الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني: تحقيق المقال في تراجم الرجال:
5/ 48 - محاضرة بعنوان: علم الرجال وأهميته:
طبعته دار البصائر بدمشق، ودار الحرمين بالقاهرة بتعليق الأخ: أبي معاذ طارق ابن عوض الله.
وهى عبارة عن محاضرة ألقاها المعلمي في المؤتمر السنوي الذي أقامته دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن بالهند عام (1357 هـ).
بدأها بمقدمة في شرف العلم وخاصة علم الرجال لأهميته في معرفة السنة الصحيحة والتاريخ السليم.
ثم بيّن تاريخ علم الرجال وأن أول من تكلم في أحوال الرجال هو: القرآن، ثم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الصحابة، ثم التابعون وعامة من ضعف من التابعين إنما ضعفوا للمذهب كالخوارج أو لسوء الحفظ أو للجهالة.
ثم جاء عصر أتباع التابعين فما بعده فكثر الضعفاء والمغفلون والكذابون والزنادقة، فنهض الأئمة لتبيين أحوال الرواة وتزييف ما لا يثبت، واستمر ذلك إلى القرن العاشر.
وبيّن جملة من طرق الأئمة في اختبار الرواة، وبيان حفظ علماء السلف لتراجم الرجال وأن الرجل لا يسمى عندهم عالمًا حتى يكون عارفًا بأحوال الرجال.
وذكر طائفة من مشاهير المكثرين من الجرح والتعديل، فعدّ اثنين وخمسن إمامًا من أئمة الجرح والتعديل، بدأ بشعبة بن الحجاج (ت 160 هـ) وختم بالسخاوي (ت 901 هـ).
وذكر تدوين العلم متى بدأ وحظ علم الرجال منه، وطريقة العلماء في وضع كتب الرجال، ثم ذكر إحياء كتب الرجال ونوه ببعض من حصلت منه عناية في ذلك، فذكر الكتب الخاصة باسماء الصحابة، ثم الخاصة بالحفاظ وأسماء الرجال.
وختم المحاضرة بأبيات له في الثّناء على دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن.
5/ 49 - "طليعة التنكيل" وطبعت في حياة المعلمي.
5/ 50 - "التنكيل" قسم التراجم منه:
طبع الكتاب بتحقيق العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وصدرت الطبعة الأولى عن المكتب الإسلامي (10/ 9 / 1386 هـ) وكان المعلمي قد توفي في (6/ 2 / 1386 هـ) أي طبع الكتاب بعد وفاته بنحو سبعة أشهر.
أم عن تأليفه له فقبْل ذلك بعشر سنين أو أكثر، فقد ذكر عبد الله المعلمي في ترجمته للشيخ المنشورة سنة (1376 هـ) أن من مؤلفات الشيخ المخطوطة: كتاب "التنكيل" في مجلدين تحت الطبع، لكن الكتاب لم يطبع في حياة المؤلِّف كما سبق.
وعن قصة تأليف هذا الكتاب، يقول ماجد الزيادي بعد وقوفه على المسودات الخاصّة به:
1 -
عثرت على النسخة المسودة لكتاب "التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" قال في أولها: " .. أما بعد: فإن بعض إخواني من أهل العلم رغب إليّ في تصفح رد الأستاذ العلامة محمد زاهد الكوثري على الخطيب البغدادي، الذي سمّاه "تأنيب الخطيب" فأجبت إلى ذلك راجيًا أن يكون الأستاذ وُفِّق في هذه المعركة لامتثال طريقة العلماء الحكماء الذين يشفون من الداء، فأحسن الدفاع عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله متوقيًا الإساءة إلى الأئمة الذين نُقلت عنهم تلك الكلمات، أو نقلوها، متلطفًا في الاعتذار عن الفريقين، حاقنًا دم الأخوين.
