الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الآخر
أوله الخميس ..... آب وآخر مسري ويوم السبت عاشره أول أيلول ويوم الأربعاء سابعه أول توت ويوم النوروز بمصر، وفي ثالث عشريه تنقل الشمس إلى برج الميزان.
وطُلبت الأموال من الناس وفرض الشعير على القرى فافترض من التجار خمسة آلاف دينار على يد ابن المزلق وطلب من القضاة ألف وخمسمائة دينار وقيل لهم افترضوا على المدارس فتهاونوا في ذلك فرسم عليهم بذلك بعض الحجبية فأنكر الناس ذلك ثم أطلقوا بعدما أخذ منهم.
ويوم الثلاثاء سادسه قبض على ناظر الجيش تاج الدين رزق الله وعلى أخيه.
ويوم الخميس ثامنه خلع على ابن الكويز علم الدين بنظر الجيش وعلى أخيه صلاح الدين بنظر ديوان النائب وعلى شهاب الدين الصفدي الموقع بكتابة السر.
ومن الغد ضرب النائب استادداره غرس الدين خليل بالمقارع على باب دار السعادة وكان حين قدم ولاه ثم عزله وولى بدر الدين حسن بن نجيب الدين من طرابلس وجعل هذا استاددار المستأجرات ثم قبض عليه وضربه.
ويومئذ خطب الباعوني بالجامع ورد عليه توقيع بسعاية نائب صفد دمرداش بالخطابة والمشيخة وغير ذلك.
وبلغني أنه قبض على ابن الموصلي المحتسب، واستقر المأخوذ من ناظر الجيش تاج الدين على ستة آلاف دينار.
ويوم السبت عاشره توجه النائب بالعساكر فنزلوا سطح برزة للتوجه إلى ناحية نوروز واللحاق بدمرداش وبكتمر ومن معهما فأقام هناك أياماً ثم توجه.
ويوم الخميس نصفه خلع على البدر ابن الموصلي باستمراره في الحسبة بعد ما أطلق من الترسيم وأُخذ منه فيما قيل ألف دينار وكان غرم في الأول ألفاً فيما قيل.
ويومئذ أو من الغد قبض على ابن الغزولي التاجر وأُودع القلعة بكتاب ورد من النائب.
وفي تاسع عشره ورد خبر من ناحية العسكر أن الأمير نوروز فارق حلب وأن نائبها تمربغا المشطوب وابن أزدمر ومن معهما تحصنا بقلعة حلب والله أعلم.
ويوم الجمعة ثالث عشريه ضربت البشائر لوصول الأمير يشبك الموساوي من ناحية العسكر متوجهاً إلى الديار المصرية وكان مسجوناً من قبل نوروز بدمشق فحمل معه إلى سجن قلعة حلب وأمر بقتله، فلما اختلف نائب حلب ونوروز وصعد القلعة أطلقه وطلب الأمان معه من السلطان وأخبر هذا ..... ما جرى فإن نائب حلب أشار على نوروز بطلب الأمان من السلطان والطاعة فأبى ففارقه إلى القلعة وتوجه نوروز إلى ناحية ملطية واستمر المشطوب بالقلعة طالباً للأمان فأقام هذا الموساوي خمسة أيام ثم توجه بعد ما ظلم أهل المزة وغيرهم.
فصل الخريف تنقل الشمس إلى برج الميزان لمضي ساعتين كاملتين ودخول الثالثة بعد الزوال من يوم الجمعة ثالث عشريه.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشريه وصل لنائب الشام من جهة السلطان خيول وزردكاشاه، ولنائب طرابلس الأمير دمرداش خيول أيضاً وهي صحبة
آق بلاط وشقل ووصل صحبتهم القاضي صدر الدين ابن الأدمي من القاهرة متولياً قضاء الحنفية وكتابة السر وكان توجه من البلاد الشمالية لما لبس الأمير شيخ خلعة نيابة الشام على البرية صحبة شقل وقاصد العجل وحصل لهم خوف في الطريق وقُصدوا غير مرة فافترقوا ووصل كل واحد منهم إلى مصر وحده ثم توجه ابن الأدمي إلى النائب فلم يُمض له ولاية كتابة السر ورجع.
ويوم الخميس تاسع عشريه ضربت البشائر لوصول خلعة لنائب الغيبة تمراز بالإمرة الكبرى بالشام وتولية ابن ..... حجوبية الحجاب وكان نائب الشام كتب بذلك.
وفي أحد الربيعين والظاهر أنه في الآخر توفي الأمير ثابت بن نعير بن منصور بن جَمَّاز بن شيحة صاحب المدينة مدة وكان قد عزل بجماز بن هبة ثم في شهر ربيع الآخر وصلت تولية لصاحب مكة الأمير حسن ابن عجلان ببلاد الحجاز كلها بلاد مكة والمدينة وما بينها من خليص والينبع والصفراء (1) وكان كتب في ثابت يرده إلى المدينة ففوض الأمر إليه فوصل هذا التقليد لحسن في العشر الأوسط من شهر ربيع الآخر فكتب إلى المدينة إلى جمّاز صاحب الينبع يخبره بذلك وكان وصل التقليد إلى الينبع في ثاني عشره وكان جماز حال وصول قاصد الينبع غائباً فلما بلغه أتى المسجد النبوي وأخبر بذلك ثم حصن المدينة وبنى أسوارها وجمع قبائل العرب وانسلخ الشهر وهو على ذلك (*).
(1) الصفراء - قال ياقوت -واد من ناحية المدينة وهو واد كثير النخل والزرع والخير في طريق الحاج- معجم البلدان 3/ 468 (7567).
(*) جاء في حاشية الورقة (200 أ): قال القاضي تقي الدين الفاسي أنه توفي في صفر يقيناً.