الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحرم
أوله الأربعاء تاسع تموز خامس عشر أبيب خامس عشر السرطان، تراءى الناس الهلال فلم يروه ليلتئذ مع إمكان الرؤية ثم شهد برؤيته في غير هذه البلاد عند المالكي.
ويوم الخميس ثانيه دخل النائب راجعًا من كبسة أثقال عرب آل مري المخلفة بعد غيبته ثلاثة أيام وجاء معه بجمال كثيرة جدًا قيل أنها ..... ففرق على مقدمي الألوف كل واحد مائة بعير والطبلخانات أربعين والعشروات عشرة، وعين شيئًا يرسله إلى مصر وامتلأت الطرقات منهم.
ويوم السبت رابعه دخل القاضي الجديد أبو العباس الحمصي تنزل بالشامية البرانية وقل من علم بقدومه.
ويوم الاثنين سادسه نقلت الشمس إلى برج الأسد قبل العصر وحصل في هذه الأيام هواء بارد.
ويومئذ وصل خطيب القدس القاضي شهاب الدين الباعوني إلى دمشق مستعينًا على قاضي القدس الحنبلي المجدد وهو عز الدين البغدادي، ذكر أنه تقلد سيفًا ووقف بالمسجد الأقصى وجمع الناس وأشهد على نفسه أنه حكم بزندقة الباعوني ومنع الناس من الصلاة خلفه وأنه حين سئل عن مستنده ذكر أن مستنده أنه ذكر أنه رأى في المنام النبي صلى الله عليه وسلم يقبل يده فجاء يستفتي بعد ما أخذ خط أهل القدس أنه لا يكفر بذلك وذكر أن بينه وبينه عداوة مشهورة وقصد يشتكيه إلى النائب ويطلبه فاجتمع بالنائب يوم الخميس
ثامنه أو تاسعه فلم يجبه النائب إلى ما أراد ثم اقتضى الحال طلب الحنبلي فأرسل خلفه.
ويومئذ خلع على القاضي الجديد أبي العباس الحمصي بولاية القضاء.
ويوم الأربعاء سابعه وصل توقيع كاتب السر بمشيخة الشيوخ وتوقيع ابنه ناصر الدين بتدريس الناصرية ونظرها وتأخر توقيعي بالخطابة صحبة ابن عبادة، وكل هذه التواقيع كتبت في ذي الحجة.
ويوم ..... خلع على شعبان بإمرة عرب آل مري عوضًا عن ابن عمه علي بن فضل.
ويومئذ وصل بيرم خجا من الحجاز سبق من المدينة الشريفة خرج منها يوم الخميس رابع عشر من ذي الحجة وذكر أنه عوق في الطريق يومين.
ويوم الخميس تاسعه رجع رسول تمر من الديار المصرية وهو الشريف ..... وقد قدمنا أنه توجه في السنة الماضية من دمشق في أوائل رمضان ووصل معه رسول من جهة السلطان وهو الأمير العالم شهاب الدين ابن كيدغدي فنزل بالكججانية وهو حنفي المذهب ويكتب على الفتاوى.
ويوم الجمعة عاشره توفي الشيخ شرف الدين (1) موسى بن محمد بن قبابا الصالحي المعروف بابن أخت الخليلي الموقت كان أفضل من بقي بالشام بعلم الميقات وما يتعلق به من علم الهيئة وكان رئيس المؤذنين بجامع تنكز وجامع يلبغا وهو من أهل القران والخير وعنده انجماع عن الناس والشر لا يدخل فيما لا يعنيه ولا ينسب نفسه إلى معرفة شيء من هذا العلم على براعته فيه ولا يدعيه وله تواليف مفيدة وكان بلغ الستين أو جاوزها وقد كنت قررته في آخر الأمر بخانقاه عمرشاه وانقطع فيها إلى أن توفي رحمه الله.
(1) * * * *
ويومئذ توجهنا إلى قسم حرم بعد العصر ورجعنا ضحوة نهار الأربعاء ومعنا ..... القاضي بدر الدين ابن الأدمي والعامل ..... وفي غيبتنا باشر القاضي جمال الدين بن القطب قضاء الحنفية وكان توقيعه وصل من مدة شهر ونصف.
