الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الأولى
أوله السبت ثاني عشري أيلول وخامس عشري توت وثامن برج الميزان ويوم الجمعة سابعه أول بابه ويوم الاثنين عاشره أول تشرين الأول.
وفي أوائله ورد كتاب من نائب الشام فيه أن ابن صدر الباز التركماني المستولي على انطاكية (1) كتب إليهم أن الأمير نوروز صار عنده في جماعته وأنه أكرم مثواه واحترز عليه حتى يرد عليه الجواب بما يصنع به وأنه قد صار تحت قبضته بحيث أنه لا يمكنه من التوجه إلى موضع آخر ونحو ذلك.
وبكرة السبت ثامنه ضربت البشائر لتسليم قلعة حلب نزل إليهم نائبها المشطوب وجعل فيها الجاموس من جهة نائب الشام ثم سلمت إلى ابن أخي دمرداش.
ويوم الاثنين عاشره قبض على أميرين وهما تنكز بغا وارغون وسجنا بالقلعة وكانا مختفيين بعد الوقعة فأمنا وأُطلقا كما قدمنا وذلك عن كتاب نائب الشام بذلك.
ويوم السبت ثاني عشريه سجن ناظر الجيش تاج الدين بالقلعة وكان مرسماً عليه بدار السعادة جاء مرسوم النائب بذلك.
(1) أنطاكية - قال ياقوت -قصبة العواصم من الثغور الشامية ومن أعيان البلاد وأمهاتها- معجم البلدان 1/ 316 (1066).
ويومئذ قبض على الوزير ابن أبي شاكر وسجن بالقلعة.
ويوم الخميس العشرين منه بعد العصر وقع مطر بل الأرض وهو أول مطر وقع كذلك في هذا العام وذلك حادي عشر تشرين الأول ورابع عشر بابه ثم وقع من الليل ومن الغد وبعده كذلك ثم كثر يوم الأحد ثالث عشريه وجرت الميازيب وطالت مدته وذلك في آخر يوم من برج الميزان ثم وقع في أوائل الأواخر من الشهر كأفواه القرب وحصل رعد شديد ليلة السبت فراع الناس من شدته، وفي الساعة الثانية أو الرابعة على اختلاف في تقويم درجة الشمس في ليلة الاثنين رابع عشريه نقلت الشمس إلى برج العقرب في خامس عشر تشرين الأول.
ويوم الاثنين رابع عشريه خلع على الفخر عبد الرحمن ابن صاحبنا الوزير شهاب الدين ابن الشهيد بالوزارة عوضاً عن ابن شاكر أُعيد إليها.
ويومئذ خلع على العلم ابن الجابي بشد الدواوين وسلم إليه الوزير فعاقبه عقوبة شديدة واقتص منه.
ويوم الأربعاء سادس عشريه ورد الخبر بأن طائفة من الأمراء فروا من نوروز وجاءوا إلى نائب الشام شيخ طائعين وهو بالعمق وهم سودون المحمدى وسودون اليوسفي وأخبروا أن نوروز عزم على الفرار من أنطاكية وكان جاء نائبُ الشام الأمير شهاب الدين أحمد بن رمضان كبير التركمان بجماعة كثيرة جداً وتوجه نائب الشام بمن معه من الأمراء والتركمان والعساكر فأدركوا أعقابهم وقبضوا على جماعة منهم أمير آخور نوروز ومشد شربخاناه (1) فقبضوا عليهم وأرسل في أثرهم التركمان وطائفة من العسكر ورجع نائب الشام فنزل بالعمق فأتاه قاصده وأخبره بالقبض على نوروز ويشبك بن أزدمر وجماعة وأن ذلك كان في ثامن عشره والكتاب مؤرخ
(1) مسند شريخاناة - المسؤول عن تحضير المشروبات والعصائر للسلطان وغيره من كبار الأمراء.
بحادي عشريه فعند ذلك ضربت البشائر وأُمر بتزيين البلد فزينت أسبوعاً وسُر الناس بذلك.
وفيه وصل أبو حامد بن المطري إلى المدينة متولياً قضاها وخطابتها عوضاً عن الشيخ زين الدين ابن حسين المراغي فاستمر إلى أن توجه مع الحاج في آخر السنة ومات بمكة بعد خروج الحاج.
