الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه باشر السيد الشريف بدر الدين بن السيد جمال الدين البلدي الطرابلسي وكالة بيت المال بإذن النائب فقط عوضًا عن الشريف ابن عدنان، وكان قد قدم من طرابلس ساعيًا في إعادته إلى وظيفته نظر الجيش بها وهو منتظر الجواب وبينه وبين النائب صحبة من طرابلس.
ويوم الخميس تاسع عشريه أظهر دمرداش مرسومًا بإعادة الحجوبية إليه فبان مزورًا، وأُحضر من زوره وهو سامري فقال: اكرهني واختلف فيه بالتاريخ ليظهر فضرب.
وفي هذا الشهر اشتهرت الأخبار بتواقع ابن عثمان صاحب الروم وتمر ملك العجم واختلف الناقلون في كيفيتها وتناقضت الروايات، وكتب الفرنج من البحر إلى إخوانهم بالشام بأن ابن عثمان انكسر وربما قيل وقبض عليه فاتهموا بأنهم يريدون بذلك ترخيص البضائع، ثم جاءت الأخبار في البر نحو ذلك ولم يثبت شيء يعتمد عليه.
* * *
وممن توفي فيه
- في أوائله اشتهر وفاة ..... أحمد (1) بن حديثة المجادلي الحبراضي وكان توجه من مدة شهور إلى ناحية بلاده للمطالبة ..... له استولى عليه بعض مشايخ البلاد فانقطع خبره وقيل من مدة أنه قتل أو مات ثم اشتهر في هذه الأيام موته وكان بيده إمامة العادلية الكبرى ومشاركة العذراوية وباشر في وقت عمالة العزيزية وأحسبه بلغ الخمسين وخلف ولدًا صغيرًا وكان يكتب اسم أبيه عبد الرحمن وأبوه حي لا يسمى غير حديثة ومات والأمر على ذلك.
(1) * * * *
- علي (1) بن القاضي محيي الدين عبد الملك بن شيخ الشيوخ تقي الدين عبد الكريم بن قاضي القضاة محيي الدين يحيى المعروف بابن الزكي، مات والده سنة ثمانين وهو وأخوان له صغار وليس فيهم كبير سوى ناصر الدين وفوض إليهم كلهم النظر على المدارس التي بأيديهم وإلى الصغار التدريس لأن الكبير جندي فاستنيب عنهم فباشر أكبر الصغار عبد الكريم بعد ما باشر هو وعلاء الدين وهما متقاربان في السن وقد فوض عبد الكريم ما بيده من التدريس لشرف الدين بن خطيب الحديثة ثم صار نصيب المتوفى هذا إليه في العزيزية بطريق أخرى ثم فوض إلى شرف الدين ما بيده من تدريس العزيزية وهو الثلثان واستمر الأصغر يستناب عنه وكنت أنا أنوب عنه في العزيزية إلى أن نزل عن نصيبه للقاضي علاء الدين بن أبي البقاء وكنت أنا أنوب عن علاء الدين هذا في المجاهدية إلى أن احترق البلد لعدم أهليته.
وقاسى هذا فقرًا شديدًا وكان زوج أخت القاضي علاء الدين وكذلك كان المتوفى قبله زوج أخت أخرى وماتت والدتهم في العام الأول.
توفي هذا آخر نهار الثلاثاء ثالث عشره بمنزلهم بالسهم ودفن من الغد بمقبرة جده تقي الدين قبالة الأتابكية عن بضع وثلاثين سنة وكان قد أسرع إليه الشيب في السنة الماضية. وفيه قَتل نائب صفد متيريك (2) أمير عرب حارثة وسلخه ومثل به وكان قد قبض عليه من مدة بحيلة وكان من الساعين في الأرض فسادًا.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 323.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 330.