الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الآخر
أوله الأحد وفي التقويم السبت ويوم الأحد أوله رابع أيلول وخامس توت وتاسع عشر برج السنبلة وسادس عشريه أول بابه ويوم السبت ثامن عشريه أول تشرين الأول.
فصل الخريف ونقلت الشمس إلى برج الميزان لمضي خمسة عشر درجة في الساعة الثالثة من نهار الخميس ثاني عشره.
وفي يوم الأربعاء رابعه طلع السلطان إلى الربوة متنزها في جماعة قليلة.
وفي يوم الخميس خامسه لعب السلطان بالكرة في الميدان ثم حضر إلى بين يديه بكتمر شلق وصحبته الأمراء الذين هربوا من السلطان وقبض عليهم الأمير نوروز وقد استقر في نيابة الشام ففرح السلطان بذلك وتوجه حريمه آخر النهار إلى الديار المصرية.
وفي يوم الجمعة سادسه قبض السلطان على الأمير أسن باي وكان مذبذباً وتوجه يومئذ غالب العسكر.
ويوم السبت سابعه أول النهار رحل السلطان وسائر العساكر إلى ناحية الديار المصرية وصحبته الأمراء المقبوض عليهم وهم بضعة عشر أميراً منهم علان وجانم وأينال المنقار وسودون وأسن باي، راكبين مقيدين كل واحد على فرس وخلفه واحد شاهر خنجراً إلى ناحيته على العادة.
ويومئذ بعد توجه السلطان وبعد الظهر قدم دوادار نائب الشام نوروز الكبير وهو أزبك ثم رجع من توديع السلطان نائب طرابلس بكتمر شلق ونزل بالإصطبل ونزل الدوادار بدار السعادة وجاء إليه أيضاً الغرز خليل الاستاددار وكان مختفياً من آخر أيام استاده نوروز.
فلما كان آخر ليلة الأحد ثامنه فجئ الناس دخول الأميرين شيخ ويشبك وجركس ومعهم جماعة فنزل شيخ بدار السعادة ونزل يشبك بالإصطبل فهرب من كان هناك من الدوادار ونائب طرابلس وقبضوا على خليل الاستاددار وغيره وأُخذت خيول الناس ونودي بالأمان وظهر الوزير ابن أبي شاكر وشرعوا في أخذ الأموال وباشر ابن الشهاب محمود كتابة الإنشاء بين يدي الأمير شيخ وكان هرب إليه وكان معه أيضاً فارس وغيره.
ولما رجع أهل الدست من التوديع وبلغهم الأمر فمنهم من رجع ومنهم من اختفى، وحضر بين يديه القاضيان المالكي والحنبلي واختفى الشافعي وكاتب السر ورجع ناظر الجيش وابن الصارم الحاجب وطائفة.
ويقال أن شيخاً استخرج له من دار السعادة مالاً مدفوناً فأقاموا بدمشق الأحد والأثنين والثلاثاء.
وجاء الخبر يوم الأربعاء حادي عشره من ابن هلال الدولة مقدم عرب البقاع وعلي بن ..... مقدم سرعايا بأن الأمير بكتمر ومن معه نازلين ببعلبك وهم قليلون فاغتنموا هذه الفرصة وتوجه الأميران يشبك وجركس وصبحتهما فارس ومن معهم سوى من بقي مع شيخ من جماعته فإنه تخلف بالبلد، وتوجهوا على عقبة السليمة فوصوا إلى هناك ليلًا فعلم بهم أولىك فتوجهوا إلى ناحية حمص فصادفوا مجيء نائب الشام نوروز فرجعوا معه، وعلم الأمير يشبك ومن معه بتوجههم إلى تلك الناحية فقصدوهم فلم يكن إلا يسيراً حتى التقوا عند وادي مقنه فقابل هؤلاء ..... وأحاط بهم العسكر النوروزي فلم يكن إلا يسيراً حتى قبض على الأمير يشبك وقصد قتله فاحتمى بسلامش وسأل مراجعة النائب في أمره وقصد الاجتماع به، فلما قيل له ذلك نهاهم من الاجتماع به فضربت عنقه وعنق جركس أيضاً وسلم
فارس إلى المشاعلية فقتلوه، ثم أخذت رؤوسهم وأرسلت، ودفنت جثة الأميرين ظاهر بعلبك عند باب الأحد من ناحية حمص بعد ما غسلا وكفنا فوصل الخبر ليلة الجمعة ثالث عشره إلى دمشق بذلك فهرب شيخ ليلًا ومن معه وتوجهوا إلى ناحية حمص واستصحب معه خليل الاستاددار مقيداً وكان صادره وأخذ معه مالاً كثيراً.
وبعد عصر يوم الجمعة ثالث عشره نزل نائب الشام والعساكر بقبة يلبغا ودخل من الغد يوم السبت دخولاً هائلاً أعظم من دخول السلطان كما قيل واستقر الأمر ونودي بالأمان وأرسل الرؤوس الثلاثة إلى السلطان فأدركوه في الطريق قبل وصوله.
وولى النائب الوزارة الفخر عبد الرحمن ابن الوزير شهاب الدين ابن الشهيد وكتب فيه وفي ابن القطب بقضاء الحنفية فإن ابن الأدمي هرب مع الهاربين، وولي ابن سودون الكركي بعلبك.
وفي العشرين منه توجه نائب طرابلس بكتمر إليها ونائب حماة يشبك بن أزدمر إليها.