الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر شوال
أوله على ما ثبت عند القاضي الشافعي الأحد حادي عشر من آذار وخامس عشرين برمهات وكان الهلال ليلتئذ قريباً من الشمس يبعد عنها أربع درج ونصف ومكثه خمسة وثلث، أجمعوا على عدم رؤيته وبات الناس ولم يروه فلما كان في أثناء الليل شُهد به وأُثبت ولم ندر إلى قريب الفجر فذهبت وصليت بالمصلى وخطبت هناك.
ويوم السبت سابعه أول برمودة ويوم الخميس حادي عشره أول نيسان ويومئذ وصل دوادار السلطان وعلى يده تباشير النواب نائب الشام وحلب وحماة شيخ وجكم ودمرداش.
ويوم السبت سابعه نودي بإذن النائب بالاجتماع من الغد لعرض العسكر.
ويومئذ توجه الحاج مسافرين على طريق غزة فإن طريق الكرك معدومة الشعير أو قليل الوجود مع ما انضم إلى ذلك من التوفر على الدولة في النفقة فتوجه التجار على عادة كثير منهم على هذا الطريق وصحبهم من أراد الحج من أهل البلد على قلتهم ومن جاء من الغرباء من بلاد الشام، وممن توجه صاحبنا القاضي شهاب الدين المقرى قاصداً المجاورة.
ويوم الأحد ثامنه وصل الخبر بكسر الأمير جكم ومن معه من الأمراء نوروز وغيره التركمان كسرة فظيعة، ثم جاء من الغد كتاب نائب حمص يخبر بذلك وأن الأمير جكم كتب إليه بذلك ولم يكتب لنائب الشام لأنه
كتب ينجده فلم يفعل وعنده دمرداش وهو عدوه، كما أن عند جكم نوروز ومن معه وهم أعداء نائب الشام وفرح الناس بكسرة التركمان.
ويوم الثلاثاء عاشره وصل من عند السلطان خاصكيان متوجهين إلى حلب بطلب الأمير نوروز.
ويوم السبت رابع عشره وصل الجاموس وكان توجه في أمور فبلغني عن نائب حلب أنه زبر البريدي وامتنع عن إرسال المذكورين.
وليلة الأحد نصفه في النصف الثاني من الليل وهو رابع نيسان وقع مطر غزير كأفواه القرب وكان معه رعد شديد لم يسمع مثله فسبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
ويوم الاثنين سادس عشره وصل الخبر بكسرة التركمان فضربت البشائر كذلك ووصل ابن خطيب نقيرين رسولاً من جهة جكم فخلع عليه النائب قباء حرير بطراز ذهب فلبسه وهو متطليس وخرج فركب فرسه وأظهر الفرح بذلك وصار ضحكة للناس.
ويوم الثلاثاء أو الأربعاء ثامن عشره نودي بمنع الأخذ من الحوانيت والبيوت ما كانوا رسموا به من كتابة أُجرة شهر ومن كان أخذ منه شيء فليرد إليه وكان أخذ أكثره ففرح بذلك من لم يكن أخذ منه.
ويوم السبت حادي عشريه وصل كتاب نائب حمص يخبر بوصول كتاب نائب حلب جكم يخبر بوقوع وقعة بينه وبين نعير عند قنسرين وأنه ظهر عليه وقبض على نعير وسجنه بقلعة حلب فضربت البشائر قبل الظهر ثم أعيدت بعد العصر ومن الغد كذلك، ووصل من الغد مملوك جكم فأخبر بذلك وعلى يده كتاب بذلك وكان النائب لما ظهر على التركمان وصاروا بأنطاكية وهو خارج البلد جاءه الخبر بمجيء نعير فرجع إليه فالتقوا بالموضع المذكور وفرح المسلمون بالقبض على نعير.
ويوم الفجر من يوم الاثنين ثالث عشريه نقلت الشمس إلى برج الثور وقد فشا الخبر منذ أيام.
وليلتئذ ذهب الأمير دمرداش وكان مقيماً بدمشق فاشتهر أنه هرب لما توهم أن الأمير جكم أرسل أو يرسل يطلبه فأرسلوا في أثره فلم يدركوه وكان السبب في ذلك أن الأمير جكم كان يكاتب في هذه المدة لنائب الشام ليأتي إليه لقتال التركمان فكان يرسل إليه يعتذر بأعذار توجب تأخره ثم في آخرها اعتذر بأن أعداءه عنده وهو لا يأمنهم فأجابه عن ذلك، ثم أتاه كتابه يعتب عليه في أشياء ويذكر أنه قد انتصر على العدو ..... لأجله وأشباه هذا الكلام ونسبه إلى أشياء توجب وحشة بينهما وآخر ذلك أنه سأله أن يسير إليه دمرداش ولا بد وأنه لا يزول ما بينهما إلا بإرساله فبلغ ذلك دمرداش فهرب وقيل أنه باتفاق منه فأرسل الجواب بذلك مع قاصد الأمير جكم ولم يرسل أحداً من جهته.
ومن حوادث هذه الأيام الفساد الظاهر من جهة القضاة، أن التاج محمد ابن القاضي شهاب الدين ابن الحسباني بلغه أن النائب رسم بأن يكتب في القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء إلى الديار المصرية بأن يعاد إلى القضاء، وبلغني أيضاً أنه كتب في الحنفي القاضي زين الدين ابن الكفري يوم الخميس تاسع عشره فبلغ ابن الحسباني ذلك يوم الجمعة فبادر بإذن والده إلى استدراك هذا الأمر وتوجه إلى دار السعادة وكتب خطه بألف وخمسمائة دينار يعجل منها خمسمائة ويؤخر الباقي إلى حين ..... فوافقوه على ذلك فأخذ في تحصيل ذلك وأرسل إلى الأوقاف يطلب من كل مباشر وقف على حسب ما يقدر عليه وأظهر ذلك في قالب إلزامهم بإقامة الحساب فمنهم من يعطيه ما طلب ومنهم من يصالح على البعض ومنهم بنحوه ولا يعطي وفشت القضية وامتلأت المدينة من إحضار المباشرين بالرسل وظهرت الشماتة وتنوع تحصيل ذلك على وجوه قبيحة منكرة نسأل الله العافية، ووالده المسكين معه كالآلة لا يقدر على مخالفته، ولا يسمع الولد إلا من نفسه ولا يسمع عدلاً ولا يخشى لوماً، قد فتن والده به نعوذ بالله من مكره.
وفي يوم السبت ثامن عشريه جاء الخبر بأن الأمير جكم لما فرغ من قضية نعير واستقر عنده مسجوناً وولي الإمرة ابنه العجل وتوجه العجل إلى