الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رمضان
استهل والبرد شديد، أوله السبت العشرين من شباط والسادس والعشرين من أمشير والعاشر من برج الحوت ويوم الخميس سادسه أول برمهات ويوم الاثنين عاشره أول آذار.
وفي أوله وصل كتاب من نائب حمص يخبر بأن التركمان تجمعت وقصدت حماه فدافع أهل حماة أشد المدافعة حتى منعوهم الدخول، ولكن أفسدوا في الضواحي فرجعوا ولا يؤمن عودهم وكُتب إلى النائب وهو غائب بذلك فرجع في ثانيه بعد ما غاب يومين كاملين.
ويوم الاثنين ثالثه وصل إلى النائب خلعة مذهبة من السلطان فلبسها وقعد بها في الدست وصلت مع مملوكه شقل، ووصل توقيع كاتب السر صدر الدين ابن الأدمى، ونودي يومئذ أن العسكر يكونون على أهبة.
ويوم الخميس سادسه ضربت البشائر أصجيء الخبر من ناحية حماة وطرابلس بكسر التركمان في نواحي طرابلس على يد الأمير أسن باي ومن معه من عسكر طرابلس وكان نائباً عن نائب حلب جكم.
ويوم الجمعة سابعه أول أيام العجوز وتقدّمها بيومين برد وريح ومطر ووقع في اليوم الأول منها مطر كثير في الناحية الغربية ويسير بالبلد ثم وقع في ليلة الثاني ويومه والثالث والرابع.
وتوجه النائب يومئذ قبل الصلاة إلى ناحية جرود للصيد فغاب خمسة أيام.
ويوم السبت ثامنه وصل نائب صفد المنفصل بكتمر الساقي إلى دمشق على إقطاع رأس الميمنة الذي مع أسن باي فنزل بالمدرسة العزية بالشرف لأنه يسكن بدار الأمير فرج بن منجك وبها نازل طولوا الذي ولي نيابة صفد عوضاً عن المذكور فهو ينتظر توجهه إلى بلده ثم ينزل بها.
ووصل الخبر في تاسعه بتولية القاضي أبي العباس الحمصي قضاء الشام وأنه وصل إلى الرملة فارقه رفيقه وسبقه، وكان هذا قد ولي قبل وصول المكاتبة في القاضي شهاب الدين ابن الحسباني فكتب توقيع ابن الحسباني حتى قيل أن بين التوقيعين ثلاثة أيام ولم يعلم به وخرج على العمل بذلك التوقيع فيقال أنه ولي وعزل بالرملة وغيرها من البلاد في طريقه ثم وصل إدى دمشق مختفياً في أثناء العشر الثاني لما علم بذلك ثم كر راجعاً إلى القاهرة، رؤي يوم الثلاثاء رابع عشره ..... متوجهاً.
هذا وقد كتب في هذا التاريخ إلى السلطان من جهة النائب بتولية القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء فيتعجب من تقارب هذه الولايات هم ثلاثة في نحو أربعة شهر والله يستر.
ويوم الأربعاء ثاني عشره وصل النائب من الصيد ووصل معه ابن خطيب نقيرين جاء رسولاً من نائب حلب جكم وأخبر أن التركمان يعيثون بتلك البلاد ويطلب مجيء نائب الشام.
ومن الغد يوم الخميس لبس الأمير بكتمر الساقي خلعة الإمرة الكبرى وقبض على الأمير سودون الطريف بسبب كلام وقع منه في المجلس وأعيد إلى السجن.
ويوم الجمعة رابع عشره نودي في الفقراء باجتماعهم من الغد بالميدان فاجتمعوا يوم السبت خلقاً كثيراً ففرق النائب فيهم كثيراً على أعيان الناس من القضاة والأمراء والتجار والأغنياء وغيرهم ما بين خمسة إلى مائتين فقلّ سؤالهم وخف صياحهم وإلحاحهم وسكنوا.
وفي ليلة الاثنين ويومه سابع عشره وثامن آذار مطر كثير جداً كافواه القرب زاد فيه النهر زيادة كثيرة وقد وقع ثلج كثير على الجبال الشمالية
خلف جبل الصالحية وفي الغربية أيضاً وكذلك يوم الثلاثاء وقع الثلج في البلد وكانت هذه الأيام باردة ذاب مطر في أوائل آذار يقع المطر متواتراً ولله الحمد والمنة ورجا الناس بذلك خيراً كثيراً.
وبلغني أنهم يسلفون على الغرارة القمح إلى البيدر ما بين المائة والمائة وخمسين مع كون الغرارة تباع اليوم بما بين الستمائة والسبع مائة والشعير بأكثر من نصف ذلك وكل الحبوب غالية واللحم يباع كل رطل بثمانية فضة وربما نقص نصف درهم والزيت يباع الرطل بسبعة وثمانية والدبس بنحو نصف ذلك والسيرج باثني عشر فضة والشمع بأربعة وعشرين وفي الجملة فالغلاء عام في جميع الأشياء المأكولة والمرجو من الله كشفه عن الناس.
وفي هذه الأيام استولى التركمان ورئيسهم ..... ابن صاحب الباز على حماة والعساكر مجتمعة بحلب ونعير قد اقترب من حماة والله تعالى يصلح العاقبة، وعزل إسماعيل البقاعي من الحسبة وفوضت إلى علم الدين بن خليل فاستناب في المباشرة بدر الدين حسن بن منصور وباشر علم الدين أيضاً نظر الجامع لغيبة الناظر المتولي فلما جاء استقر في المباشرة.
فصل الربيع نقلت الشمس إلى برج الحمل بدمشق في الساعة الرابعة من نهار الجمعة حادي عشريه وثاني عشر آذار وسادس عشر برمهات وفي مصر قبل ذلك بخمس درج وفي بلاد الحجاز والبلاد الشمالية بعد ذلك في الساعة المذكورة على اختلافهم في القدر وبلاد العراق والعجم في الساعة الخامسة.
ويوم السبت ثاني عشريه وصل الأمير دمرداش إلى دمشق وكان قد وصل إليه تقليد السلطان بنيابة حلب كما قدمنا وكان كتاب جاء من حلب لما أخذها ثم أُخذت منه كما تقدم فتوصل حتى دخل حماة ........ وصل إليه التركمان وابن صاحب الباز وجنوده ولم يكن مع دمرداش إلا ناس قليل لأن عسكر حماة توجه إلى حلب فلم يسعه إلا الهرب منها والخروج فجاء إلى حمص وكتب نائب حمص إلى نائب الشام يخبره بذلك