الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفر
أوله الخميس سابع تموز وثالث عشر أبيب وسادس عشر السرطان ويوم الاثنين تاسع عشره أول مسري ويوم الاثنين سادس عشريه أول آب ويوم الجمعة تاسعه في آخر الساعة الخامسة نقلت الشمس إلى برج الأسد.
ويوم الخميس أوله حين اشتد الضحى توجه المرسلون إلى المقر السيفي شيخ وهم القاضي برهان الدين ابن خطيب عذرا والقاضي تاج الدين ابن الرهوني عينهما قاضي القضاة وعبد الملك ابن الشيخ الموصلي ومبارك الأينالي الذي كان أميرًا ثم ترك الإمرة وأعجمي من القدس فأدركوه وهو نازل ..... ومن الغد وصل الخبر بأن الأمير شيخًا عزم على التوجه من ..... إلى دمشق فنادى الأمير نوروز بالاستعداد والخروج حين يسمعون دف الطبلخاناة ومن يتخلف فعل به وفعل فلما كان يوم الاثنين خامسه ضربت الطبلخاناة واجتمع الأمراء وخرجوا ملبسين بجميع أداتهم فنزلوا سطح المزة ليقضوا حوائجهم فلما كان ليلة الثلاثاء هرب جماعة منهم الأمير جُمق وقمش ولم يتركوا إلا الخيام متوجهين إلى شيخ فأسقط في يده.
ويومئذ ضحى النهار وصل الأمير بكتمر شلق ومعه أناس يسير من طرابلس، وكان توجه إليها لنيابتها فجاءه شاهين دويدار شيخ في نحو المائتين واجتمع عليه التركمان فواقعوه فكسروه وقدم معه نائب حمص وبعلبك فجاء بكتمر فنزل بدار القرماني جريدة ليس معه شيء بل ذهب كل ما معه.
ويومئذ بعد الظهر قبض على سليمان ابن الجابي وسُلم إلى استاددار الصحبة وهو من أظلم خلق الله وأنجسهم ليستخلص منه ألفي دينار.
ولم تزل العمارة في القلعة إلى هذا التاريخ وقد فرغ غالب السور المحيط بظاهرها وفي الأبراج ما كمل إلى منتهاه وذلك في مدة سبعة أشهر وصودر الناس بسبب عمارتها وأخذ من الذهب فيما فرضوه على القرى والأملاك شيء كثير وكان أكثره يوضع في خزانة النائب ويعمر بغيره وربما سخروا الناس في كثير من الأوقات.
ويوم الأربعاء سابعه بكرة تحول الأمير نوروز من السطح إلى قبة يلبغا وقبل أن يتوجه إلى الكرك وقيل غير ذلك فأشير عليه بدخول البلد فبادر إلى ذلك فلما كان عند العصر أو بعدها تهيأ للركوب ووقفوا ينتظرونه عند باب النصر.
ووصل الرسل الموجهون إلى الأمير شيخ ومعهم الجواب بأنه قد وصلت إليه خلعة النيابة والاستمرار فيها صحبة خاصكي وأراهم ذلك وكتب لهم الجواب بأن ما كان أشار به من أن الأمير نوروز يتوجه إلى حلب وهو يلتزم المكاتبة فيه بنيابتها وإحضار تقليده بذلك، قد كان هذا ينبغي أن يكون قبل خروج السلطان وأما بعد خروجه ووصول الجاليش إلى غزة فصار متيقنًا وأنه لا نقاتله ولا نوافقه بل ننتظر مجيء المصريين فلما كان من الغد ارتحل نوروز وأصحابه متوجهين إلى ناحية الشمال فنزلوا ببرزة فلما بلغ ذلك نائب السلطنة شيخ بادر المجيء إلى دمشق ووصل دواداره شاهين بعد ظهر يومئذ، وكذلك وصل الأمير الطنبغا العثماني وفارس دوادار تنم وتوجهوا كلهم خلف العسكر يكشفون أمرهم فأخبروا وقد رجعوا بعد العشاء فإنهم نزلوا العطيفة وإن جاء منهم توجهوا به إلى قارا.
فلما كان من الغد بكرة الجمعة دخل الأمير شيخ ومن معه ونزلوا بدار السعادة وسلم عليه الناس وصلى الجمعة بمسجد دار السعادة ولم يصل القاضيان بعد تخلفا عن اللحاق به إلى آخر النهار فحضرا عنده وأهان الشافعي إهانة عظيمة وعاتبه في أمور وجعل الكليباني والي البلد.