وأقول في نفسي: لو غير الأستاذ طرق هذا الباب لكان ينبغي أن يُرحم، فأما الأستاذ فإِن رحمته أو الاشفاق عليه لا تكون إِلَّا مِنْ منْ لا يعرف طول باعه وسعة اطلاعه، فجدير أن لا يلبث أن تستبجل الرّحمة حسدًا، أو الإشفاق إعجابًا، بيْد بعد التصفح بأن لي أن الأستاذ استدبر تلك الطريقة المثلى، وجارى الغلاة فأبّر عليهم وأربى، لجأ إلى المغالطة والتجاهل في كثير من المواضع، بنى كثيرًا من مقاصده على
قواعد غير محررة، ونصب العداء لسائر أئمة الفقه والحديث، وأبان عن استعداد تام للطعن في كل من يعرض له منهم .. "
(ق 240، س 17)، م (17 × 10)
2 -
بعد أن طبع المعلمي رحمه الله رسالته "طليعة التنكيل" والتي هي عبارة عن نموذج من مغالطات الكوثري، كتب الكوثري رسالة بعنوان "الترحيب بنقد التأنيب" مبينًا فيها أخطاء وقعت في رسالة المعلمي "الطليعة".
فكتب المعلمي رحمه الله رسالة بعنوان "تعزيز الطليعة" بين فيها الداعي لهذه الأخطاء قال في أولها:
"أما بعد. فهذه رسالة أردفت بها رسالتي "طليعة التنكيل" لمّا وقفت على رسالة الأستاذ العلامة محمد زاهد الكوثري التي سماها "الترحيب بنقد التأنيب" يرد بها على الطليعة (1)، واسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه".
وبعد هذه الرسالة كتب المعلمي رحمه الله رسالة بعنوان "شكر الترحيب" وقد قسّم هذه الرسالة إلى قسمين:
(1) قال المعلمي: "طبعت الطليعة بعيدًا عني، وبعد مدة وصلت إليَّ منها بضع نسخ مطبوعة، وكنت عند إرسال المسودة إلى الناشر أذنت بالتعليق، ويمكن أني أذنت بالإصلاح، كنت أعتقد أن ذلك لن يتعدى زيادة فائدة، أو التنبيه على خطأ، فلما وقفت على المطبوع وجدت خلاف ذلك، رأيت تعليقات وتصرفات في المتن إنما تدور على التشنيع الذي يسوء الموافق من متثبتي أهل العلم ويعجب المخالف، هذا مع كثرة الأغلاط في الطبع، فكتبت إلى الناشر في ذلك على أمل التنبيه على الأغلاط، وعلى ما يدفع عني تبعة ذلك التشنيع، وإلى الآن لم يصلني منه جواب.
هذا مع علمي أنه ساءه ذلك التصرف كما ساءني، والكلمة التي طبعت كمقدمة "للطليعة" إنما هي كلمة كنت كتبتها قبل تلخيص "الطليعة" بمدة لما طلب بعض فضلاء الهند أن أشرح له موضوع كتابي، ولا أدري كيف وقعت إلى المعلق، أو الطابع، فأدرجها كمقدمة "للطليعة" ومع هذا لم تنج تلك الكلمة من التصرف أيضًا. المؤلف". نقله الزيادي من مسودات الكتاب.
القسم الأول: "في أشياء أخذها عليّ الأستاذ وهو محق في الجملة .. "
القسم الثاني: "في أمور تجناها الأستاذ .. ".
ق (50)، س (13)، م (25 × 10).
3 -
بعد كتابة المؤلف رحمه الله "التنكيل" كتب رسالة بعنوان: "تنزيه الإمام الشّافعيّ عن مطاعن الكوثري". قال في أولها:
"أما بعد. فإني وقفت على كتاب "تأنيب الخطيب" للأستاذ العلامة محمد زاهد الكوثري، ورأيته تعدى ما يوافق عليه هو من توقير الإمام أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى الطعن في غيره من أئمة الفقه والحديث، جمعت كتابًا في رد الباطل من مطاعن الكوثري سميته "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل".
.. والآن بدا لي أن أفرد ما يتعلق برد مزاعم الكوثري التي حاول الغض من الإمام الشّافعيّ، وهو هذا .. ".
