الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رمضان
أوله الثلاثاء سابع كانون الثاني وحادي عشر طوبة وسادس عشري برج الجدي ويوم الأحد العشرين منه أول أمشير ويوم السبت سادس عشريه أول شباط ويوم السبت خامسه نقلت الشمس إلى برج العقرب عند الزوال وقيل بعده.
وليلة أوله وقع بين القاضي المالكي وبين ابن الحسباني المباشر لقضاء الشافعية بسبب أن مسجد القصب قصد توسعته من جهة القبلة من أرض خانق وماري وأن المالكي يحكم بأخذ الأرض بقيمتها قهراً ومانعه القاضي شهاب الدين فجرت بينهما أمور ثم وقع أشياء فكتبت على الفتوى بعد مراجعة كتب المالكية واستقر الجواب فيها على المنع عند المالكية على ما بينته الفتوى.
ووقع ليلة أوله مطر ثم كثر ليلة ثانيه وجرى الميزاب وطالت مدته وحصل به نفع كثير وكان الناس قد تحدثوا في الاستسقاء، وجاء الخبر بوقوع مطر في البر.
واشتهر في هذه الأيام قصد سودون المحمدي دمشق فتخوف الناس منه وجعلوا على القلعة ..... وقد غاب في بلاد صفد وصادر قرى ظاهرها وكتب إلى شيخ في ذلك ثم جاء فنزل على سعسع فوصل يوم الأحد سادسه دواداره جقمق بسبب استخراج أموال من الناس فرضوها على القرى والبساتين فلم يفجأهم إلا دخول سودون
وقيل إن المرسوم الذي معهم يتضمن أن يؤخذ من كل فدان دينار فسلكوا طريقاً أكثرها غير هذا ووسعوا وبالغوا في العقوبة بالأذى واستمروا على ذلك إلى آخر رمضان.
ويوم الاثنين سابعه دخل سودون المحمدي على داريا ووصل إلى ناحية المصلى ودقوا على القلعة بكرة بعد الصبح حربياً وقيل أنه نادى بالأمان وقال للعوام إنّا من جهة السلطان ونوروز وهو نائب الشام ..... وهونوا أمر عسكر الشام فنزل بالمصلى وضرب خيامه وجعل فيه جميع ما معه ثم قصد ناحية باب الجابية ودخل طائفة إلى الباب الصغير ففتحوه ودخلوا وكان نائب الغيبة والدوادار جقمق والاستاددار وقفوا على باب النصر وجعلوا جماعة على البرج فجاءهم الخبر أن الباب الصغير فتح فدخلوا من باب النصر وأغلقوا الباب وتوجه طائفة إلى داخل البلد فطمع المشاة الذين مع المحمدي فوصلوا إلى قريب باب النصر ورموا على الذين على البرج فحمل العوام من تحت القلعة عليهم جملة واحدة وضربوا بالمقاليع والحجارة فكسروهم وتوجهوا في أثرهم فلم يفاجئهم إلا الأمير سودون بقجة قد وصل من ناحية الوطاق فجاء إلى باب النصر فوجده مغلقاً فصاح عليهم فخرجوا إليه وجاء طائفة ممن مع المحمدي من جماعة علان فانضافوا إليهم ثم حملوا حملة واحدة على المحمدي فكسروه وتقنطر به فرسه ثم ركب وهرب وتبدد شمله ونهب كل ما في خيامه من مال عين فإنهم لحقوا الخزانة وأخذوا الجمال والأحمال وجميع ما في المصلى وتوجه في نفر قليل هارباً.
فلما كان في أثناء الليل وصل شاهين الدوادار فنزل ببيته وظف أمر المحمدي في ساعة واحدة وله الحمد، ثم شرعوا يستخلصون ما يفرضون على الأراضي والذي جاء بسبب ذلك جقمق الدوادار وأرسلوا الكليباني إلى البر وجلس الدوادار بدار السعادة وفرضوا شيئاً كثيراً وتأذى الناس أذىً كثيراً، فعرضوا على كفر سوسه ألف
دينار.
وليلة الجمعة حادي عشره ويومه وقع مطر كثير غزير وتواتر لم يقع بدمشق مثله في هذا العام وذلك في سابع عشر كانون الثاني، وبلغنا وقوع الأمطار في نواحي الشام.
وفي هذه الأيام ولوا وزيراً وهو سعد الدين ابن الغزال الكاتب وانفصل أخو سليمان من نيابة أخيه مستمراً في الحسبة، وأخذ أيضاً يعرض على الأسواق والحوانيت دنانير مع ما الناس فيه من شدة.
ووقع في النصف الثاني من كانون الثاني مطر وثلج كثير تكرر وتواتر وكان في العشر الأخير منه غاية في الكثرة وأكثره كان يوم الجمعة ثامن عشره.
ويوم الاثنين حادي عشريه سابع عشرين كانون.
ويوم الجمعة خامس عشريه خطب الباعوني بالجامع ولم يباشر ابن التباني فقام الناس وسعوا في منع الحنفية من التعرض للخطابة بالجامع وسُعي للباعوني سعياً قوياً عند الدوادار وسودون بقجة وبكى على عادته وكتب إلى الأمير شيخ أن الخطابة إنما هي للشافعية.
ويوم السبت سادس عشريه نودي في الجند للتأهب للخروج مع الأمير سودون بقجة للتوجه إلى صفد ولي نيابتها من قبل شيخ مع أن السلطان أرسل نائباَ لها يقال له شاهين الزردكاش وبلغني أن نائب غزة يشبك الموساوي جاء إليه من غزة وإن معهم مماليك السلطان.
وفي يوم السبت تاسع عشره شرع بدر الدين حسن بن محب الدين الطرابلسي استاددار الأمير شيخ في إنشاء عمارة بموضع الرواق المقابل لتربة الشيخ رسلان خارج باب توما مسجداً وتوسعته على النهر وبنى بتربته تربة للدفن وعلى أن يعمل هناك كتّاب أيتام.