الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجب
أوله الثلاثاء وهو في الحساب الاثنين لكن كانت السماء مغيمة ليلتئذ ثم أرّخو الاثنين أوله ..... ويوم الثلاثاء تاسع عشر طوبة وخامس عشر كانون الثاني رابع الدلو، واستهل والأمطار مستمرة وقد تعطل الزراع والمسافرون ولله الحمد، ولم يزل المطر متواترًا من أول الأربعينيات إلى أن بقي منها يومان وكان آخرها يوم الأحد سادسه.
ويوم الأربعاء ثانيه أو ثالله وصل الخبر بوفاة نائب حلب علاء الدين (1) أقبغا الأطروش بعد وصوله اليها بنحو شهر وجاء سيفه يومئذ وتوجه به يوم السبت.
وفي الغد يوم الخميس وصل الخبر من حلب أن دقماق الذي كان نائبًا بها قبل الأطروش وهرب لما أرادوا القبض عليه، دخل بعد وفاة الأطروش حلب وأخذها وكان عند التركمان (*).
ويوم الخميس ثالثه أو رابعه خلع على القاضي علاء الدين بوظيفة
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 375، النجوم الزاهرة 12/ 285 المنهل الصافي 1/ 472 (482) الضوء اللامع 2/ 316 (1011).
(*) جاء في حاشية الورقة (148 ب): أقبغا الجمالي، ولي نيابة صفد ثم انتقل فيها إلى طرابلس أول سنة ثمان مائة ..... أرغون شاه الخازندار الإبراهيمي ثم ولي عنه نيابة حلب في ربيع الاْول سنة إحدى وثمان مائة إلى أن دخل مع تينبك والمصريين في العصيان، وكان حاجب حلب والأمراء قد ركبوا عليه عندما أحسوا بعصيانه فقاتلهم وقبض منهم جماعة فقتل منهم في الطريق مقدمين وطبلخاناة وأبقى حاجب حلب.
القضاء ولم يقرأ توقيعه ولم يلبس المالكي الخلعة الواردة عليه لما يترتب عليها من الكلفة وهو فقير، وليس في توقيعه الخطابة ومشيخة الشيوخ لأنهما خرجا عن الذي قبله لكاتبه، واستمر القاضي يخطب في الجامع بلا ولاية وهذا من العجب ولكنه اقتدى بمن قبله فانه عزل واستمر يخطب ويأخذ المعلوم.
ويوم الأربعاء ثالثه توفي الأصيل (1) وحيد الدين أبو حيان محمد بن فريد الدين حيان بن الشيخ أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي بالقاهرة، روى عن جده جزءه الذي جمعه لنفسه وسماه بغية الظمآن.
ويوم الأحد رابع عشره أول أمشير، ويوم الجمعة تاسع عشره أول شباط وهو في هذا العام تسعة وعشرون يومًا، وقبله وقع ثلج كثير وما رأينا مثل هذه السنة منذ أعوام في تتابع الأمطار وكثرة الثلوج من الكانونين ولله الحمد.
ويوم الجمعة تاسع عشره لبس عبد الله المجادلي خلعة بسبب توليته وكالة بيت المال عوضًا عن الفتح بن شمس الدين ابن الجزري سعى في ذلك بمصر وأحضر معه وكالة وكان طُلب بمصر ليؤخذ ما معه فهرب (*).
وليلة الجمعة خامسه على تاريخ مصر توفي المعمر شمس الدين محمد (2) بن حسن بن علي القرشي المعروف الفرسيسي الصوفي المقرر بخانقاه بيبرس بالقاهرة، سمع من أحمد بن كشتغدي ومن الحافظ أبي
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 387، إنباء الغمر 5/ 184، ذيل تذكرة الحفاظ 5/ 235.
(2)
إنباء الغمر 5/ 183، الضوء اللامع 7/ 227 (567)، ذيل تذكرة الحفاظ 5/ 235.
(*) جاء في حاشية الورقة (148 ب): وفي رجب توفي بزبيد من بلاد اليمن شيخها الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي الزبيدي وكان مشارًا إليه فيها بالصلاح ..... كثيرة وله مكانة عند الدولة وأتباع كثيرون، لكنه كثير الميل إلى ابن عربي، وخرج له ابن حجر أربعين حديثًا عن القاسم بن عساكر وابن الشحنة وجماعة من شيوخ دمشق، إجازة عامة وعن جماعة من أصحابهم إجازة خاصة، ومولده على ما ذكر لي في شعبان سنة اثنين وعشرين وسبعمئة بزبيد.
المحتح ..... سيد الناس أكثر سيرته المسماة بعيون (1) وحدث بها، مولده سنة تسع عشره وسبعمائة وهو محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن ومولده في رجب من السنة المذكورة.
ويوم الاثنين ثاني عشره طيف بالمحمل السلطاني حول البلد على العادة بعد انقطاعه في سنة ثلاث وما بعدها إلى هذا الوقت، فأمر النائب في هذا العام بعمل محمل فنجره ابن المعري ..... وعمل له ثوب مشمشي وعزموا على ذهب زركاشه فيما قيل خمسة وثلاثين ألفًا، وكان نودي قبل ذلك في البلد بأن الحجاج يخرجون في هذا العام على طريق المدينة المشرفة وعُين لإمرة الحاج فارس دوادار تينبك نائب الشام من مدة ونودي له يوم الجمعة الآتية بالجامع على العادة.
وفيه ارتفع سعر اللحم حتى بلغ الرطل اثني عشر درهمًا وهذا شيء ما عهدناه وسبب ذلك ظلم الاستاددار على ما قيل وأخذ الغنم رخيصًا جدًا فانقطع الجلب وأبيع البقر بثمانية، وأما القمح فالغرارة بثلثمائة ونحو الخمسين والشعير بمائة وأربعين ونحوها.
ويوم الثلاثاء آخره توفي علاء (2) الدين علي بن بدر الدين محمد بن علي بن أحمد بن عمر نقيب الحكم، انقطع أيامًا قليلة وكان شابًا جاوز الثلاثين وكان أبوه وجده نقباء الحكم الشافعي وباشر هو بعد أبيه غير مرة ومات وهو نقيب وكان فقيرًا وإليه الكلام في مسجد الربوة عند السوق الذي تلقاه أبوه عن الطرابلسي شمس الدين.
ومات يومئذ ولد صغير للقاضي علاء الدين، وفيه أو في الشهر الذي بعده مات ابن قيراط (3) نقيب الحكم الحنفي.
(1) كتاب عيون الأثر في المغازي السير لمؤلفة فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد اليعمري الأندلسي ثم المصري الشافعي الشهير بابن سيد الناس - التوفي - 734 هـ.
(2)
* * * *
(3)
* * * *