الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعبان
أوله الأربعاء ثالث عشر شباط وثامن عشر أمشير ثالث الحوت.
ويوم الأربعاء أوله وصل مملوك النائب المتوجه بخبر القبض على قرايوسف والسلطان أحمد، وعلى يده خلعة وكان النائب في الصيد فدخل يومئذ لابسها وعلى يده مثال (1) يتضمن تولية القاضي عز الدين الحنبلي فحضر يوم الجمعة عند النائب فكلمه كلامًا قبيحًا من جهة البرطيل (2) ونحو ذلك وذكر أنه لا يوليه ثم حضر هو وغريمه عنده وجرت أمور ثم أُذن لي في المباشرة بعدها.
وبعده بأيام أمير من مصر أمر بنقل نائب طرابلس دمرداش إلى حلب بدل أقبغا المتوفى واسمه سودون المحمدي.
ويوم الخميس تاسعه أُعيد المحتسب الذي كان ولي قبل ابن الموصلي وعزل ابن الموصلي، ويقال وصل الأمر بقتل قرايوسف والسلطان أحمد فتوقف في ذلك ولكن زيد في الاحتفاظ عليهم.
ووصل أمير وهو سودون المحمدي من الخاصكية بنقل نائب صفد إلى طرابلس واسمه شيخ ونقل نائب طرابلس دمرداش إلى حلب بحكم وفاة
(1) مثال - هو المقدار أو قدر الشيء الذي يخصص لشخص ما بمقتضى سند رسمي وكانت تكتب بذلك وثائق تسلم لأصحابها وتسجل أسماؤهم في ديوان الخراج.
(2)
البرطيل - رشوة تقدم للغير لقضاء مصلحة دون استحقاق.
الأطروش وولي صفد أمير بدمشق يقال له بكتمر حلق وكان من المقدمين فتوجه يوم السبت ثامن عشره.
ويوم الجمعة بعد الصلاة عاشره توجه النائب إلى الناحية القبلية وبلاد القدس كما فعل في العام الأول، لكن عام أول توجه في نصف رجب وغاب خمسين يومًا وفي هذه السنة غاب ذكر في شوال قدومه يوم ثالثه وأنه غاب إحدى وخمسين يومًا.
ويوم الئلاثاء رابع عشره أول برمهات وأول أيام العجوز.
ويوم الخميس سادس عشره أُعيد القاضي شمس الدين ابن الأخنائي إلى قضاء الديار المصرية وخلع عليه يومئذ، وانفصل القاضي جلال الدين ابن الشيخ بعد ما باشر خمسة أشهر وعشرة أيام، ويقال أن القاضي ولي الدين ابن خلدون أُعيد أيضًا معه.
ويوم السبت ثامن عشره أول أذار وصادف ذلك برد ووقوع طل (1) على الأرض وجليد، ويومئذ توجه بكتمر حلق إلى صفد نائبًا بها.
ويوم الثلاثاء حادي عشريه توفي الفاضل الخير شمس الدين محمد (2) بن يهودا الحنفي وكان من فضلاء الحنفية وأخيارهم ودفن من الغد.
ويوم السبت خامس عشريه وصلت رسل من قبل تمر المهتار ومن معه فنزلوا بالكججانية وتلقاهم حاجب الحجاب وغيره فأقاموا أيامًا ثم توجهوا.
فصل الربيع وليلة الأربعاء تاسع عشريه نزلت الشمس برج الحمل في أوائل الثلث الآخر.
ويوم الأربعاء ثامنه توفي الشيخ الإمام الحافظ شيخ المحدثين زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن
(1) الطل - المطر الخفيف يكون له أثر قليل - المعجم الوسيط / 564.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 393.
إبراهيم المصري المعروف (1) بابن العراقي، مولده في خامس عشر جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمئة مجاوز الثمانين بنحو سنة ونحو ثلاثة أشهر، كان محذث الديار المصرية انتهت إليه معرفة علم الحديث، وكان سمع من سنة بضع وأربعين من جماعة من أصحاب ابن النجيب وغيره ثم رحل إلى الشام وسمع من ابن الخباز وغير واحد من أصحاب ابن البخاري، وكتب وجمع وصنّف وخزج أحاديث الإحياء وولي بالقاهرة مشيخة الحديث بعدة مواضع ثم علت سنة وولي قضاء المدينة الشريفة ثم عزل ودرس بالقاهرة بالفاضلية وغيرها، ورأيت خطه على الفتوى في هذه السنة وكان شافعي المذهب حسن الوجه والشيبة، وخلف ولدًا فاضلًا في الحديث وغيره وهو نائب الحكم بالقاهرة وصارت وظائف والده بيده.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 379، إنباء الغمر 5/ 170، الضوء اللامع 4/ 171 (452)، شذرات الذهب 9/ 87 بهجة الناظرين 197.