الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو الحجة
أوله الثلاثاء (15) أذار (19) برمهات في الدرجة الواقعة من برج الحمل، ثم ثبت عند بعض نواب القاضي الشافعي أن أوله الاثنين وإنما رؤي بالقدس وتلك النواحي ليلة الثلاثاء ويوم الجمعة تاسع عشره أول نيسان ويوم الأحد رابع عشره أول برمودة ونقلت الشمس إلى برج الثور في أواخر الساعة الثَّالثة من يوم الاثنين تاسع عشرينه قبل العصر بنحو خُمس ساعة.
ويوم عرفة تحقق هرب نائب غزة الذي كان قدم دمشق بعد نائب صفد لحفظ البلد لما اشتد ضعف نائب الشام كما تقدم وكان توجه للصيد فتوجه من هناك فجاء الاستاددار غرز الدين إلى الدار التى كان نازلاً بها وهي دار الأمير فرج بن منجك فأخذ ما فيها.
وليلة الجمعة ثاني عشره هرب اليوسفي أحد المقدمين من داره فقيل إنه يتجه نحو نائب غزة واشتهر ذلك ثم بان أنه إنما اختفى في موضع لمعنى ذكروه يتعلق بنائب صفد.
وفي هذه المدة انقطع النائب بسبب ورم برجله يقال له استسقاء وحصل له بالأمس إسهال فأرجفوا به وخاف الناس إن مات يقدم شيخ ونوروز البلد فيحصل لهم ضرر أو يسرع السلطان في المجيء فالله يلطف بالمسلمين.
ويوم الجمعة تاسع عشره وصلت الأخبار باجتماع الأميرين شيخ ونوروز بالقرب من حماة فانزعج الناس لذلك لا سيما أرباب الدولة ثم
وصل الخبر من الغد أنهم قصدوا سلمية بسبب العجل بن نعير وتركمان معه ثم جاء الخبر يومئذ بوصولهم إلى حمص فنقلوا أثقالهم وأموالهم إلى القلعة وهيؤوا لهم بمواضع فيها ونقل قرقماس من أول الأمر إلى الميدان ونائب الشام منقطع وقد ..... حاله وخاف الناس من النهب وترقبوا خطه صعبة ..... شيئًا وقد هرب منهم من هرب.
وليلة الأحد حادي عشرينه هرب طائفة من جماعة النائب إلى ناحية حمص ويوم الاثنين ثاني عشرينه أفرج عن القاضي شهاب الدين ابن الحسباني بكتاب من السلطان ورد على يد ولده وكان توجه بسبب ذلك فمدة إقامته بالقلعة شهران وثلاثة أيام (*) وذكروا أن الكتاب الذي ورد بالقبض عليه تصحف على كاتب السر بالشام اسمه فإن فيه القبض على ابن فير ابن الحسفاوي والبصروي والبارزي فصحف الفاء لـ "ب" وقال الحسباني بدل الحسفاوي ثم كتب إلى السلطان أنه قبض على المذكورين فلما سعى عند السلطان في ابن الحسباني قال: هذا سجنه نائب الشام فحين توجه إلى الشام وتحرر الأمر بمن رسم بالإفراج عنه وتولية ابنه قضاء طرابلس والحسفاوي كان بأرض حلب أيام جكم ودخل به في تولية السلطنة وكان قد ولي حلب في هذا العام بعد عزل ابن البارزي ثم عزل بابن البارزي وهو عندنا بدمشق ثم العجب أنه أُعيد في هذا الوقت وأنه كان القائم بأعباء سلطنة جكم وولاه قضاء طرابلس وشهرته تغني عن الأطناب في وصفه والبصروي كان يكتب عند جكم بعده فتوصل وولي قضاء حمص ثم صار يعزل ولا يلتفت ويحكم بلا ولاية ثم حضر عند أخي لما ولي نائبًا فضربه وأطاف به البلد وسجنه ثم صار كاتب السر عند نيروز بطرابلس ثم ولاه قضاءها مع ابن الحسباني المذكور وهو رجل سوء هو وابن نقيرين والحسفاوي.
وفي يوم الخميس سادس عشرينه خلع على الأمير قرقماس ابن أخي دمرداش بنيابة حلب عوضًا عن الأمير شيخ الخاصكي وعلى الأمير سودون
(*) جاء في حاشية الورقة (249 ب): وكانت مدة إقامته بالقلعة خمسة وستين يومًا.
عبد الرحمن الذي كان نائب غزة بنيابة طرابلس عوضًا عن نوروز ثم بعد أيام فر سودون المشار إليه إلى جهة الأميرين ثم توصل شيخ ونوروز إلى قريب حمص ونائب حمص موافقهما وله مدة قد حصن حمص وقلعتها ثم جاءت الأخبار بأنهم قد وصلوا إنى حمص فنادى نائب دمشق وقرقماس بان جميع الناس يدخلوا إلى داخل البلد القضاة والأمراء وسدوا بعض أبواب دمشق وجلس إيناس الحاجب على سور باب كيسان وولى السلادار الحاجب على باب الفراديس وحصنوا القلعة وغلقت الأسواق.
