الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الآخرة
أوله الثلاثاء رابع عشري تشرين الثاني ويوم الثلاثاء ثامنه أول كانون الأول.
واستهل هذا الشهر والأمطار موجودة منذ ثلاثة أيام وهو مستمر بحمد الله تعالى ووقع ليلة الثلاثاء أول كانون يومئذ مطر كثير جداً ومن ليلة الغد ويومه وليلة السبت ثاني عشره ويومه كثير جداً وليلة الاثنين وفيه حدث بمصر موت كثير مات فيه جماعة كثيرون.
ويوم الثلاثاء أوله وصل الخبر بأن الأميرين شيخاً وجكم قصدا من حمص نائب طرابلس وكان نازلاً بظاهرها ..... الطائفتين أنه يقصد المجيء إليهم وكونه معهم ففهمها الأميران فقصداه بمن معهما فنزلوا بوطاقه هرب لما أحس بذلك.
ويوم الخميس ثالثه وصل من الديار المصرية الطواشي شاهين الحسني ومعه الجاموس الذي أرسله النائب يسأل له النيابة فقيل لي أنه جاء يطلب جكم وشيخ إلى الديار المصرية فضرب نائب الغيبة بشلاق البشائر لما بلغه وصوله إلى داريا ظنه منه أن على يده خلعة النيابة لشيخ وصلى من الغد بمقصورة الجامع وقيل لي أنه أنكر على المتولين من جهة شيخ دخولهم في الولايات وأنكر ضرب الطبلخاناة وقال ما معى خلعة وأرسل قصداً إلى الأميرين بخبر ذلك، ثم توجه الجاموس إلى ناحية أستاذه ليلة السبت فاجتمع به وهو بظاهر طرابلس قاصداً حمص ورجع إلى دمشق يوم الخميس حادي عشره.
ويوم الأحد ثالث عشره أول النهار وصل يونس التنبكي ويلقب بالطيار فأخبر بظهور السلطان الملك الناصر فرج وأنه أعيد إلى السلطنة وان الأمير يشبك استقر دواداراً وأن الأمير شيخ ولي نيابة الشام والأمير جكم نيابة حلب وأن نائب حماة وطرابلس مستمرين وتوجه من فوره إلى ناحية شيخ وهو بحمص فضربت البشائر ونودي بذلك في البلد ودعي يوم الجمعة ثامن عشره للسلطان الملك الناصر في الخطب، وجائني كتاب صاحبنا شمس الدين ابن الجلاوي وهو مؤرخ برابع عشره يذكر فيه أن خروج السلطان كان يوم السبت وركب في خدمته الأمراء يشبك وسودون الحمزاوي وابن الغراب ومن كان معهم من الأمراء بالشام في العام الأول، فلما ركب أرسل يطلب الأمير بيبرس والأمير أينال باي والأمير سودون الدوادار وسودون المحمدي أمير آخور وابن أزدمر والأمراء الذين من جهتهم فلم يجيبوا إلى ذلك وظن بعضهم أن الطلب واقع على سبيل الحيلة فركبوا بعد ما لبسوا وكذلك لبس جماعة السلطان ووقف أولئك بالرميلة تحت الإصطبل وتحصن المحمدي بالإصطبل ودارت الحرب بينهم إلى الظهر ثم زحف السلطان وجماعته هلى أولئك فمزقوهم وهرب المحمدي من الإصطبل وكذلك سائر الأمراء وظهر السلطان عليهم وصعد القلعة بعد ما ملك الإصطبل وضربت البشائر فلما كان من الغد يوم الأحد سادسه نزل فركب من الإصطبل بأبهة الملك ونودي بتزيين البلد وقبض على الأميرين بيبرس وبرد بك أمير طبلخاناة وحملا إلى الإسكندرية.
ويوم الجمعة عاشره قبض على سودون المحمدي ورسم بتجهيزه إلى فى مشق واختفى أينال بيه والمارداني فلم يظهرا إلى الآن، واستقر الأمير الكبير يشبك والأمير سودون الحمزاوي دواداراً والأمير جركس أمير آخور وأعطى الأمير سعد الدين بن غراب تقدمة المحمدي ولبس الكلوتة وأمر أولاده وكذلك أولاد قطلوبك.
ويوم الأحد العشرين منه ثالث عشر كانون الأول وهو أول فصل الشتاء، ويومئذ وصل من مصر أمير وهو أخو جركس المصارع فأخبر بجلوس السلطان الملك الناصر على سرير الملك ونصرته على من قاتله