4 -
عثرت على رسالة خطية للمؤلف رحمه الله بعث بها إلى فضيلة الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله مبينًا فيها سبب تأليفه "طليعة التنكيل" ومنبهًا على الأخطاء الواقعة فيها ومسائلًا له، قال في أولها:
"لله الحمد .. العلامة المِفضال أبي الأشبال ناصر السنة الشيخ أحمد محمد شاكر أدام الله تعالى توفيقه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قبل ثلاث سنوات تقريبًا جاء صديق لي من أهل الفضل بكتاب وناولني إياه، فقرأت عنوانه، فإذا هو كتاب "تأنيب الخطيب .. " للأستاذ محمد زاهد الكوثري، وكنت قد وقفت على تعاليق للكوثري على ذيول "الحفاظ"، وكتب أخرى، فعرفت طريقته، فلم تطب نفسي بمطالعة تأنيبه، فرددت الكتاب على صاحبي فألح أن أنظر
فيه، فرأيت أن أطيب نفسه بقراءة ورقة أو ورقتين، فلما شرعت في ذلك، رأيت الأمر أشد جدًّا مما كنت أتوقع، فبدا لي أن أكمل مطالعته، وأقيد .. ملاحظات على مطاعنه في أئمة السنة وثقات رواتها فاجتمع عندي كثير من طبع نموذج بمصر في رسالة بعنوان "طليعة التنكيل" لا أراكم إِلَّا قد تفضلتم بالاطلاع عليها، وآلمني أن الفاضل الذي علّق عليها تصرف في مواضع من المتن بباعث النكاية في صاحب "التأنيب"، وذلك عندي خارج عن المقصود، بل ربما يكون منافيًا له، وفي النكاية العلمية كفاية لو كانت النكاية مقصودة لذاتها، ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة، ولا سيما في إهمال العلّامات، وعلى ذلك فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق.
وأنا الآن مشتغل بتبييض الكتاب، لكن بقيت مُهمّات لم أهتد إلى مواضعها، وأنا منذ زمان أحب التعرّف عليكم والاستمداد منكم، فيعوقني إكباري لكم، وعلمي بأن أوقاتكم مشغولة بكبار الأعمال كخدمة "المسند".
وأخيرًا قوي عزمي على الكتابة إليكم، راجيًا العفو والمسامحة.
أهم الفوائد التي أسأل عنها أمور:
الأول: أن الكوثري ذكر أن أبا الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، روى عن أبي العباس الجمار عن ابن أبي سريج عن الشّافعيّ مقالة مالك في أبي حنيفة: .. نعم رأيت رجلًا لو نظر لهذه السارية وهي من الحجارة فقال: إنها من ذهب لقامت حجته.
فأحب أن أعرف من أين أخذ الكوثري هذه الرواية، وما هو سندها إلى أبي الشيخ.
الثاني: أن الكوثري يقول في أبي الشيخ هذا: "ضعفه بلديه الحافظ أبو أحمد العسال بحق"، فأحب أن أعرف مستند الكوثري في ذلك.
وفي ذهني قصة فيها: أن رجلًا من المحدثين هجر صاحبًا له في حكاية عن الإمام أحمد تتعلق ببعض أحاديث الصفات، وقال الهاجر ما معناه: لا أزال هاجرًا له حتى يخرج تلك الحكاية من كتابه. هذه حكاية وقفت عليها قديمًا. ولم أهتد الآن لموضعها، ويمكن أن تكون الواقعة لأبي الشيخ والعسال وأن تكون هي مستند الكوثري.
الثالث: في "تاريخ بغداد"(3/ 177) من طريق يونس يعني ابن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: ناظرت محمد بن الحسن .. إلخ.
فالكوثري يزعم أن الخطيب تصرف في هذه الحكاية، والحكاية من وجه آخر عن يونس في "الانتقاء" لابن عبد البرّ (ص 34).
