الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[726] مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة. ثنا محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة:
"الفوائد"(ص 460): "فيه كلام،. وبهذا السند غرائب تجد بعضها في ترجمة مروان من اللسان". اهـ.
[727] مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو عبد الملك الأموي المدني:
قال المعلمي في "الأنوار الكاشفة"(ص 281): "اعتبر البخاري أحاديث مروان فوجدها مستقيمة معروفة لها متابعات وشواهد، ووجد أن أهل عصر مروان كانوا يثقون بصدقه في الحديث، حتى روى عنه سهل بن سعد الساعدي وهو صحابي، وروى عنه زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
بقي عدالته في سيرتة، فلعل البخاري لم يثبت عنده ما يقطع بأن مروان ارتكب ما يخلّ بها غير متأول.
وعلى كل حال فلا وجه للتشنيع (1)، إذ ليست المفسدة في الرواية عمن تذم حاله في الصحيح ما دام المروي ثابتًا من طريق غيره.
ألا ترى أنه لو وقع في سند إلى بعض ثقات التابعين أنه سمع يهوديًا يقول لعلي ابن أبي طالب: سمعت نبيكم يقول كيت كيت. فقال علي: وأنا سمعته يقول ذلك: لصح إثبات هذا الخبر في الصحيح وإن كان فيه صورة الرواية عن يهودي؟ فما بالك بمروان، مع أن روايته لا تخلو من تقويةٍ لرواية غيره لأنه على كل حال مسلمٌ قد عُرف تحرِّيه الصدق في الحديث
…
ومن تتبع أحاديث مروان الثابتة عنه علم أن البخاري لم يبْنِ شيئا من الدين على روايةٍ تفرد بها لفظا ومعنى. اهـ.
(1) يعنى: عَلَى البخاري بإخراجه حديث مروان.
وقد أشار الشيخ المعلمي إلى الوهم الواقع في عبارة الحافظ ابن حجر في "الإصابة" و"مقدمة الفتح" أن عروة بن الزبير قال: "كان مروان لا يتهم في الحديث".
فقد قال البخاري في ترجمة مروان من "التاريخ الكبير"(7/ 368): "نا محمد بن سعيد قال: نا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال:. أخبرني مروان بن الحكم قال: فلا إخاله يتهم علينا .. ثم ذكر حديثا في فضل الزبير بن العوام رضي الله عنه".
فعلّق المعلمي على قول عروة: "فلا إخاله يتهم علينا"، بقوله:
"هكذا في الأصلين، وفي مسند أحمد في هذه القصة "وما إخاله يتهم علينا". "المسند" (1/ 64).
ومعنى هذه العبارة كما لا يخفى أن مروان لا يتهم بأن يكذب في فضيلة لآل الزبير، مع ما بينه وبينهم من الشحناء منذ قتل عثمان، واتهم الزبير بأنه ممن ألّب عليه.
وفي ترجمة مروان من "الإصابة" و"مقدمة الفتح" أن عروة قال: "كان مروان لا يتهم في الحديث".
وفي "التهذيب"(10/ 92): "وقول عروة بن الزبير: كان مروان لا يتهم في الحديث هو في قصة ذكرها البخاري (بياض) في قصة نقلها عن مروان عن عثمان في فضل الزبير".
أقول: بين العبارتين بون شاسع كما لا يخفى، والله المستعان (1). اهـ.
(1) عبارة "التاريخ الكبير" تفيد نفي التهمة عن مروان في أمر خاص، وهو تحديثه بفضيلة لمن بينه وبينهم عداوة، وهم آل الزبير.
وعبارة الحافظ ابن حجر تفيد نفي التهمة عن مروان في الحديث بعامَّة.
ويظهر أنَّ الشيخ المعلمي قد قال مقالته السابقة في "الأنوار الكاشفة": "قد عرف تحريه الصدق في الحديث" أخذًا بظاهر عبارة الحافظ ابن حجر، وذلك مِنْ غير أن ينعم النظر في عبارة "التاريخ الكبير" والله تعالى أعلم.