ويوم السبت حادي عشره استناب القاضي الشافعي القاضي تاج الدين الزهري وصهره الشيخ شهاب الدين بن نشوان الحواري فحكما من الغد، وكان طلب يستنيب أخي فامتنع في غيبتي وأنا مسافر ثم استنابه في الجمعة الآتية.
وليلة الأربعاء نصفه طلع القمر خاسفًا والقدر المنمش منه عند طلوعه أقل من النصف، وكان المنخسف من قبل الطلوع النصف والثلث فطلع وقد انجلى منه دون النصف.
ويوم الجمعة سابع عشره أول مسري وعقيب صلاة الجمعة توجه النائب مسافرًا إلى الناحية القبلية بالجيش وأرباب الدست وغالب قصده من أجل الحج فنزل عند أذرعات.
ويوم الجمعة سابع عشره أول آب ويومئذ وصل الحاج والمحمل وقد اجتمع طائفة منهم الأمير في طريقهم بالنائب عند أذرعات.
ويوم الجمعة سابع عشره توفي ناصر الدين محمد (1) بن شهاب الدين أحمد بن علاء الدين علي بن موسى بن الصاحب فخر الدين سليمان الأنصاري ابن السيرجي وهو مشهور بين أقاربه بالأنصاري لأن أمه كانت من بيت ابن لاقي ورُبي عندهم فعرف عندهم بالأنصاري، أخبر الحجاج لم قدموا بوفاته بزيزا (2) وكان إليه ثلث نظر الشامية البرانية وباشره مدة ثم نزل عنه من قريب وتوجه إلى الحجاز الشريف، بلغني أنه سبق الحاج هو
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 452.
(2)
زيزاء - قال ياقوت -من قرى البلقاء كبيرة يطؤها الحاج ويقام بها لهم سوق وفيها بركة عظيمة- معجم البلدان 3/ 184 (6147).
وجماعة إلى مكة بنحو خمسة أيام فحصل له تغير في بدنه وضعف واستمر إلى أن مات، وكان رجلًا جيدًا يصحب الشيخ أبا بكر الموصلى ويتتلمذ له ويظهر شعاره.
وأخبرت أن أمير مكة عزل ولد ابن النويري عن قضاء مكة وولاه صاحبنا جمال الدين بن ظهيره من غير ولاية من السلطان وانما ورد المرسوم على صاحب مكة بالكشف عليه فإنه قيل عنه أنه يحكم أحكامًا باطلة ورد الأمر في الولاية والعزل لمن يختار ففعل ذلك وانتقل ابن النويري إلى المدينة، وأخبرني ثقة أن توقيع ابن النويري لحقهم بعد ذلك إلى مكة مؤرخ بذي القعدة وبترك الكشف عليه ولم يعمل بذلك.
ويوم السبت خامس عشريه وصل القاضي شمس الدين بن عبادة متوليًا قضاء الحنابلة ومشيخة دار الحديث وتدريس المدارس كلها ووصل معه توقيعي بالخطابة وهو مؤرخ بتاسع عشر ذي الحجة، ثم اصطلح هو والقاضي عز الدين على أن تكون الوظائف بينهما نصفين خلا الجوزية فينفرد بها القاضي عز الدين ويستقل القاضي شمس الدين بالقضاء ودفع للقاضي عز الدين خمسة آلاف وأشهد عليه القاضي عز الدين بأنه لا يسعى في القضاء ولا يتولاه وكلما ولي فهو معزول وحكم بصحة هذا التعليق القاضي الحنفي والتزم أنه متى ما وليه كان للقاضي شمس الدين عنده عشرة آلاف درهم وحكم بصحة هذا الالتزام القاضي المالكي.
ويوم الأربعاء تاسع عشريه اشتهر وصول توقيع القاضي حسن المالكي فترك القاضي عيسى الحكم بعد ما باشر شهرًا وخمسة أيام.
ويومئذ وكان بالقاهرة ثامن عشريه كسروا النيل وفرح أهل مصر وأهل الشام والمسلمون بذلك وانخفضت الأسعار وذلك في ثالث عشر مسري وردت الأخبار بذلك في حدود عاشر صفر.