الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الأول
أوله الأربعاء وهو أول مسري ويوم الأربعاء ثامنه أول آب وخامس عشري تموز.
ويوم الجمعة ثالثه قدم ساع فأخبر باقتراب العسكر من بعضهم بعض.
ويوم السبت رابعه وصل الخبر بأن الأمير شيخ نزل ..... وإن الأمير نوروز رجع من حمص إلى ..... محارباً له وصارت المراسلة بينهما، وكان نقم شيخ على نوروز أن كان طلب منه حلب قبل وصول بعلبك بالشام فلم يجبه فأُجيب الآن إلى ذلك وطلب منه الكف عن القتال فقال: لا أرض إلا بإضافة طرابلس وحماة إليها فجرى كلام، ثم بلغني أنه أُجيب أيضاً ويرجع إليها، فقال: لا أرض إلا بالشام أنا ولانيها السلطان فتواعدوا القتال من الغد، فلما كان أوائل الليل تحمّل شيخ بعسكره قاصداً جهة دمشق وشعّل النيران، فلم يعلموا بارتحاله إلا نحو نصف الليل فحملوا وراءه فلما يدركوه ووصلوا إلى دمشق ناساً بعد ناس.
ودخل النائب بالعسكر يوم الأحد خامسه وصحبته نائب حماة الأمير يشبك بن أزدمر فنزل بطرف الميدان الغربي ونزل سودون المحمدي في طرفه الشرقي. وجاء الخبر بأن الأمير شيخ لما توجه بالكسوة وأنه نزل سعسع ثم تحول إلى ..... وجاء إليه الصفديون فيما قيل.
ووصل نائب حلب تمربغا المشطوب يوم الأربعاء ثامنه ونزل بدار
منجك وهم في همة الخروج إلى لقاء شيخ ثم شرعوا في بيع ما كان أُرصد بالقلعة من القمح والشعير والأرز وغير ذلك فتحدث الناس وكثرت المقالة بسبب ذلك.
وليلة ..... كسر سجن القاضي وهو بنواحي السبعة وخرج المسجونون، وبلغني أن الذين فعلوا ذلك بسبب فلاح مسجون وكان قد نقل إلى القلعة ولم يشعروا فلم يجدوه وخرج من سواه.
ويوم السبت حادي عشره ولي الأمير نوروز حاجبين سونج بغا زوج أخت تنم وابن الطحان وخلع عليهما وذلك لأن الطنبغا الجقمقي هرب كما قدمنا إلى صفد.
ويومئذ دُعيت أنا وابن الحسباني إلى دار السعادة ودعي القضاة بسبب أن الأمير نوروز أراد أن يولي قاضيين حنفياً وشافعياً لشغور الوظيفتين عن المباشرة ثم أُخر الأمر إلى الغد فقرر في قضاء الشافعية القاضي شمس الدين الأخنائي أعاده إلى وظيفته وفي قضاء الحنفية إمامة رجل من بلاد حلب من طلبة العلم وأُخر الخلع عليه إلى الغد ثم امتنع الإمام وقرر ابن القطب وباشر.
وبكرة يوم الثلاثاء رابع عشره خرج العسكر عن بكرة أبيهم فنزلوا بقبة يلبغا فأقاموا هناك إلى ليلة الخميس ثم قصدوا الأمير شيخ وهو عند ..... فنزلوا عند سعسع ثم ركبوا على شيخ وحملوا عليه فركب إليهم وأصحابه متفرقون عنه ومعه جمع قليل فحمل عليهم فأزالهم وركب أقفيتهم وكان النصر وكانت الوقعة يوم السبت ثامن عشره ودخل المنهزمون أثناء ليلة الأحد فمكث الأمير نوروز بالإصطبل مدة ثم توجه وصحبته من انهزم معه من الأمراء ودخل من الغد الأمير بكتمر شلق نائب طرابلس والأمير قرقماس ابن أخي نائب صفد دمرداش فنزلا بالإصطبل ونودي في البلد بالأمان ولم يبق للنوروزية عين ولا أثر ودخل النائب في الساعة الرابعة فنزل بدار السعادة، ونودي من الغد من عَرف له شيء أُخذ منه فليأخذه فخرج أُناس ممن اختفى وأخذوا ما عرفوه.
وليلة الأربعاء ثاني عشريه وصل أخي من صفد وكان مقيماً بها أياماً وصل إليها من طرابلس فلما ظهر نائب الشام قدم واجتمع بالنائب وباشر القضاء.
ويوم الخميس ثالث عشريه لبس نائب الشام خلعة السلطان بالنيابة خرج إلى قبة يلبغا فلبسها ودخل والقضاة والأمراء والنواب معه وكان يوماً مشهوداً، ثم لبس بعده أخي خلعة القضاء وجاء بها إلى العادلية وباشر.
ويوم الاثنين سابع عشرية توجه الأميران دمرداش وبكتمر شلق في عسكرهما فنزلا سطح برزة متوجهين إلى ناحية نوروز خرجوا جاليشاً فمكثا أياماً إلى بعد الجمعة ثم توجهوا وظهر جماعة من الأمراء الذين اختفوا بعد الوقعة ولم يتوجهوا مع الأمير نوروز كالأمير أرض قبض عليه وحصل له جراحة والأمير ..... الذي كان حاجباً جاء بالأمان ودخل في ذلك الأمير دمرداش يوم الثلاثاء ثامن عشريه ومن المماليك السلطانية طائفة كبيرة وأطلق جماعة ممن أُسر وسجن كابن قجماس ويعقوب شاه أخي قمش وكان في الاختفاء دوادار نورور أزبك فهرب في جماعة قليلة، وممن هو مختفى يعلم اختفاءه يشبك العثماني وممن استمر في القبض سودون الطريف وأرض وسلامش.
ونقلت الشمس إلى برج السنبلة بعد العشاء في ليلة الأربعاء ثاني عشريه وذلك في خامس عشر آب وهو عيد الجوز.
واستناب القاضي في الحكم في بقية هذا الشهر وفي العشر الأول من الذي بعده جماعة وهم برهان الدين ابن خطيب عذرا وشمس الدين الكفيري وشرف الدين الرمثاوي وتقي الدين اللوبياني وبدر الدين ابن قاضي أذرعات وشرف الدين السماقي وتاج الدين ابن الحسباني والسيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف والقاضي شهاب الدين السلاوي ومحيي الدين المصري فصاروا عشرة وهذا العدد ما وقع قبل ذلك في النواب.