الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفر
أوله الخميس ويوم الجمعة ثانيه توجه الأمير تغري بردي إلى الديار المصرية وصحبته قفل كثير.
ويوم السبت ثالثه توجه الأمير صروق الكاشف بعد ما أقام بدمشق نحو شهر وصحبته الأمراء المقبوض عليهم فتوجه بهم إلى قلعة الصبيبة ثم توجه إلى عمله.
ويوم الأحد رابعه انتقل النائب من داره مرة ثانية ونصسب له خام بسطح المزة فأقام هناك يمرض.
ويوم السبت سادسه بلغني أن ابن الشهاب محمود باشر كتابة السر بإذن النائب ثم ضعف فباشر محيي الدين نيابة كتابة السر على عادته.
وفي هذه الأيام وصل شهاب الدين السلاوي من صفد معزولًا من مدة وأخبر بأن الباعوني ورد صفد بسبب الوظيفة التي عند شعيب عليه السلام لما مات كاتب السر بصفد ابن الرومي فإنه الذي كان يباعد صاحبها عليه فلم يظفر بما قصد، وجرت قضية متعلقة بابن أخيه إسماعيل اتهم بها أوجب غرامتهم نحو سبعة اَلاف وأُهين وصادف ذلك أخذ خطابة القدس لابن السائح ثم جاء كتاب الشيخ محمد ..... من صفد وقد وصلها من مصر ونزل عند نائبها ..... بمعنى ذلك في عاشره ثم لم يتضح أخذ الخطابة.
ويوم السبت عاشره جرت كائنة منكرة بين قاضي القضاة علاء الدين
والحاجب الصغير، وهي أن الحاجب ضرب شخصًا فقيهًا في شكوى غريم له بسبب دين ظلمًا لأنه أنكره ثم اصطلحا على إنكاره فأنكر الحاجب مصالحته بعد الإنكار لجهله فضربه وبالغ وطوف به فجاء فشكى إلى القاضي فطلب غريمه وضربه لكونه شكى إلى غير الشرع وطوف به ونادى عليه بذلك وأرسل إلى الحاجب رسولًا وشهودًا تنكر عليه فوجده قد توجه إلى النائب إلى سطح المزة فأدركوه هناك فشكى إلى النائب فنصره النائب وسلم الشهود إليه فقبض عليهم وجاء إلى داره فضرب واحدًا منهم ضربًا مبرحًا وهو أبو بكر بن علي الرمثاوي وطلب المدعي عليه فضربه مرة ثانية لشكواه إلى القاضي وطوف بهما بسبب أنهما يوقعان بين الحكام، وكان القاضي لما بلغه أن دمرداش ركب إلى النائب ركب هو أيضًا إلى النائب ومعه بعض الفقهاء فلم يمكنهم النائب من [الكلام](*) إلا أن القاضي ذكر له ما ذكر فكان غاية أمره أن أرسل إلى الحاجب يطلب الشهود فلم يصل الرسول إلا وقد فرغ من أمرهم فأنكر الناس هذه القضية الفظيعة إنكارًا شديدًا ولم يقدروا على الانتصاف في هذا الوقت، فأصبح القاضي ترك الحكم وأغلق الباب ومنع شهود المراكز من الجلوس كذلك وأنفذ للحنفي ولم يقدر على أكثر من ذلك والله المستعان.
فلما كان يوم الاثنين ثاني عشره طلب النائب القضاة وطلبت مع من طلب فاجتمعنا به في خام سطح المزة فشرع ينكر على القاضي ما فعل وينتصر للحاجب ثم تكلم القاضي بكلام جيد وتكلمنا معه وكلمت الحاجب بحضرته كلامًا شديدًا والنائب كلامًا فيه خشونة، ثم آل الأمر إلى أن الحاجب قبّل يد النائب والقاضي والجماعة.
ويوم الأحد حادي عشرة وصل متسفر القاضي ومعه توقيعه.
ويوم الخميس نصفه لبس القاضي علاء الدين خلعة القضاة من داره وذهب إلى النائب وكان قد دخل حمام الأسعردي بالمزة فانتظره حتى خرج وجلس ببستان الأسعردي فسلم عليه.
(*) ما بين القوسين من تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 297.
وخلع يومئذ على ناظر الجيش وناظر الرحبة وكاشف الرملة وخرجوا كلهم بالخلع، فقرئ تقليد القاضي بمسجد القصب قرأه ابن قاضي أذرعات وتاريخه عاشر المحرم وأضيف إلى القضاة ما كان فوضه القاضي شمس الدين بن عباس من نظر الحرمين ونظر الغزالية والناصرية وتدريسها ونظر الأسوار والبيمارستان وغير ذلك ولم يحمد على هذا.
ويوم الخميس أو الجمعة سادس عشره وصلت رسل صاحب ماردين يخبروا بأن تمر أرسل إليه بأن يحضر ولا بد وإلا رجع إليه وقطع عنه الميرة وأقام على القلعة إلا أن يأخذها، وكان أرسل إليه من قبل ذلك طائفة ليرعوا الزرع فأطاع وتوجه إليه وكان كما قدمنا قد عصى عليه حين مر به ذاهبًا إلى الشام ونقل جميع مال البلد إلى القلعة وترك البلد فجاء تمر فخربها وأقام أيامًا ثم توجه، وأخبروا أن تمر يذكر أنه لا بد أن يرسل إليه من مصر أطلمش وإلا قصد مصر.
ويوم الاثنين ثامن عشره وصل الحاجب قرابغا من القاهرة وكان توجه بسيوف أولئك الأمراء المقبوض عليهم وبالكائنة في قضاء الحنابلة فأخبر أن قضاء الحنابلة وليه رجل من مصر وأن قضاء المالكية وليه شرف الدين عيسى.
ويوم الثلاثاء تاسع عشره وصل القاضي صدر الدين بن الآدمي على كتابة السر واجتمع بالنائب ونزل بالتجيبية عند تاج الدين ابن الزهري زوج أخته المتوفاة قريبًا ثم انتقل إلى الشبلية.
ووصل يومئذ أمير يقال له الأمير موسى بن الهدبانى ..... متوليًا حجوبية دمرداش ومشيخة الطوائف.
وبكرة يوم الأربعاء حادي عشريه نزل النائب من سطح المزة إلى دار يونس وقد طاب وركب ودخل الحمام وكان هناك من نحو أول الشهر ثم تحول النائب إلى دار ابن البانياسي عند بيت ابن فضل الله سكنها ثم أخذ دار ابن فضل الله وانتقل ابن الأخنائي منها إلى الكججانية.
ويوم الخميس ثاني عشريه لبس كاتب السر والحاجب المتولي مكان دمرداش ابن الهدباني.