الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحرم
أوله الأحد سابع عشري أيار وثاني بؤنه وخامس عشر الجوزاء في أوله كثرت الغلات ونزلت الأسعار فكان القمح قد وصل إلى أربع مئة الغرارة والشعير إلى النصف من ذلك فنقص نحو الربع والثلث ورخص الخبز يسيراً فكان يباع الرطل بدرهمين فصار بدرهمين إلا ربع.
ويوم الاثنين ثانيه بعد طلوع الشمس توجه النائب والعسكر مسافرين فنزلوا بقبة يلبغا ثم نزلوا بسعسع قاصدين أرض صفد لمضايقة أهلها وحصرهم ومعهم من أخذ علاتهم ثم ورد الخبر بأن بكتمر شلق جمع جمعاً ونزلوا على عقبة الجاعون.
ويوم الاثنين سادس عشره عزل ابن الموصلي من الحسبة ورسم عليه وولي المصري الذي كان وليها في وقت قبل الفتنة تمر وفي أيام تمر كان من الداخلين في المظالم معهم.
فصل الصيف وعند طلوع شمس الأربعاء ثامن عشره نقلت الشمس إلى برج السرطان ثالث عشر حزيران وتاسع بونة.
ويوم الأربعاء ثامن عشره وصلت كتب من الحجاج أرسلت من درب غزة فيها الأخبار أن أمير الحاج الشامي قبض عليه المصريون، ورد كتاب السلطان مع كتاب خلعة ركب الحجاج إلى صاحب مكة وإلى أمير الحاج بيسق بالقبض عليه واستصحاب الركب الشامي صحبة المصريين إن أرادوا والوصية بهم فقبض عليه بالمسجد الحرام وخاف الشاميون من النهب فسلم الله تعالى.
وتوجه كثير من الشاميين صحبة المصريين وتوجه الجمهور على الدرب الشامي وجعل أميرهم أمير الركب الحلبي، ثم ورد من الغد كتب الشاميين وأخبروا فيها بما قاسوا من الشدة من الغلاء المفرط وموت الجمال ولم يجدوا بالأخضر ماءً في الذهاب فأعطى التجار للعرب ماؤها في الرجعة ..... على حسب عادة الحاج.
وصبيحة يوم الخميس تاسع عشره ضربت البشائر على القلعة قيل لإزالة الصفدين بكتمر شلق وأصحابه عن الجاعونة وظهورهم عليها ثم ضربوها من الغد.
وفي هذه الأيام عزل الاستاددار ابن الموصلي من الحسبة وأعطاها للمصري الذي كان وليها قبل وقعة تمر وكان له في أيام تمر ذكر سيئ فباشرها أياماً ثم تركها وأعيد ابن الموصلي بعد ما صودر.
ويوم الثلاثاء رابع عشريه وصل الحجاج الشاميون الذين قدموا على درب غزة بعد ما زاروا الخليل والقدس وسببه سرعتهم في الوصول أن الركب المصري لم يتوجه إلى المدينة المنورة على العادة بل خرجوا من بدر إلى الينبع فنقص عليهم في المسافة ثمانية أيام.
ومن الغد يوم الأربعاء وصل بقية الحاج مع الركب الشامي وكتب إليّ القاضي تقي الدين الفاسي أن الحجاج كانوا في هذا العام كثيرين جداً إلى الغاية براً وبحراً وأن الشامي والعراقي دخل في يوم واحد وهو الخامس من ذي الحجة ووصل جماعة من الهند في البحر، قال: ووصل معهم من صاحب ..... خيمة حمراء لتضلل الناس في المطاف فنصب بعضها في المسجد وأُخّر نصبها إلى استئذان صاحب مصر وجاءوا صحبتهم هدايا لأرباب الوظائف في الحرم وأرسل صاحب بنجالة لصاحب مكة أكثر من شاش ولأهل الحرمين أربعة آلاف شاش فغرق ما خصهم وأخذ رُبعه وبيع بثمن بخس لفساده بالغرق، وأما الأعراب فقل من حج منهم لوقوع فتنة بينهم فغلا بذلك القمح والشعير والعسل والعجوه.