ويوم الأحد حادي عشره توجه نائب طرابلس الأمير الطنبغا العثماني إليها وودعه نائب الشام إلى الخاتونية وولي نيابة الحكم ابن خطيب عذرا برهان الدين يومئذ فصاروا ستة برهان الدين هذا وأبو العباس الحمصي والسيد شهاب الدين وابن الزهري وابن نشوان وابن الرمثاوي، وولي ابن منصور الحسبة ولم يؤخذ منه شيء وشرط عليه أن لا يأخذ من أحد شيئًا وولي الكليباني وابنه الولايتين وخلع يوم الاثنين ثاني عشره على تركمانيين بولايتي صيدا وبيروت.
ويوم السبت سابع عشره توجه النائب والعسكر لملاقاة أُمراء الجاليش وهم سبعة من المقدمين ومنهم الأمير الكبير يشبك وبيغوت وسودون بقجة وعلان ورجع الملاقون من الغد.
وفي هذه الأيام فرضوا على القرى والمزارع شعير للعلف وشرعوا يستخرجون من أهلها ففرضوا على المزة أربعين غرارة ومثلها على كفر سوسيه ومثلها على النيرب ويقع في ضمن ذلك مغارم وكُلف.
ويوم الاثنين تاسع عشره دخل الأمير الكبير يشبك ومن معه من المقدمين الألوف وهم سبعة فنزل يشبك بدار منجك كالعام الأول ونودي بالتوجه من الغد لملاقاة السلطان فإنه يدخل يوم الخميس.
فلما كان يوم الخميس دخل في أبهة السلطنة باحتفال زائد وذلك بعد أن اشتد الضحى واقترب الزوال ودخل بين يديه فيل أنثى وحمل القبة على رأسه نائب الشام شيخ والمفوض إليه الأمور والمعتمد عليه فيها جمال الدين الاستاددار وقد جمع وظائف لم يجمعها غيره من الاستاددارية والوزارة ونظر الخاص والمشورة.
ويوم الجمعة من الغد صلى السلطان بالجامع وخطب به قاضي القضاة جلال الدين قاضي الديار المصرية.
ويوم الجمعة حادي عشريه آخر النهار قبض السلطان على القاضي الشافعي والقاضي حسين المالكي وعلى الوزير ابن أبي شاكر وضرب بالمقارع وعصر ورسم على القاضيين عند الاستاددار جمال الدين وطلب
منهم ذهب قرر عليهم، ونسب المالكي إلى أنه باشر القضاء بلا ولاية وكان ادعى أن السلطان ولاه القضاء وضرب على رجليه وأُهين إهانة بالغة، وطلب من كاتب السر أيضاً ذهب كثير وطلب الحنفي ابن القطب فهرب واختفى وأحضر الحنبلي ابن عبادة ما طلب منه بلا ترسيم وتمادى كاتب السر في العطاء فطلب ورسم عليه عند القاضي، وكان الاستاددار نازلاً بدار الصارم فرسم عليهم بتربة تنكز عند الجامع.
ويوم الأحد خامس عشريه قبض على نائب الشام شيخ والأمير الكبير يشبك بين يدي السلطان واعتقلا بدار السعادة واختبط البلد ثم نقلا إلى سجن القلعة وطلب من شيخ مال فدفع شيئاً كثيراً على ما قيل، ولما اعتقلا هرب الأمير جركس أمير آخور السلطان المعروف بالمصارع وجماعة من المصريين ودوادار شيخ شاهين إلى ناحية الشمال ثم صاروا يهربون فوجاً بعد فوج من مماليك شيخ ويشبك ومن لف لفيفهم.
ويوم الاثنين سادس عشريه خلع على الأمير بيغوت وهو من خواص السلطان بنيابة الشام وكان فارس دويدار تنم قد خلعوا عليه من قبل بحجوبية الحجاب.
وكان الأمير عمر ابن الهدباني بناحية حماة فقصد المثول بين يدي السلطان فصادف جماعة من الهاربين فقيل أنهم جاليش السلطان فلما وصل إليهم أخذوا جميع ما معه ومر علينا ونحن بجرود يوم الخميس تاسع عشريه وهو وجماعته بأسوأ حال.
ويوم الخميس تاسع عشريه خلع على القاضي صدر الدين ابن الأدمي بقضاء الحنفية وعلى القاضي شرف الدين المالكي بقضاء المالكية، وولي قبل ذلك الشريف ابن دعاء الحسبة والوزارة ثم طلب ورسم عليه وصودر.