وفي أوائله قدم عز الدين عبد العزيز العداوي من بغداد إلى دمشق وكان هذا من سنوات مقيمًا بالقدس ثم ولي بها قضاء الحنابلة وحكم بكفر الباعوني وطلب إلى دمشق وعقد مجلس بسبب ذلك ثم توجه إلى الحجاز وجاور بمكة ثم توجه في الركب العراقي إلى بغداد فولاه السلطان أحمد قضاء الحنابلة بها وحكى لنا عن الوقعة بينه وبين قرايوسف عند تبريز وحصار بغداد فلما أخذها ابن قرايوسف توجه إلى الشام فوصل في هذه الأيام.
ويوم الجمعة سادس عشرينه وصل العسكر الجاليش من الديار المصرية فنزلوا عند قبة يلبغا ثم ركب الآمر إلى البلد فنزلوا بدار السعادة وسلموا على النائب ثم رجعوا إلى منزلهم وهو بكتمر جلق وطوغان الدوادار.
وجاء الخبر من بلاد صفد بقتل ابن بشارة الخرباني غدرًا وكانا قد اصطلحا في هذا العام وتصاهرا فلما كان ليلة ..... وكانوا أيام وليمة الأملاك على عادتهم في جعلها أيامًا فهجم ابن بشارة على الخرباني كلهم ..... عليه لحضور العرس وبينهم وقتلهم كلهم سوى واحد نجا على فرس وكلهم روافض فاسدوا العقائد.
ويوم الاثنين تاسع عشرينه توجه عسكر الجاليش المصري من أراضي قبة يلبغا إلى ناحية برزة فنزلوا بسطحها فتجاوزها ونزلوا بنواحي ثنية العقاب، ومرّ منهم من مرّ في البلد إلى تلك الناحية وآخرون على ناحية الباب الصغير، جاءهم المرسوم الشريف بانتقالهم إلى ذلك الموضع بعد أن كان ورد عليهم المرسوم أن لا يبرحوا مكانهم حتى يأتيهم المرسوم بالانتقال
وشرع الناس يتحدثون بأحاديث لا محصول لها ثم بان أنهم كلهم اتفقوا وهربوا وشيخ ونوروز، وخامروا على السلطان لما يبلغه عنهم من الوعيد ومعاينتهم من يقتل من أمثالهم ذبحًا بيده وغيرها لمجرد الوهم، ثم كتبوا إلى السلطان بأنهم إنما هربوا خوفًا منه وأنهم توجهوا إلى ناحية العجل بن نعير وأنه إن ولاهم نائبه ببلاد الشام من غير أن يحضروا بين يديه وعينوا لكل واحد بلدًا، فإنهم في طاعته ويكفون، وامسكوا شاهين الزردكاش وأخذوه معهم لأنه لم يوافقهم على المخامرة وبعثوه إلى قلعة الروم لأنها بيد شيخ الخاصكي. ومن له اطلاع على الأمور أنه قتل ذبحًا أزيد من ستمائة من جماعة أبيه وجماعته.
ويوم الثلاثاء آخره وصل السلطان بعد ما ..... الطنبغا ومعه الأمير الكبير دمرداش وكان سبقه ووصل ليلتئذ فبلغه خبر الجاليش فاستمروا حتى نزل برزة ثم أصبح فأرسل السلطان خلفه فرده وبادر إلى السلطان فدخل معه ونزل بدار منجك القرمانية، وهو سابع مرة يجيء إلى دمشق من حين ولي السلطنة وإلى الآن.
ودخل مع العسكر ابن القصماني الحموي متوليًا قضاء الحنفية بالشام، وكان بلغني أنهم ولو بغزة قضاة حماة فجرت له كائنة قبيحة مع نائبها يومئذ يشبك بن أزدمر وافتضح بها وسيرته قبيحة فورد دمشق فولاه نوروز أيام عصيانه قضاء الحنفية عوضًا عن ..... وكان كتب خطه يشي بمن خرج من دمشق فآل أمره إلى أن صار بمصر فسعى من جهة الدوادار طوغان ولم يتحرر أمره، وكان والده من الفضلاء ويقال أنه كان سببًا في هلاك والده فلما كان بعد الغد أُعيد ابن العز (*).
(*) جاء في حاشية الورقة (250 ب): قاضي صفد بدر الدين حسن ابن الشيخ شمس الدين محمد بن صلاح الدين يوسف بن نيطقس المصري الحسيني مولده ثاني عشرى ذي الحجة سنة اثنين وعشرين وسبعمائة بالحسينية وتوفي في هذا العام أو الذي قبله فتحرر ونقلته من خط شيخنا كتبه على ظهر جزء هذه السنة.