الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الآخرة
أوله الأحد سادس عشر كانون الأول وتاسع عشر كيهك وثالث الجدي.
ويوم الثلاثاء ثالثه أعيد بدر الدين ابن الموصلي إلى وظيفة الحسبة.
ويوم الجمعة سادسه توجه النائب إلى ناحية الغور للإغارة على عرب هناك.
ويوم الاثنين تاسعه وصلت الزرافة المرسلة من السلطان إلى تمر فنزلت بخان الخازندار عند مسجد القصب.
وفي هذه الأيام أبيع اللحم كل رطل بتسعة بالفلوس والآلية باثني عشر وسبب ذلك إحجام الناس عن التعامل بالفلوس وزهدهم فيها وأرباب الدولة يقصدون أن يجعلوها بالميزان كل رطل بعشرة ونحوها وضربوا فلوسًا أثقل منها، قيل إنهم يتعاملون بها كل ثلاثة ثُمن وتعطلت معايش الناس وغلقت الأسواق وغلت الأسعار ثم قيل لهم لا يغير في الفلوس أمر حتى يقدم النائب وقيل أن الفلوس يصرف الدرهم منها ونصف بدرهم.
وقبل نصفه بيوم ونحوه وصل توقيع ابن القطب بقضاء الحنفية وهو الذي كان قاضيًا في أول السنة ثم ولي ابن الكفري شهرًا وبعض آخر ثم انفصل بحضور توقيع ابن العز فلم يمكن من المباشرة ثم ولي
هذا فهذه أربع ولايات في خمسة أشهر ثم أُعيد ابن الكفري بعد ثلاثة أشهر.
ويوم الجمعة ثالث عشره أول طوبة، ويوم الثلاثاء سابع عشره أول كانون الثاني، ويومئذ ..... لبس ابن القطب بقضاء الحنفية.
ويوم الاثنين سادس عشره قبل العصر رجع النائب من ناحية الغور بعد غيبة عشرة أيام ولم يظفر بالمطلوب بل أنشد العرب الذين قصدهم فهربوا وقتل من جماعة النائب طواشي وجرح آخر لانفرداهم عن العسكر.
وتُلقي النائب بالزرافة لابسة ثوب حرير أصفر وقد استفتى في الزرافة وحل أكلها وهل هي متولدة من جنسين أو أجناس أو أنها جنس مستقل وما ضبطها، فكتبت عليها كلامًا ملخصه أنها حلال عند الشافعي وأحمد وصرح به غير واحد من أصحابهم ولم ينقل التحريم عن أحد إلا عن الشيخ أبي اسحاق في تنبيهه ومن قلده وأبي الخطاب الحنبلي ولا أعرف لهما سابقًا كذلك وكتبت اختلاف الناس فيما هي متولدة منه بعد الاختلاف في أنها متولدة من شيئين أم لا، ومن قال أنها متولدة من شيئين احتج بتسميتها زرافة، قال والزرافة في اللغة الجماعة وبأن اسمها بالفارسية "أشير كوه ماه" و"أشير" هو الجمل و"كوه" النعام و"ماه" البقر، وهذا يدل على أنها متولدة كما قال الزبيدي من الإبل الوحشية والبقر الوحشية والنعام، ومنهم من قال أنها متولدة من النوق الجنسية والضبع فيسفد الضبع الناقة فتجيء بولد بين خلق الناقة والضبع فإذا كان ذكرًا عرض للمهاة فتلك هذه الزرافة، وقيل أنها متولدة من الخيل بدل الناقة ومن الضبع والبقر وقيل أنها متولدة من مأكول وغير مأكول وهذا تعلق بها من حرمها وهو باطل لا أصل له، نعم من يحرم الضبع والخيل لزمه القول فيها بالتحريم إن صح، وأبو إسحاق جعل علة التحريم مما يتقوى بنابه وهذا أيضًا خلاف الواقع حتى تعجل بعضهم فقال: الزرافة نوعان وهذا أيضًا باطل، والقول الآخر أنها جنس مستقل غير متولد من جنس آخر وهو الذي رجحه الجاحظ، وقال: أن ما سواه غلط، قال: وتسمية الفرس لها إنما هو للشبه الحاصل بما ذكر، قال: وهي عادة
الفرس يركب من اسمه من شبه ذلك الحيوان، وكتبت أنها بالضم والفتح وأن بعضهم شدد الفاء والله أعلم (*).
