الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رمضان
أوله الخميس عاشر شباط وسادس عشر أمشير وفي الساعة الرابعة منه نقلت الشمس إلى برج الحوت.
وكذلك صاموا بطرابلس وبعلبك وغيرها وبمصر صاموا الأربعاء ثبت الشهر بشهادة.
وليلة الأحد ويومه رابعه وقع مطر غزير جدًا قوي متوالي ففاض نهر بردى.
ويوم الأحد هذا أو قبله أو من الغد ولي أخو علم الدين سليمان ابن الجابي الحسبة عوضًا عن الشريف ابن دعاء وأخذ في جمع ما التزمه من الأسواق والطواحين، بلغني أنه ألف دينار.
ويوم الاثنين خامسه قبض على ابن الشهاب محمود وسلم إلى الدوادار الثاني أينال وكان يباشر نظر الجيش و ..... على إقطاع الأوقاف ويقطع لنفسه ولغيره ويحصل الذهب في المصالحة عن نفسه وعن غيره واتسع في ذلك اتساعًا زائدًا ثم أُطلق في آخر الشهر.
ويومئذ تحدث الناس بوقعة بين العسكر المتوجه إلى غزة وبين من كان بها ولم يثبت ذلك عند الدولة ثم تبين أنهم لم يجتمعوا البتة بل رجع أولئك إلى صفد من طريق اللجون وتوجه هؤلاء من طريق جينين (1) ووصلوا إلى غزة.
(1) جينين - قال ياقوت -بلدة حسنة بين نابلس وبيسان من أرض الأردن بها عيون ومياه- معجم البلدان 2/ 235 (3423).
ويوم الخميس ثامنه لبس القاضي ناصر الدين ابن خطيب نقيرين بقضاء طرابلس وكان قدمها متوليًا من حلب في سلخ شعبان وكان القاضي مسعود ضعيفًا على خطه فلم يدر بذلك حتى توفي من الغد.
وفي يوم الاثنين ثاني عشره خلع الأمير نوروز على إمامه بوظيفة، ونُسب ابن الشهاب محمود إلى أمور من مكاتبة الأمير شيخ وأنه الذي أغرى السعاة في استقطاع الأوقاف وكتب القصص بما يعينه لهم وغير ذلك وشفع فيه طائفة من كبار الأمراء فردهم بما أبدا له من الذنوب.
ويوم الثلاثاء ثالث عشره قيل أنهم جاءهم الخبر بتحرك الأمير شيخ فركب الأمير نوروز إلى ظاهر البلد وعرض الجيش فكثرت القاله.
ويوم الجمعة سادس عشره جاء الخبر بأن الأمير شيخًا خرج من صفد ولم يعلم أين ذهب، فتهيأ النائب للتوجه هو والعسكر للخروج كذلك ونزل ناس منهم الجمعة، ثم اقتضى الرأي أن يرسل الدوادار وغيره لكشف هذا الأمر فرجع الرسل وهو الدوادار الكبير بعد يومين وقالوا: أن شيخًا بصفد وكان ركب إلى مكان كبسه وأخذ منه خيلًا كثيرًا وغير ذلك بالنباطية ثم رجع.
ويوم الجمعة سادس عشره أول أيام العجوز ويوم الثلاثاء العشرين منه أول آذار وهو أول برمهات.
ويوم الاثنين تاسع عشره رجع مملوك الأمير جكم الذي كان أرسله إليه مع قاصد الأمير شيخ إليه فاستمر عنده إلى هذا الوقت ثم أطلقه إلى استاده وكان شيخ قد أرسل إلى جكم يستميله فأرسل إليه وحلف له بحضرة القضاة أنه إذا جاء إليه يكون هو وأباه شيئًا واحدًا وأن الأيمان ..... باقية، وبلغني أنه أجلّه مع رسول آخر عشرة أيام فرد الجواب بعدم المجيء، وجرى قبل ذلك شيء غريب وهو أن مماليك الحمزاوي الذي كان اعتقلهم بقلعة صفد قرمهم وأرسلهم في مركب إلى السلطان فاتفق أن أحدهم كسر قرميته في الليل فلما تمكن بلغ قرمية رفيقة وتساعدوا حتى صاروا جماعة والموكلون بهم أقل عددًا منهم، فأفضى الأمر إلى أن جاءوا إلى ميناء يافا
ونزلوا وتوجهوا إلى استادهم بغزة، وكان الأمير جكم أرسل إلى الأمير شيخ أن يطلقهم له فلم يفعل.
ويوم الثلاثاء العشرين منه وبعده وصل ناس تجار من حلب ومعهم دراهم مضروبة بها مكتوب عليها الملك العادل عبد الله جكم وانتشرت بين الناس وتعاملوا بها وكثرت.
وفي العشر الآخر وصل ولد القاضي الحنفي ابن القطب من الديار المصرية وعلى يده توقيع لوالده بقضاء دمشق وكان ولي من قبل الأمير نوروز فلما كان بعد يومين أو ثلاثة وصل ابن الخشاب الأصغر وعلى يده توقيع بذلك وقد كتب معه الحموي وأسن باي كتابًا إلى الأمير نوروز بالوصية به والأمير لا يعتد بالتوقيع السلطاني ولا يُعلم عليه وإنما هو يولي من أراد على شرطه.
ووصل كتاب القاضي صدر الدين ابن الأدمي من غزة يجيبه أنه عزم على التوجه إلى الحجاز.
وسمعت في هذه الأيام أن قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ ضعيف، وأن القاضي الحنفي ابن العديم جرت له كائنة مع صوفية الشيخونية.
وانسلخ هذا الشهر ..... في القلعة على حاله وقد ارتفع البناء في الأبراج ارتفاعًا بينًا، وأُطلق في آخره ابن الشهاب محمود، لم يبلغنا أنهم أخذوا منه شيئًا سوى أنهم نهبوا خيوله وما في اصطبله ونحو ذلك، وسعى في التخلص الأمير بكتمر شلق فلما أُطلق جاء مبادرًا للسلام عليه.
وفيه فشا الموت بالطاعون بالديار المصرية، وفيه خرج نائب السلطان بالديار المصرية تمراز ومعه جماعة من الأمراء فمروا متوجهين إلى الشام ثم بلغهم أن الأمير أشبك بن أزدمر وطائفة من العسكر الذين بغزة قصدوا قطيًا فقبضوا على متوليها وخربوها وأتوا به إلى غزة ثم أطلقوه، فلما وصل الخبر إليهم بذلك كروا راجعين إلى مصر ثم وصل إليهم متولي قطيا وأخبر بما جرى.