الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجب
أوله الخميس وهو الثلاثون من تشرين الأول والثالث من هتور والسادس عشر من برج العقرب وليلة الجمعة سادس عشره في الساعة العاشرة نقلت الشمس إلى برج القوس وآخره أول كيهك.
ويوم الجمعة ثانيه وقع مطر بلّ الأرض وهو آخر يوم من تشرين الأول وأول مطر وقع بدمشق في هذا الفصل.
ويوم الاثنين خامسه توجه الطنبغا العثماني بطلب من السلطان له ولقاني باي فلم يتوجه قاني بيه، وبلغني أن مماليك السلطان الذين فارقوا من حلب إلى دمشق نودي برجوعهم وكان العثماني قد ظلم أهل المزة وفرض عليهم سبعة آلاف بسبب مملوك له قتل منذ سنين كان فيما قيل قد صال على رجل معه دبس فاستصرخ بأهل المزة فجاءوا إليه وخلصوه ووقع بينهم وبين ذلك المملوك ورفاقه قتال فجرح المملوك وتوجه إلى صفد ومات بعد شهر فقدم مع السلطان ونزل المزة ببستان ابن جماعة فبدا له في هذه الأيام ظلمهم وأخذ القدر الذي فرضه من كل واحد منهم فدعى عليه أكثرهم ومقتوه وذموه، ولما نادى المنادي بسبب مماليك السلطان قصدوا المنادي ليضربوه فهرب، وتوجه الباعوني مع العثماني ساعياً على ابن الأخنائي في الخطابة وغيرها.
ويوم الثلاثاء سادسه وصل من جهة الأمير بكتمر من أخبر بولايته نيابة الشام ثم ضعربت البشائر لقدوم فيروز الخزندار طواشي السلطان ومعه طلب المماليك فطلبوا النفقة فلما كان من الغد قبل الظهر وبعده ركبوا على نائب
الغيبة ومن معه من الأمراء ودخل بهم القلعة وصاروا راكبين تحت القلعة وضربوا فى القلعلة الطبلخاناة دقاً حربياً فنصب عند قبة باب النصر صنجقاً سلطانياً ونودى من كان طائعاً فليقف تحت علم السلطان فسار عوامهم إليه ووقف تحته أكثرهم وتأخرت طائفة فاجتازوا إلى الميدان وضربوا طبلاً وزمراً وقبضوا على الأمير قانباي وعلى الحاجب بك باي وغيرهما وطلبوا منهم أن يكونوا رؤسا لهم أخذوهم غصباً ثم ساروا ناحية الرملة وهم يضربون الطبل فسافر من طلبهم طائفة فأدركوا بعض من تأخر منهم فأخذوا جميعهم وتوجهوا على حمية ومعهم قانباي وبرد بك رأسهم إلى ناحية الكرك.
ويوم الجمعة سادس عشره أول برج القوس وقع مطر غزير جرت منه الميازريب وتواتر في النهار وليلة السبت وذلك مضى نصف تشرين ولم يقع بدمشق وسمى قبله ثم وقع (17) تشوين و (4) القوس يوم الاثنين وليلة الثلاثاء كثيراً جداً.
ويوم الاثنين تاسع عشره وصل الأمير طغر برمش ابن أخي دمرداش ويقال له سيدى الصغير إلى دمشق متوجهاً إلى نيابة صفد وكان وليها من مدة يومين أو ثلاثة ثم عين لنيابة حلب وأُعيد نائب صفد شاهين الذي هو الآن نائب الغيبة بدمشق فلما وصل أخوه من عند شيخ هارباً قرقماس الذي يقال له سيدى الكبير جعل نائب حلب وأُعيد هذا إلى صفد.
وفرضوا فى هذه الأيام على البساتين والقرى ذهباً وكانوا فرضوا قبل ذلك شعيراً ثم فرضوا على الطواحين والحمامات ثم على الحوانيت في هذا الوقت أيضاً الله مفاتيح الشر.
ثم وقع مطر غزير يوم الجمعة ثالث عشرينه ووصلت خلعة إلى دمشق صبيحة متوجه بها إلى سودون الجلب بنيابة الكرك.
وخلع يوم السبت من الغد أيضاً على مباشري السلطان المستخرجين للأموال واستعدوا لإدارة المحمل يوم الثلاثاء لوجود الطين يوم الاثنين، فلما كطان ليلة الثلاثاء سابع عشره عند التسبيح وقع مطر كثير ومع ذلك فأداروه.
وتوجه من الغد ابن أخي دمرداش طغري بردي إلى صفد نائباً بها.
وبينما هم في إدارة المحمل إذ جاءهم مخبر أن السلطان وصل إلى قريب وهو داخل فاضطرب الناس وتحدثوا كثيراً، فلما كان بعد العصر دخل القلعة في خواصه دون كبار الأمراء وبقية العسكر والقصد أن السلطان بلغه أن شيخاً ونوروزاً ومن معهما وصلوا إلى عين (1) تاب فخرجت العساكر إليهم فتوجهوا إلى ناحية المزة، فلما بلغ السلطان بحلب تعدية شيخ ونوروزاً أرسل في الحال العسكر من طرق وقدم في الحال إلى دمشق وكان خروجه يوم الجمعة ثالث عشرينه فوصل في أربعة أيام.
ويوم الأربعاء من عشيته دخل الأمير الكبير طغري بردي ولم يعرف لشيخ خبراً ويوم الاثنين تاسع عشرينه وصل الأمير بكتمر لابساً خلعة النيابة ومعه أيضاً الأمير دمرداش وجانم الذي ولي نيابة طرابلس وقبضوا كلهم ولم يجدوا لشيخ ونوروز خبراً.
(1) عين تاب - قال ياقوت -قلعة حصينة بين حلب وأنطاكية وهي من أعمال حلب- معجم البلدان 4/ 199 (8702).