الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجب
أوله السبت ثالث كانون الثاني وثامن طوبة وثاني عشري الجدي، ويوم الأحد فيما بين طلوع الشمس والزوال نقلت الشمس إلى برج الدلو في حادي عشر كانون (2)، وليلة ثانية وقع مطر جيد وهو رابع كانون الثاني ولم يقع في الأول إلا مطرة واحدة عامة ثم لم يقع سوى هذه في الثاني.
ويوم الثلاثاء رابعه دخل الأمراء المصريون ومعهم العساكر الشامية والأمير نوروز، وفي آخر النهار وصل الأمير أسن باي من قلعة صفد وتلقاه النائب.
* * *
تسمية من دخل من الأمراء المصريين الأعيان
سودون الحمزاوي رأس نوبة النوب، يشبك الدوادار، قطلوبغا الكركي، تمراز جركس المصارع، سعد الدين ابن غراب الاستاددار، أينال حطب، يلبغا الناصري، ومن غيرهم نوروز الحافظي كان بسجن الصبيبة، دقماق نائب حلب أسن باي كان يسجن صفد.
ويوم الخميس سادسه قبض على ناظر الجيش تاج الدين رزق الله بن فضل الله ورسم عليه وختم على داره وحواصله بحضور الوزير والاستاددار والوالي، فأُلزم بعشرين ألف دينار أفلوري فالتزم وأُطلق يوم الاثنين.
ثم فرضوا على البساتين كل بستان أفلوريين فجاء على المزة ستمائة
وكفر سوسية مثلها والنيرب سبعمائة وهكذا سائر الغوطة بعد ما أخذوا من التجار عشرة آلاف دينار وأخذوا كل مخزن شعير بدمشق كل ذلك بمباشرة الوزير والاستاددار ومعهم سليمان بن خليل المحتسب فيما يتعلق به.
وصلى يوم الجمعة سابعه يشبك عند النائب بالشباك بالمشهد وجركس المصارع.
ويوم الأحد تاسعه وصل أطلمش مملوك النائب الذي كان توجه من مدة بسبب المكاتبة في أمر كاتب السر السيد الشريف وعلى يده توقيعه وكان كتب من مدة فعرض له ما أوجب تأخيره، فمدة مباشرة ابن الشهاب محمود بعد لبس الخلعة شهر ونصف.
وجاء معه كتاب السلطان إلى النائب بسبب الأمراء الذين جاءوا الشام وكان النائب والأمراء اتفقوا على إرسال قرابغا الحاجب فرد أطلمش رسولاً لمكاتبة النائب فيهم.
ووصل مقدم البريدية من ناحية حلب وكان توجه إلى جكم من جهة السلطان من مدة كما قدمنا وكان عند ابن صاحب الباز التركماني فأخبر أن جكم وصل إلى طرابلس، فأُخبرت أن النائب خلع عليه وأُخبرت أن مملوك النائب الذي وصل أورد معه كتاب السلطان بالقبض على الأمراء الواردين من مصر.
وآخر نهار الأربعاء ثاني عشره وصل الخبر من ناحية طرابلس أن جكم قصدها فقابله العسكر فكسرهم وقبض على النائب وملكها وبلغني أن نائبها واسمه شيخ كان استولى على دار جكم بمصر لما قبض عليه.
وجاء الجواب من نائب صفد بعد المكاتبة إليه بالمجيء إلى دمشق مع الجماعة بما يظهر به طاعتهم وأنه معهم وليس في مجيئه فائدة فإذا توجهوا لاقاهم إلى الطريق، وهو مع ذلك يرفع إلى القلعة المطاعم والآت الحرب.
ويوم الاثنين سابع عشره أُطلق قرايوسف من السجن وفك قيده وخلع عليه وركب فحف به التركمان جمع، ثم احتفظ عليه وجعل .....
وليلة الثلاثاء ويومه ثامن عشره وهو آخر الأربعين التي يشتد فيها البرد والعشرون من كانون الثاني وقع مطر جيد ومعه برد شديد، وليلة الأربعاء كثيراً جداً ومن الغد وتكرر في ليلة الجمعة ويومها، وهذه المطرة الرابعة التي وقعت في هذا العام والثالثة في فصل الشتاء وحصل بها خير كثير ونفع عظيم ثم تواتر المطر في آخر كانون الثاني.
ويوم الاثنين رابع عشريه وهو أول أمشير طيف بالمحمل على العادة وحضر الأمراء المصريون مع النائب وركب معهم قرايوسف، وكان المطر قد وقع ليلاً كثيراً.
وليلتئذ توفي الشيخ جمال الدين عبد الله (1) بن محمد ابن العلامة برهان الدين إبراهيم الرشيدي بالقاهرة وقد روي عن الميدومي وابن عبد الهادي وغيرهما، كتب بذلك إلى الشريف تقي الدين الحسني المكي وقال: كان له حظ من العلم ومعرفة بقراءة الحديث، وكتب إلي مرة أخرى فقال: سمع أيضاً من ناصر الدين ابن الملوك، وقال: كان له إلمام بالعلم ودربة بقراءة الحديث وله شهرة بالخير وهو أحد الصوفية بخانقاه سعيد السعداء، وكان خطيباً ..... خبره بعمر ابن حيدر وكان منزله بجواره.
ويوم الأربعاء سادس عشره توفي القاضي شمس الدين محمد (2) بن قرمون الزرعي وكان باشر القضاء بمعاملة دمشق مدة وتنقل في المعاملة فمما ولي حمص والقدس والرملة وغير ذلك وآخر ما كان بالقدس فقدم دمشق فولي الكرك فتوجه إليها وهو ضعيف فرجع من الطريق فمات وكان عنده فضيلة وينظم نظماً فصيحاً وله قدرة على ذلك وأحسبه بلغ السبعين.
ويوم الجمعة تاسع عشريه حضر النائب الأمير يشبك الدوادار بمقصورة الخطابة بالجامع ومعهم قرايوسف فأحلفوه أن يكون معهم وأحلفهم أيضاً على ما أراد.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 446، إنباء الغمر 5/ 244، الضوء اللامع 5/ 43 (163)، شذرات الذهب 9/ 102.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 457، إنباء الغمر 5/ 269، شذرات الذهب 9/ 108.
وفي ليلة الأحد سادس عشره توفي بدر (1) الدين أنس ابن القاضي علاء الدين على ..... الأنصاري نسيب ابن إمام المشهد وكان والده محتسباً ومدرس الأمينية وخلف أولاداً هذا منهم وقد طلب الحديث وكتب الطباق وشهد على الحكام بعد أن كان على زي الجند وعمل مرة نقابة الحكم للقاضي علاء الدين وقد استجيز له جماعة من أصحاب الفخر ومن القاهرة ابن القلانسي وغيره مات في عشر الخميسن وكانت ..... ، توفي في العادلية الصغرى.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 428، ذيل تذكرة الحفاظ 5/ 241.