وأكاد أجزم أن ابن عبد البرّ اختصرها، فعسى أن تكونوا وقفتم عليها تامة في غير "تاريخ بغداد"، فأرجو إن تيسر لكم أن تفيدوني عن هذه الأمور الثّلاثة، في عزمي أن أفرد من كتابي ترجمة الإمام الشافعي وترجمة الخطيب، لأن الكلام طال فيها فصار كل منها يصلح أن تكون رسالة مستقلة.
فهل هناك في القاهرة من الشافعية من ينشط لطبع تلك الرسالتين على نفقته. فإن كان، فأرجو من فضلكم أن تعرفوني حتى أرسلهما إليكم وتنوبوا عني فيما يلزم .. ".
5 -
عثرت على ورقة خطية بقلم المؤلف رحمه الله أجاب فيها عن تساؤل وهو أنه يورد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "القائد إلى تصحيح العقائد" ولا يعزو ذلك إلى كتبه. قال رحمه الله:
"بسم الله الرحمن الرحيم. آنستُ من كلام بعض الإخوان أنه ينكر عليّ أني في كتاب "القائد إلى إصلاح العقائد" ربما ذكرت شيئًا من حِجاجِ شيخ الإسلام بدون عزو، فارى أن أشرح حقيقة الحال:
لم أجمع ذاك الكتاب ليقرأه الإخوان وغيرهم ممّن قد تفضّل الله تعالى عليهم بحسن العقيدة، وإنما جمعته دعوة لغيرهم، فهاهنا أمور:
1 -
كان الشيخ الخضر الشنقيطي (1) وصل إلى حيدرآباد حين كنت بها، وجرت له أمور، وجرى مرّة ذكر شيخ الإسلام رحمه الله فقال الشنقيطي:"أنا لا أحب كتب ابن تيمية، ولا تطاوعني نفسي قراءة شيء مثها، ولقد جاء يوسف ياسين مرّة بجزء من فتاوى ابن تيمية، فتركه في بيتي، فلما علمت بذلك غضبت، واضطرب خاطري، وكرهت أن يبيت الجزء في بيتي، فلم أستقر حتى أرسلت به إلى صاحبه".
هذا معنى كلامه، هذه حاله وحال أشباهه، ينفرون من كتب شيخ الإسلام، ومن اسمه أيضًا، على نحو ما ورد في عمر بن الخطاب أن الشيطان يفر منه، فظننت أن هؤلاء لو رأوا في كتابي ترداد ذكر شيخ الإسلام، يوشك أن يعرضوا عن قراءته البتة، وأنا أرى المصلحة أن أجترهم إلى مطالعته لعلّ الله تعالى أن ينفعهم به.
2 -
كنت استعجلت في تأليف ذاك الكتاب، ولم يكن تحت يدي إذ ذاك من كتب شيخ الإسلام إلّا شرح "العقيدة الأصفهانية، وكنت قبل ذلك قد طالعت عدة من كتبه، وعدق بذهني كثير من فوائدها لا من حيث أنه ذكرها، بل من حيث أنها حجج واضحة، وما كان من هذا القبيل، فلم يزل أهل العلم يحتج آخرهم بما احتج به من قبله، ولا يتكلف العزو إليه، كما استدل عمر بن عبد العزيز بقول الله سبحانه:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} على أن الإجماع حجة
…
". اهـ.
(1) قال الزيادي: ولقد عثرتُ على ورقة خطية بقلم المؤلف رحمه الله ضمن مجموع بيّن فيها لقائه مع الخضر الشنقيطي. قال رحمه الله: "لما وصل الشيخ الخضر الشنقيطي حيدرآباد كنت فيمن زاره، فجرى ذكر العلم والعلماء، فتكلم الشيخ الخضر بكلام في معنى فَقْدِ العلماء الحقيقين وتلا:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} احتجاجًا على أن من لا يخشى الله تعالى فليس بعالم، فقال بعض الفضلاء ما معناه: ليس في الآية دليل على هذا لأنها قصرت الخشية على العلماء ولا يلزم من ذلك قصر العلماء على أهل الخشية، فسكت الشيخ عن الجواب.