الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله الجمعة حادي عشر آذار وخامس عشر برمهات والتاسع والعشرون من برج الحوت، ومن الغد قبيل العصر نقلت الشمس إلى برج الحمل وهو أول فصل الربيع، ويوم الجمعة ثاني عشريه أول نيسان، ويوم الأحد سابع عشره أول برمودة.
ولوم العيد خرج الأمير نوروز إلى المصلى وصلى بالجامع فخطب بالمصلي خطيبه عثمان بن الصلف المؤذن.
ويوم الاثنين رابعه خلع على الأمير بكتمر شلق بنيابة صفد، قيل أن ذلك بكتاب العادل جكم إلى الأمير نوروز.
ويوم الجمعة ثامنه خطب القاضي شمس الدين الأخنائي بالجامع للملك العادل على المنبر الأموي وكذلك دعا له المؤذنون وغيرهم وكان ذلك باتفاق الأمير نوروز وبقية الأمراء.
ويوم الأحد والاثنين والثلاثاء ولياليهن جاء برد ورياح باردة ومطر بعد ما كان قبل ذلك حر ولم يقع في آذار مطر قبل ذلك ولا في أواخر شباط بحيث خيف على الزرع البقل، فلما وقع هذا المطر اطمأن الناس وزاد النهر زيادة كثيرة وتغير الماء واحمر لوقوع مطر كثير في الجهة الغربية وذلك يوم الاثنين وهو الحادي والعشرون من آذار.
ويوم السبت سادس عشره خرج المحمل الشامي وأمير الحاج شخص يقال له قرقماس متجدد في الإمرة من قبل الأمير نوروز ومتولي أيضًا نظر
الجامع وقاضيه شمس الدين ابن الحسباني، وممن حج من المعارف أخي وزوجته وجاوروا والقاضي نجم الدين وعامل الجامع الأموي مع الناظر الأمير وشهاب الدين ابن جوبان الذهبي ومن التجار شمس الدين ابن المزلق وتاج الدين ابن الشريطي ومحيي الدين ابن الرحبي والقاضي حسن المالكي وعلاء الدين البيرودي، ومن البعلبكين صاحبنا محب الدين البذنباني وأهله وقاضي حمص البصروي الذي كان موقع مزة، ومن الغرباء من الروم وحلب وحماة وطرابلس وفي الروميين فقيه يقال له أشرف الدين أشرف حنفي فاضل شكل حسن من الروم، ومن عرض الناس علي بن التاج السمسار وأهله وشمس الدين السلاوي وفتح الدين ابن الجزري وابن شهاب الدين الكرجي، ومن أعيان الأمراء جركس الذي كان حاجب الحجاب، وكان أمير الركب المصري ولد جمال الدين الاستاددار وهو صبي ومعه من يدبره، وممن حج من المعارف الشيخ زين الدين القمني ومحيي الدين المدني نائب كاتب السر وولده.
وبعد العصر من يومئذ وقع مطر وتكاثر في أوائل ليلة الأحد وقوي حتى كأنه أفواه القرب ودام مدة طويلة واستمر وقعه برعد وبرق وكانت ليلة عجيبة وكفت (1) فيها السقوف وتغيرت المياه وسالت الوداة وأصبح ماء النهر طينًا أحمر، وكان ذلك في ليلة السابع والعشرين من أذار وحصل خير كثيرًا جدًا ووقع من الغد واستمر البرد أيامًا.
ويوم الأحد سابع عشره ركب النائب والعسكر متوجهين إلى كبس العرب المفسدين، وكان عيسى بن فضل في جماعة من آل علي قد قعدوا في طرف البرية وانضاف إليهم من سعيده وغيرهم فأدركهم العسكر فهربوا وتركوا ثقلهم فأخذوا جمالًا كثيرة وغنمًا وقدموا بهم آخر نهار الثلاثاء تاسع عشره.
ويوم الاثنين ثامن عشر وصل مقدم البريدية بالديار المصرية من جهة
(1) وكف: وكف البيت بالمطر تقاطر سقفه - معجم الوسط / 1054.