ويوم الجمعة بعد الزوال أو قبله على اختلاف بين الحساب في ذلك ثامن عشريه كان على ما ذكر أهل التقويم كسوف نحو نصف جرم الشمس وكانت السماء مغيمة ووقع مطر كثير من الغد وليلتئذ ثم في ليلة السبت وكان عاماً فلم يُر، فلما صلى الباعوني الجمعة أخبره المؤذن بالكسوف على مقتضى ما ذكروا فصلى الكسوف وخبط تخبيطاً كثيراً فمن ذلك أن كبّر أول الصلاة كصلاة العيد إلا أنه كبّر ثلاثاً على ما أُخبرت فطول اعتدال الركوع الثاني على الأول ولم يدر أن صلاة الكسوف لا تصلى إلا أن يُبصر الكسوف بالعيون ثم حضرت إليّ فتوى بعد أيام وعليها خطه وما كان له عادة على الكتابة على الفتوى فتعجبت من ذلك فإنه جمع بين أنواع من الجهل منها صلاته لكسوف بقول الحساب بلا رؤية ولم يقل بهذا أحد، ومنها أنه بتقدير الرؤية أو العمل بالحساب كانت قد انجلت على قول بعضهم، الثالث أنه كبر فيها كالعيد وهو خلاف الإجماع.
وفي عاشره جاء كتاب ابن عجلان أن جمّاز إن أُمر بالمدينة فوض إليه وكانت التولية لثابت فمات فولي مكانه نيابة عنه أخاه عجلان "فأخرج منها بسلام وإلا فأنا قاصدك" وذكر القاصد أن الأمير حسن خرج من مكة في عساكره فأظهر جماز الموافقة ثم أرسل إلى الخدام يطلبهم فأبوا ثم طلب القاصد ورسم عليه بالقلعة ثم أتى المسجد فأخذ الستارتين اللتين على باب الحجرة وكانت إحداها فوق الأخرى والثانية أُرسلت في السنة الماضية من مصر من الاستاددار جمال الدين ثم طلب من الخدام المصالحة على الحاصل بتسعة آلف درهم فأبوا فطلب ..... شيخ
الخاصكي وكانت عند القاضي فجاء القاضي وهو حفيد زين الدين حسن وقد عزل في هذه الأيام فمانعه فأهانه وأخذها منه وجاء إلى القبة، فجاء شيخ الحرم فضربه بيده ثم كسر الأقفال ودخل وأتباعه فأخذ ما فيه فمن ذلك أحد عشر ألف.
وصندوق كبير وصندوق صغير قيل أن فيه ذهباً محترماً في ودائع ملوك العراق وأخرج من الحاصل خمسة آلاف شقة تطابق للأكتاف وغير ذلك، ثم نقلت ما في الحاصل من الشقاق من بعد صلاة الظهر إلى نصف الليل ثم نقلت الصناديق وهو يمشي خلفهم، ثم أراد بعض بني عمه أخذ قناديل الحجرة فمنعه بعض بني عمه وقال: هذا في جواري، وأخذ آخر يسمى دوعان بسط الروضة ونقلها فأمر جماز بردها، ثم صادروا بعض الخدام وأخذوا لعبد الكريم الخادم وهو غائب تمر وشعير وحنطة ونهبت بعض السوق ثم رحل جماز من الغد بعد صلاة الظهر حادي عشره من المدينة فقصد العرب المجتمعة الرجوع مرة أخرى فرماهم الناس بالحجارة، وقتل رجل من ..... وآخر من أهل المدينة في ذلك ..... يتجه كأنه بعد أيام.
وليلة تاسع عشره عند الغروب وصل الأمير عز الدين عجلان بن نعير من مكة على إمرة المدينة من قبل حسن بن عجلان صاحب مكة ومعه آل منصور فنودي بالاطمئنان والأمان ومن الغد يوم الاثنين قدم العسكر الذي جهزه حسن بن عجلان إلى جماز ومعه ولده شهاب الدين أحمد وهم يمشون ما بين فارس وراجل واثنان وعشرون مملوكاً ومعهم الأمير محمد بن أخي جمال الدين الاستاددار وصحبتهم رضي الدين بن المطري متولياً قضاء المدينة قدم من مصر بالولاية وقرئ توقيعه بعد توقيع الأمير حسن بن عجلان باستقراره في نيابة السلطنة بالمدينة وينبع وخليص والصلة إلى أعمالهم وبعد مرسومه يأتي بأن يلبس الأمير ثابت ويسلمه المدينة والحوطة على جماز وما يجد بيده من ناطق وصامت وقرئ توقيع من جهة حسن بن عجلان باستنابة عجلان من قِبَله فأقام القادمون معه أياماً ثم توجهوا إلى مكة، قرأته في كتاب جاء من