ويوم الثلاثاء سابع عشره أخرجوا فلوسًا جددًا من دار الضرب ثقالًا شكلها وزن كل واحد درهم ونصف تقريبًا ونادوا بالتعامل بها كل ثُمن بثلاث ونادوا على بقية الفلوس بالميزان وزن كل رطل بعشرة.
ويومئذ أول كانون الثاني واستقبل كانون بالمطر الكثير من ثانيه إلى يوم الجمعة متواترًا ينقطع ويعود ووقع يوم الجمعة على الجبال والأرض وأصبح يوم السبت وهو قد جمد وذاب من الغد ووقع يومئذ أيضًا مطر.
ويومئذ عشاءً وصل البريد بالقبض على السلطان أحمد وقرايوسف في جواب مكاتبة النائب وكان كتب في قرايوسف بأن يعطى إقطاع نعير فلم يجب وكتب إليه "إنّا قد وقع الاتفاق بيننا وبين تمر بأن من هرب من عنده يقيد ويحبس وكذلك من جاء إليه من عندنا" فقيد قرايوسف وسجن، ومن الغد سجن أيضًا أحمد هذا ببرج السلسلة وهذا ببرج الحمام وكتب بذلك المحاضر وأرسلت يوم السبت.
وووصل في جواب المكاتبة أيضًا الإجابة بما سأله من أمور منها تولية القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء قضاء الشام وكذلك القاضي شرف الدين عيسى المالكي فباشرا من الغد وصار القضاة أربعة جدد.
ويوم الخميس تاسع عشره قبض على ثلاثة من الأمراء وهم قلج وجقمق وأينال الناصري بمرسوم السلطان.
ويوم الجمعة العشرين منه باشر القاضي الشافعي الخطابة من غير تولية، بل بُني الأمر على أنها ستكتب في توقيعه وقد علم أنها خرجت عن الذي قبله لكاتبه.
وفيه سمعت بولاية صاحبنا شمس الدين ابن الحلاوي وكالة بيت المال بالديار المصرية ونظر كسوة الكعبة.
(*) جاء في حاشية الورقة (147 ب): ذكر الجوهري اللغتين في صحاحه.
وفيه قصد داودار النائب الكبير شاهين عمارة جامع التوبة أثابه الله تعالى ولما كان يوم الثلاثاء رابع عشره فقبل الصناع بناؤه كله خلا المنارة بخمسة آلاف وخمسمائة وشرعوا في عمارته وهدم بعض الحائط الشمالي مما يلي المنارة.
ويوم السبت ثامن عشريه نقلت الشممس إلى برج الدلو ووقوع المطر مستمر من قبل دخول فصل الشتاء والى اليوم لم ينقطع إلا أيامًا يسيرة.
ويوم الخميس سادس عشريه وصل توقيع القاضيين الشافعي والمالكي، وتوقيع الشافعي مؤرخ بمنتصف جمادى الأولى وفيه تدريس الناصرية ونظرها وتدريس الغزالية ونظرها، وقد جاءني توقيع بهما وبإبطال ما سيكتب لغيري وفيه نظر المارستان والأسرى والأسوار والصدقات ولم يكتبوا الخطابة ولا مشيخة الشيوخ لأنهما لي ومع ذلك فخطب من الغد يوم الجمعة.
وجاء مع البريدي كتاب الدوادار يتضمن المطالبة للقاضي علاء الدين على مائتي ألف التي جرت عادة القاضي ببذلها على القضاء وان السلطان أنعم بها على أمير يقال له أينال حطب وكتب إلى ناظر الجيش أن يقبضها ويشتري لهم بها حوائج وقماش، وأن القاضي المالكي يؤخذ منه مبلغ خمسين ألفًا، وهذا شيء من أقبح ما يكون وقد تناهى حال القضاة إلى هذا الحد فإلى الله المشتكى.
وفي ليلة سابع عشريه قبض على والي البلد صبي مملوك ولي في الشهر الماضذي وضرب ضربًا كثيرًا ثم عزل عن الولاية ثم أضيفت إلى والي البر ابن الكلبياني فجمع بين الولايتين.