الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رمضان
أوله الاثنين الثلاثون من كانون الثاني والرابع من أمشير والتاسع عشر من برج الدلو.
وفي أوله وصل يشبك الموساوي مقبوضاً عليه من غزة، وكان السلطان أرسله إلى الكرك نائباً فلم تفتح له القلعة واستمر مدة وسودون الجلب قد أرسل من دمشق ثم قصد غزة ليأخذها فوصل الخبر إلى سلامش وكان استولى عليها فتهيأ له فوقع بينهما فساخت فرس يشبك في طين هناك فسقط فقبض عليه وكتب إلى نائب الشام يخبره فأرسل دواداره فأتى به وبآخر معه.
ويوم الأربعاء ثالثه أول شباط وليلتئذ كان هواء شديد رمى أشجاراً، وليلة أمسه ويومه جاء سيل عظيم بطرابلس ما رأُي مثله هدم أبنية كثيرة وهلك فيه جماعة.
ويومئذ شرعوا في نقض أحجار ما كان منها أعلا الباب الذي كان استجده الأمير شيخ أيام مباشرته وذلك بأمر النائب.
ويومئذ لبس عز الدين ابن القاضي محب الدين أبي الفضل خلعة القضاء بمكة وعزل ابن ظهيرة، كتب إليّ القاضي المالكي بذلك.
ووقع في آخر كانون أمطار كثيرة وزاد بردى زيادة جيدة وتغير الماء، ثم وقع مطر يوم أول شباط وتكرر وكثر في ليلة الخميس رابعه وجاء سيل عظيم في أواخر الليل وأصبح وقد تزايد وفاض بردى وملأ الوادي والميادين
وتحت القلعة ودخل إلى ..... ووصل إلى قرب باب الفراديس وعلا على جسر طوغان واستمر إلى آخر النهار، وهو نظير السيل الذي جاء في أول سنة ست وثمانين في شباط أيضاً لكن ذلك كان بعض النهار وهذا دام نحو يوم وليلة.
وصبيحة يوم الأربعاء عاشره أصبح الناس يتحدثون بهرب الأمير بكتمر شلق من القلعة باتفاق مع البوابين فيما قيل وهربوا معه قيل أنهم نزلوا الحبال المعلقة لنقل الحجارة وتوجه إلى صفد.
وقبض يوم الجمعة ثاني عشره على الاستاددار خليل مرة ثانية ولبس مكانه استاددار الصحبة أظلم خلق الله.
وبعد المغرب من ليلة السبت ثالث عشره نقلت الشمس إلى برج الحوت.
ويوم الاثنين نصفه حضرت أنا والقاضي شهاب الدين ابن الحسباني والقاضي عز الدين الحنبلي سماع البخاري عند النائب باستدعائه وكان يقرأ هناك من أول الشهر وبمحضر القضاة وجماعة من الفضلاء على اختلاف مذاهبهم والقارئ الإمام محيي الدين المصري وكان حضر معهم الشيخ جمال الدين الشرائحي ثم وقع الختم ولم يقرأ منه إلا اليسير في يوم الأربعاء رابع عشريه، ولم أحضر لوقوع مطر منه وكان الاتفاق حصل على ختمه من الغد فعجلوا ذلك.
ويوم العشرين منه وصل الخبر من غزة يستحث العسكر إلى التوجه إليهم.
ويوم الثلاثاء ثالث عشريه وصل الخبر أن بكتمر شلق توجه من غزة إلى نابلس للقبض على ما جمعه العلم سليمان ابن الجابي لنائب الشام.
وبكرة يوم الخميس بعد الفجر خامس عشريه توجه النائب مسافراً في طائفة كبيرة من العسكر.
ويومئذ بعد طلوع الشمس جاءني محمد بن خليل المؤذن بدار السعادة
فقال أن النائب بعد ما صلى الصبح وقبل أن يسافر استدعاني فقال: أيت فلاناً يعنيني وقيل له يخطب عندنا، ثم جاءني ابن ..... الموقع على لسان تنكز بغا أن النائب ولاني الخطابة، والسبب في ذلك أن الباعوني وقع منه كلام في السميساطية استفتى عليه بسببه ونسبت إلى أمور صدرت منه لا أحب ذكرها واطلع النائب على ذلك وشكى مما يطول الخطبة تطويلاً زائداً وأنه أرصد جماعة يستغيثون عند صياحه وبكائه وأنكر الناس عليه هذه الأمور وسعى هو في خطابة القدس فكتب النائب إلى نائب القدس بتمكينه من الخطابة به وبلغ النائب أن توقيع نائبه كُتب بها بالديار المصرية وكان صاحبنا الشيخ شهاب الدين ابن الحسباني سعى فيها وفي وظائف آخر وكتب القصة باسمي واسمه في ذلك كله وكتب عليها النائب يكتب فجرى هذا والنائب مسافر فلا يدري كيف جرى.
فلما كان من الغد جاءني ابن العطار الحجازي المكي وكان بالديار المصرية فجاء في طائفة من جماعة وعلى يده كتب من أخي وأخبر بكتابة توقيع كاتبه بالخطابة والمشيخة ووظائف أخرى، وأن التوقيع بذلك كتب في شعبان فلله الحمد.
ويوم الجمعة سادس عشريه خطبت بالجامع الأموي وحضر بيت الخطابة نائب الغيبة وحث على حضور المشيخة فلم يتفق ذلك إلا من الغد، حضرت أنا والشيخ شهاب الدين جميعاً.
ويوم السبت سابع عشريه حضر جماعة من الأتراك من البلاد ذكروا أنهم رسل من جهة قرايلوك.
وتراءى الناس الهلال ليلة الثلاثاء الثلاثين منه وكان غيم قد سد الأفق أو كاد ومع ذلك فلم يكن في مظنة الرؤية لأن بعده ومكثه أقل من ست درج ونوره نصف إصبع وكان الحنابلة الذين صاموا الأحد على أنه شك حريصين على إثبات الشهر بالثلاثاء وكان بلغهم أن أهل صفد وطرابلس صاموا الأحد وهو غير ممكن فكانوا يسعون في إثبات ذلك بدمشق ونقله فضاق الوقت عليهم ولم يحصل لهم مرادهم ولفقوا من شهد بعد تفرق