الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[300] سعيد بن عامر الضُّبعيُّ أبو محمد البصري:
نقل الشيخ المعلمي في ترجمته من "التنكيل"(97) قول أبي حاتم: "كان رجلًا صالحًا، وكان في حديثه بعض الغلط (1) "، وأن الكوثري قد غمزه بذلك.
فقال المعلمي رحمه الله: "وقد وقفتُ لسعيدٍ على خطأٍ في إسناد حديث أو حديثين (2) وذلك لا يضره، وإنما حدُّه أنه إذا خالف من هو أثبت منه ترجح قول الأثبت، وقد أثنى عليه الإمامان ابن مهدي والقطان. وقال ابن معين: "ثنا سعيد بن عامر الثقة المأمون" ووثقه أيضًا ابن سعد والعجلي وابن قانع حافظ الحنفية، وروى عنه الأئمة: ابن المبارك وأحمد ويحيى وإسحاق وأبو خيثمة وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وغيرهم". اهـ.
[301] سعيد بن عبد الرحمن القرشي الجمحي أبو عبد الله المدني قاضي بغداد:
"التنكيل"(2/ 83): "من رجال مسلم (3) وفيه مقال".
[302] سعيد بن أبي عروبة اليشكري مولاهم أبو النضر البصري:
"الفوائد"(ص 108): "ثقة لكنه اختلط قبل موته بمدة طويلة، وهو مع ذلك كثير التدليس كما في التقريب".
(1) وفي "الجرح"(4/ 49) أيضًا قول أبي حاتم: هو صدوق.
(2)
من ذلك ما رواه سعيد بن عامر، عن همام، عن قتادة، عن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم سَنَّ فيما سقت السماء .. " الحديث.
نقل الترمذي عن البخاري "العلل الكبير"(1/ 318)، وكذا قاله أبو حاتم "علل الحديث" (622) أن الصواب: عن همام، عن قتادة، عن أبي الخليل، أن النبي صلى الله عليه وسلم .. مرسل.
ونقل الترمذي عن البخاري أيضًا وصفَ سعيد بكثرة الغلط، هذا مع احتجاجه به في "الصحيح"، راجع الحديث رقم (1062 - فتح).
(3)
"رجال مسلم" لابن منجويه (1 / رقم 534)، و"الجمع بين رجال الصحيحين" لابن القيسراني (1/ 175 - 176) وفيهما: روى عن هشام بن عروة، وعنه ابن وهب. زاد صاحب الجمع: في الصلاة.
وفي "التنكيل"(2/ 130) رواية لعبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة مرفوعًا "تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدًا".
رواه النسائي وأبو عوانة، وقال أبو عوانة في آخره: قال سعيد: نبّلْنا معمرًا، رويْناهُ عنه وهو شاب. وسعيد كبر من معمر وقد شاركه في كثير من شيوخه، ورواه ابن المبارك عن معمر لكن لم يرفعه، أخرجه النسائي (1).
قال الشيخ المعلمي: "قدْ عدّوا عبد الوهاب من أثبت الناس عن ابن أبي عروبة (2)، لكن ذكر بعضهم أنه سمع منه قبل الاختلاط وبعده (3)، وهذا لا يضر هنا؛ فإن قول سعيد: "نبّلنا معمرًا، رويْناهُ عنه وهو شاب" يقضي بأن سعيدًا روى هذا قديمًا، فإن معمرًا ولد سنة ست أو سبع وتسعين، وسعيد بدأ بِهِ الاختلاط أواخر سنة (143)، واشتد به قليلًا سنة (145) واستحكم سنة (148). هذا هو الجامع بين الحكايات المتصلة في ذلك، فأما المنقطعة فلا عبرة بها.
فأما رواية ابن المبارك فهي عند النسائي عن سويد بن نصر عنه، وسويد مات سنة (240) وعمره (91) سنة فقد أدركه الشيخان ولكنهما لم يخرجا عنه في "الصحيح" وإنما روى له النسائي والترمذي ووثقه النسائي ومسلمة بن القاسم، وقال ابن حبان:"كان متقنًا" فالله أعلم.
(1) من "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (12/ 103).
(2)
في "تاريخ بغداد"(11/ 23): قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: كان عالمًا بسعيد.
وفيه (11/ 22): قال يحيى بن أبي طالب: قال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروف وفي "طبقات ابن سعد"(7/ 333): لزم سعيد بن أبي عروبة، وعُرف بصحبته، وكتب كتبه .. ".
(3)
انظر "سؤالات المروذي" لأحمد (ص 59) و"شرح علل الترمذي" لابن رجب: (ص 565، 567، 569، 570).
وقد روى النسائي عنه عن ابن المبارك عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: "يقطع في ربع دينار فصاعدًا".
وأثبت الروايات عن يحيى ما رواه مالك وابن عيينة عنه، عن عمرة عن عائشة:"ما طال عليّ ولا نسيت، القطع في ربع دينار فصاعدًا".
فإن لم يكن -يعني سويدًا- وهم في روايته عن ابن المبارك عن معمر فالتقصير من معمر. وقد قال الإمام أحمد: "حديث عبد الرزاق عن معمر أحبّ إليّ من حديث هؤلاء البصريين "عن معمر"؛ كان "معمر" يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن، وكان يحدثهم حفظًا بالبصرة".
وسعيد بن أبى عروبة أقدم سماعًا، فإن لم يكن الوهم من سويد فكأن معمرًا حدث بالحديث مرّة من حفظه حيث سمع منه ابن المبارك فشك في الرفع فقصر به كما كان يقع مثل هذا لحماد بن زيد. وقد حدث به معمر قبل ذلك حيث سمع منه ابن أبي عروبة فرفعه، وحدث به باليمن حيث كان يتعاهد كتبه فرفعه. اهـ.
وفي ترجمة أسباط بن محمد بن ميسرة من "الجرح والتعديل"(2/ 332) رقم (1263) قول عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سألت أبي عن أسباط بن محمد: أحب إليك في سعيد أو الخفاف؟ فقال: أسباط أحبُّ إلي؛ لأنه سمع بالكوفة".
فعلق الشيخ المعلمي بقوله: "أسباط وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف سمعا من سعيد بن أبي عروبة، وسعيد اختلط بأخرة، والخفاف كان ملازمًا له مُدّة، سمع منه قبل الاختلاط وبعده، فيظهر مما هنا أن سعيدًا قبل اختلاطه دخل الكوفة وحدّث بها، ثم لم يدخلها بعد اختلاطه، فمن هنا رجح أحمد أسباط، وهذه فائدة جليلة، فكل من كان من أصحاب سعيد إنما سمع منه بالكوفة؛ فحديثه عنه صحيح". اهـ.
وفي "الفوائد"(ص 238) حديث "لا خير فيمن لا يجمع المال يصل به رحمه، ويؤدي به عن أمانته، ويستغني به عن خلق ربه".