتب الستة، والحديث مطعون فيه".
علّق الشيخ المعلمي هاهنا بقوله:
"رزين معروف وكتابه مشهور، ولم أقف عليه ولا على طريقته وشرطِه فيه، غير أنه سماه فيما ذكر صاحب "كشف الظنون" (1): تجريد الصحاح الستة "هي: الموطأ، والصحيحان، وسنن أبي داود، والنسائي، والترمذي".
= وقد قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" الطبقة (23): "من كبار أصحاب الحديث، لكنه مات قبل أن ينتشر ذِكْرُه".
وهو مترجم أيضًا في "الجرح"(3/ 503)، و"الثقات"(8/ 247) وغيرها.
(1)
(1/ 345).
ويظهر من "خطبة جامع الأصول"(1) لابن الأثير: أن رزينًا لم يلتزم نسبة الأحاديث إلى تلك الكتب، بل يسوق الحديث الذي هو فيها كلها والحديث الذي في واحد منها كجامع الترمذي مُغْفِلًا النسبة في كل منها، فعلى هذا لا يستفاد من كتابه في الحديث، إلا أنه في تلك الكتب أو بعضها، ومع ذلك زاد أحاديث ليست فيها ولا في واحد منها.
فإذا كان الواقع هكذا ومع ذلك لم ينبه في خطبة كتابه أو خاتمته على هذه الزيادات، فقد أساء، ومع ذلك فالخطب سهل؛ فإن أحاديث غير الصحيحين من تلك الكتب ليست كلها صحاحًا، فصنيع رزين - وإن أوهم في تلك الزيادات أنها في بعض تلك الكتب، فلم يوهم أنه صحيح ولا حسن، وأحسب الأحاديث التي زادها كانت وقعت له بأسانيده؛ فإنها أحاديث معروفة في الجملة، ومنها: حديث صلاة الرغائب، فإنه مختصر الخبر المتقدم (2)، والخبر المتقدم حدث به علي بن عبد الله ابن جهضم المتوفي سنة (414) وكان ابن جهضم شيخًا لحرم مكة، وإمامًا به، وجاء بعده رزين، فإن وفاته سنة (535) وكان بمكة، فالظاهر أنه وقع له الحديث بسنده إلى ابن جهضم، ولم يكن رزين من أهل النقد فلم يعرف حال الحديث.
ورزين لم يُذْكرْ في "الميزان"، ولا فيما استدرك عليه، وذكره الذهبي عند ذكر المتوفن سنة (535) في "تذكرة الحفاظ"(3)، وذلك في ترجمة إسماعيل التيمي قال:"والمحدث أبو الحسن رزين .. مؤلف جامع الصحاح، جاور بمكة وسمع عن الطبري وابن أبي ذر".
(1)(1/ 48).
(2)
خبر: رجب شهر الله، وشعبان شهرى، ورمضان شهر أمتي ..
(3)
(4/ 1281).