الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الضاد
[356] ضرار بن صرد التيمي أبو نعيم الطحان الكوفي:
في ترجمته من "التنكيل"(112) يقول الشيخ المعلمي تعليقًا على قول الكوثري: "ضرار بن صرد هو أبو نعيم الطحان الذي يقول عنه ابن معين: كذاب .. ".
"أقول: قال علي بن الحسن الهسنجاني عن ابن معين: "بالكوفة كذابان: أبو نعيم النخعي وأبو نعيم ضرار بن صرد" (1) وظاهر هذا تعمد الكذب، لكن قال الأستاذ الكوثري (ص 163): "الإخبار بخلاف الواقع هو الكذب، والكذب بهذا المعنى يشمل الغالط والواهم، فمن غلط أو وهم في شيء يمكن عده كاذبًا على هذا الرأي .. فلا يعتد يقول من يقول: فلان يكذب ما لم يفسر وجه كذبه، ولذا عدّ كثير من أهل النقد قول القائل: كذب فلان، من الجرح غير المفسر .. ".
أقول: وقد قال ابن معين لشجاع بن الوليد أبي بدر السكوني: يا كذاب، وقد قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين:"شجاع بن الوليد ثقة" ووثقه غيره ولكنه يهم ويغلط.
فلننظر كلام غير ابن معين في أبي نعيم النخعي واسمه عبد الرحمن بن هانىء، ثم في أبي نعيم ضرار بن صرد .. (2)
وأما ضرار فروى عنه أبو زرعة (3) - وقال البخاري (4) والنسائي: "متروك الحديث"
(1) وقال ابن الجنيد عن ابن معين في ضرار بن صرد: ليس حديثه بشيء "سؤالاته"(ص 145).
(2)
انظر ترجمة عبد الرحمن بن هانىء من هذا الكتاب.
(3)
وأبو حاتم، كما سيأتي.
(4)
قاله آدم بن موسى عنه، كما في "ضعفاء العقيلي"(2/ 222)، وقال الترمذي في "الجامع" (828):"رأيت البخاري يضعف ضرار بن صرد". وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(4 / ت 3054) بغير جرح، ولم يذكره في "الضعفاء الصغير".
لكن البخاري روى عنه (1) وهو لا يروي إلا عن ثقة كما صرح به الشيخ تقي الدين ابن تيمية، ومرّ النظر في ذلك في ترجمة "أحمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن".
والظاهر: التوسط، وهو أن البخاري لا يروي إلا عمن هو صدوق في الأصل يتميز صحيح حديثه من سقيمه .. فقوله في ضرار:"متروك الحديث" محمول على أنه كثير الخطأ والوهم، ولا ينافي ذلك أن يكون صدوقًا في الأصل يمكن لمثل البخاري تمييز بعض حديثه.
وقال أبو حاتم في ضرار: "صدوق صاحب قرآن وفرائض يكتب حديثه ولا يحتج به، روى حديثًا عن معتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة بعض الصحابة، ينكره أهل المعرفة بالحديث"(2).
أقول: متنه: "قال لعليّ: أنت تبي لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي" أخرجه الحاكم في "المستدرك"(ج 3 ص 122)، وقال:"صحيح على شرط الشيخين".
قال الذهبي: "بل هو فيما أعتقده من وضع ضرار، قال ابن معين: كذاب".
أقول: لاذا ولا ذاك، والصواب ما أشار إليه أبو حاتم؛ فإنه أعرف بضرار وبالحديث وعلله، فكأن ضرارًا لُقِّن أو أُدْخِل عليه الحديث أو وهِم.
فالذي يظهر أن ضرارًا صدوق في الأصل، لكنه ليس بعمدة فلا يحتج بما رواه عنه من لم يُعرف بالإتقان، ويبْقى النظر فيما رواه عنه مثل أبي زرعة أو أبي حاتم أو البخاري، والله أعلم. اهـ.
* * *
(1) في "خلق أفعال العباد" حديثين: رقم (161، 544).
(2)
"الجرح"(4 / ت 2046).